وائل الأمين يكتب: ”الحالم بالعثمانية” بين مطرقة المعارضة وسندان الأمريكان ..!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير الدولة للإنتاج الحربي يتابع موقف موازنة شركات ووحدات الإنتاج الحربي للعام المالي 2023 ـ 2024 دمج خدمات الصحة العقلية والنفسية بمنظومة التأمين الصحي الشامل بيرسي تاو يقود تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 أسعار العملات العربية مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري فى البنوك الرسمية البنتاغون: الجيش الأمريكي يقدم الدعم اللوجستي لأوكرانيا فقط المقاطعة تكسب.. انخفاض أسعار الأسماك بالغرف التجارية بنسبة 30 % عاجل.. توقف فودافون كاش وخدمة دفع الفواتير خلال ساعة قرار عاجل لجوميز بعد وصول بعثة الزمالك إلى كوماسي تشيع جثمان الطفل حسين غريق حمام سباحة بلانه بأسوان رقص وبنات.. ضياع الأخلاق والفضيلة على سفح الأهرامات

مقالات

وائل الأمين يكتب: ”الحالم بالعثمانية” بين مطرقة المعارضة وسندان الأمريكان ..!!

الكاتب الصحفي السوري- وائل الأمين
الكاتب الصحفي السوري- وائل الأمين

بات الجميع يعرف أن أردوغان يجيد اللعب على الحبال مستغلاً الأوضاع الدولية، فالحالم بإعادة أمجاد العثمانيين يستغل التوترات السياسية العالمية لأهدافه الخاصة، وهو الذي يتغطى لتنفيذها بالإنسانية الزائفة، ليظهر للمجتمع الدولي بالوجه الحسن الذي يخبئ خلفه أبشع الصور من دعم للإرهاب الذي بات راعٍ أساسي له في المنطقة والعالم.

ليعلن من جديد أنه يتحضر لعدوان جديد شمال سوريا الذي من المتوقع أنه قد كان ملفه حاضراً على طاولة الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن القومي لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي يترأسه رجب طيب أردوغان والذي اجتمع فيه مع مسؤولين أمنيين.

حيث شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سوريا كان أولها عام 2016 تحت مزاعم واهية واعتبار الهجوم لحماية أمن تركيا القومي، فقد كشفت أنقرة أنها تخطط لعملية عسكرية تهدف من خلالها إلى دمج المناطق التي شنت فيها العمليات السابقة داخل سوريا للأراضي التركية العملية تهدف لضرب مدينة منبج وعين العرب التي تسيطر عليها ميليشيات قسد المدعومة أمريكياً.

وهنا يجب التوقف قليلاً، كيف تجرؤ تركيا على ضرب قوات موالية للولايات المتحدة الأمريكية بدون أخذ مباركة منها؟ ماذا عن روسيا؟ ولماذا تقوم تركيا بهذه العملية في هذا التوقيت بالذات.؟

الولايات المتحدة الأمريكية تجيد سياستين؛ الأولى هي سياسة العقوبات الاقتصادية لإنهاك اقتصاد الدول التي تعارض سياستها ، حيث أنتهجت أمريكا هذه السياسة لاعتبارها سلاح لايمكن الرد عليه.

ولكن يبدو أنّ المسؤولين الأميركيين قد ساورهم اعتقاد بأنّ الولايات المتحدة بلغت حداً من العظمة والقوّة حتى لم تعد قوانين الجاذبية الاقتصادية والسياسية تنطبق عليها، ووفقاً لهذا النمط من التفكير فإنّ أميركا يمكنها أن تبدأ بشنّ حروب تجارية ولن يستطيع أحد الردّ عليها، ويقول "بيتر نافارو"، مدير المجلس القومي للتجارة في إدارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق: " إن أمريكا هي السوق الرابحة الأكبر في العالم". حيث يمكن للولايات المتحدة أن تهدّد بفرض عقوبات على أقرب شركائها وحلفائها، وبطريقة ما يظلّون متعاونين،وعلى كل من يعارض آرائها الآن وفي المستقبل، ويمكن أن تواصل اتّخاذ خيارات اقتصادية سيئة، وبطريقة ما، يظلّ الدولار الأميركي في الصدارة بلا منازع، ولكن ربما تكون هذه الرؤية قد تحطمت بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث ارتفع الروبل أمام الدولار ولم تنفع العقوبات على الاقتصار الروسي.

أما الثانية فهي سياسة التخلي عن الحلفاء، فهذه السياسة تجلت وبرزت في أوكرانيا بعدما تُرك زيلنسكي رئيسها وحيداً في ميدان الحرب بعد أن نفخت رأسه بالدعم والتدخل العسكري إذا قامت موسكو بعملية عسكرية، وكذلك لم تحرك الولايات المتحدة الأمريكية ساكناً إزاء العمليات العسكرية التركية على ميليشيا قسد التي تعتبر أمريكا الحليف الوثيق لها، ولكن يبدو أن قسد لم تفهم أن أمريكا في كل مرة تعطي الإذن لأنقرة لهذه العمليات لتكون شريكة مع تركيا التي تدعم المسلحين في سفك دم الشعب السوري. روسيا التي تبدو وكأنها مشغولة في تحطيم البيت الأوربي وحليفه الأمريكي على جبهة أوروبا الشرقية ربما قد يكون لها رأي آخر على هذه العملية، حيث في كل مرة تؤكد موسكو على وحدة أراضي سوريا وانسحاب كلاً من المحتلين التركي والأمريكي.

تركيا التي تلعب بورقة اللاجئين السوريين في أروقة الدبلوماسية العالمية تروج لأسلحتها في الشمال السوري منتهكة القانون الدولي، فقد ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري القاطن مواقع عملياتها العسكرية السابقة، هذه المجازر ترقى لجرائم حرب .

ويقول خبراء عسكريون: استخدام تركيا الطائرات المسيرة التي تنتجها من نوع بيرقدار ما هو إلى تسويق لها في العرف العسكري ، فهي تقدم على الضرب جواً بهذا النوع من المسيرات لتزيد من الطلب عليها في الأسواق العالمية، تماماً كما حدث في إقليم ناغورني كرباغ وعلى إثرها أبرمت أوكرانيا صفقة على هذه المسيرات.

تعود أنقرة اليوم لاستغلال الوضع السياسي المتأزم في العالم لتمارس انتهاكاتها للقانون الدولي في احتلال مناطق جديدة في سوريا، هذه الخطوة التي يعتبرها أردوغان فرصة لتثبيت موطئ قدم له في الانتخابات المقبلة التي يواجه فيها معارضته، ولا سيما بعدما تسبب لتركيا في خسائر كبيرة على الصعيد الاقتصادي والسياسي، ولكن هل تكون هذه العملية سبب لإزالة حزب العدالة والتنمية من رأس السلطة في أنقرة.؟