تقارير وتحقيقات
لبنان يدخل في دوامة البحث عن رئيس توافقي جديد
كتبت/ نادية مصطفىبدأ لبنان الدخول في دوامة البحث عن رئيس توافقي جديد يخلف الرئيس ميشيل عون الذي توشك ولايته الرئاسية علي الانتهاء. الشهر القادم.. ...
لن تكون المهمة سهلة بأي حال ، وقد تنتهي بلبنان الي احد احتمالين ، وهما اما الدخول في فراغ رئاسي طويل يشبه ما حدث في أعقاب انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشيل سليمان ، وهو الفراغ الذي طال لأكثر من عامين كاملين وكان حديث العالم كله لغرابته ولعدم وجود سابقة دولية له ، حيث كان لبنان فيهما هو البلد الوحيد في العالم بلا رئيس ، وسوف يفاقم من تداعيات هذا الفراغ الرئاسي المنتظر عدم وجود حكومة دائمة في لبنان تحل محل حكومة تصريف الأعمال الحالية التي يراسها السيد نجيب ميقاتي... ويرجع ذلك الي ان تشكيل الحكومات في لبنان أصبح معضلة صعبة ومعقدة وتحتاج الي جهود خارقة للتغلب عليها... فها هو لبنان بعد أربعة شهور من انتخاباته النيابية التي لم تتقدم به خطوة واحدة للأمام علي طريق الاستقرار حيث ما يزال يلف ويدور حول نفسه دون ان يصل الي نتيجة.. ...
وأما الاحتمال الثاني، فهو أن ياتي حزب الله وأعوانه من القوي السياسية والحزبية المتحالفة معه كالتيار اللبناني الحر لذي يقوده جبران باسيل وغيره من القوي والتيارات بالرئيس الذي يكون لحزب الله الدور الأكبر في اختياره وبالشروط والمواصفات التي يحددها وترضي عنها إيران ، باعتبار ان هذا هو الحل المتاح الذي لا بديل له للخروج بلبنان من مأزقه السياسي قياسا علي ما حدث في المرة السابقة ، وليصبح الرئيس اللبناني القادم علي شاكلة الرئيس عون ، اي رئيس بلا موقف او إرادة او قرار كما لا دور له في إدارة اي ازمة يواجهها لبنان في الداخل او الخارج ، رئيس يعبر عن إرادة من اتوا به الي موقعه في بعبدا وليس عن إرادة الشعب اللبناني الذي يمثله ويتحدث باسمه امام العالم .. واعتقد ان هذا هو ما يجري اعداده الآن بالصفقات والمساومات التي تجري بين حزب الله وحلفائه في الخفاء..فهم جاهزون لكل الاحتمالات بما يناسبها من السيناريوهات والاستراتيجيات التي برعوا فيها الي حد الاحتراف....
التغيير الرئاسي في لبنان حالة خاصة جدا هو الآخر ، حالة لا تجدي معها التنبؤات او التوقعات بعكس ما يحدث في سائر دول العالم...ومن ثم ، فلا جديد في المشهد الرئاسي اللبناني يستحق الانشغال به او المراهنة عليه في مثل هذه الأجواء السياسية التي يغلفها الضباب وتفتقر الي الشفافية والمكاشفة ، والتي لم يعد يفرق معها من يذهب من الرؤساء في لبنان ويرحل او من ياتي مكانه.. .. فكلهم في النهاية مجرد عابري سبيل لا يقدمون ولا يؤخرون مع بقاء الأوضاع السياسية والطائفية والمناطقية القائمة فيه علي حالها..