فن وثقافة
الآثار تضع اللمسات الأخيرة لقصر البارون تمهيدًا لافتتاحه قريبا
كتبت / سماح احمد فايدتضع وزارة الآثار اللمسات الأخيرة " لقصر البارون " بمصر الجديدة تمهيدًا للانتهاء من أعمال ترميمه نهاية الشهر الجارى، وافتتاحه خلال العام الجارى .
وقال العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية والمشرف على مشروع القاهرة التاريخية ، إن نسبة الأعمال التى تم الانتهاء منها بالقصر تبلغ 96٪ ، وتتم على قدم وساق تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تمهيداً للافتتاح ، وتبلغ تكلفه المشروع أكثر من 100 مليون جنيه .
من جانبها أوضحت الدكتور نفين نزار، معاون وزير الآثار لشئون العرض المتحفى ، أن العرض داخل القصر يروى تاريخ حى هليوبوليس ليشمل مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسامات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حى مصر الجديدة "هيليوبوليس والمطرية " عبر العصور المختلفة ، بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية ، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكى تاريخ مصر الجديدة ومظاهرالحياة فى تلك الفترة الزمنية المميزة .
قصر البارون التاريخى يقع فى قلب منطقة مصر الجديدة ، وتحديدا فى شارع العروبة بصلاح سالم ، يتمتع القصر بطراز مستوحى من العمارة الهندية ، وهذا ما يلفت انتباه كل من يشاهده ، والذى شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان عام " 20 سبتمبر 1852 - 22 يوليو 1929 " .
اختيار البارون الطراز الهندى لتصميم القصرلانه كان يعيش هناك ، وجاء إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر بعد وقت قليل من افتتاح قناة السويس ، وكان " إدوارد إمبان " يحمل لقب بارون وقد منح له ملك فرنسا تقديرا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس .
وبمجرد وصول إمبان إلى مصر عشقها لدرجة الجنون واتخذ قرار مصيريا بالبقاء فيها حتى وفاته ، لدرجة أنه أوصى بأن يدفن بها حتى ولو مات خارجها ، ومن حبه وعشقه لمصر قرر أن يبنى مقر إقامته بها فاختار البارون مكان فى الصحراء ، بالقرب من القاهرة ، ليبنى قصر البارون .
وبالفعل عرض البارون على الحكومة المصرية إنشاء حى كامل فى شرق القاهرة، واحتار اسما لها وهى هليوبوليس أى مدينة الشمس واشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط ، حيث إن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات.
وأراد البارون أن يجذب الناس للعيش فى الحى الجديد ، فقام بإنشاء مترو وأخذ اسم المدينة مترو مصر الجديدة ، إذ كلف المهندس البلجيكى أندريه برشلو الذى كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة.
أما عن القصر فقرر أن يكون أسطوريا لا تغيب عنه الشمس ، حيث تدخله من جميع حجراته ، وأصبح أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق ، واستلهم فكرته من معبد أنكور وات فى كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية ، صممه المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، فشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل الفيلة الهندية ، والنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية .
القصر الذى اكتمل البناء فى 1911م ، من الداخل حجمه صغير، فهو لايزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط ، الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها ، وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه ، أما البدروم " السرداب " فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم .