دخلت الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة شهرها الرابع وراح ضحيتها أكثر من ٢٢ ألفًا من الشهداء الفلسطينيين وعشرات الآلاف من الجرحى، فضلًا عن إجبار الآلاف على النزوح، ولم تهنأ إسرائيل للحظة إذ شهدت جملة من الانتكاسات على كافة الأصعدة إذ أكد المحللون أن اقتصادها ينزف ويتكبد خسائر لم يعهدها من قبل، فضلًا عن الخسائر البشرية في صفوف جنود جيش الاحتلال، ومشاهد الفارين الإسرائيليين الذين لجأوا إلى الملاجئ هربًا من صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية التي أصبحت قادرة على استهدافهم أينما كانوا.

ولقد مني الاحتلال بهزيمة نكراء خلال اجتياحه البري لغزة وكانت مشاهد تقهقر قواته محل اهتمام الصحف العالمية التي أكدت أن إسرائيل فشلت عسكريًا في إحداث أي نجاح في حربها البرية على قطاع غزة وقصفها المستمر واستهدافها المباشر للمدنيين دليل على فشلها وتخبطها، إذ لم تتمكن حتى من إعادة الرهائن أو فك لغز حماس والتوصل لأنفاقها.

ولم تتوقف خسائر الاحتلال على الناحية العسكرية فقط بل يشهد اقتصادها انهيارا لم يعهده من قبل.

وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن جيش الاحتلال يتكبد في اليوم الواحد 8 مليارات شيكل، وتكلفة الحرب حتى الآن تجاوزت ١٨ مليار دولار، أي ما يقدر بـ220 مليون دولار في اليوم الواحد.

وأشارت إلى أن إسرائيل تنفق أموالا باهظة على نشر أكثر من 220 ألف جندي احتياط في الحرب ودعم رواتبهم.

وأضافت الصحيفة أن الهزة الاقتصادية التي تشهدها إسرائيل تعد الأقوى منذ أزمة كورونا .

يأتي ذلك بينما توقع المحللون انكماش الاقتصاد الإسرائيلي مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي المتوقع من 3% في عام 2023 إلى 1% في عام 2024، وفقا لبنك إسرائيل المركزي.

ومن جانبه، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس الأحد أنه من المقرر أن يصدق مجلس الوزراء على ميزانية الحرب لعام 2024 الخميس المقبل، ويأتي ذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على دعم مالي بقيمة تسعة مليارات شيكل لجنود الاحتياط.

وسلطت العديد من وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على حالة التخبط الحكومي والخلافات الكبيرة بين أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة بخاصة أن قوات الاحتلال لم تتمكن من إحراز أي نجاح أو تقدم أو تحرير الرهائن وأكدت أن القادم أسوأ.

كما انتهى اجتماع كبار وزراء الحكومة الأخير الذي كان يهدف مناقشة التخطيط لإدارة قطاع غزة في أعقاب الحرب، بشكل فوضوي وشجار سياسي على إثر الخلاف الحاد بين الوزراء وقادة الجيش بسبب أمور تتعلق بالتحقيق في أخطاء الجيش يوم عملية طوفان الأقصى .

وأكدت صحيفة هآرتس أن عام 2023 كان الأسوأ في تاريخ إسرائيل، نظرا للصراعات الداخلية والخارجية التي طفت على السطح ، وكذلك تزايد الشكوك بشأن قدرة إسرائيل على الاستمرار في احتواء هذه الأزمات خلال الفترة المقبلة.