الدكتور محمد جمعة يكتب: المسجد الحرام و«الديسكو الحلال»

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
عاجل.. حزب الله يدك مقر قيادة إسرائيلي في ثكنة برانيت بصواريخ بركان غيابات بالجملة في صفوف الأهلي أمام سيمبا اليوم بدوري الأبطال بدائل ليفربول حال رحيل محمد صلاح قصص بائعي الزبادي في شوارع وحواري المعمورة في شهر رمضان حملات مكثفة لإزالة مخالفات البناء بمدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد نائب وزير الإسكان يبحث مشاركة الأقصر ضمن مبادرة محفز المياه العالمية عقد 13 دورة تدريبية لأخصائي وممارسي العلاج الطبيعي بعدة محافظات قناة السويس تحتفل بذكرى تعويم ” ايفيرجيفين ” سحب ركامية ممطرة وأمطار رعدية على عدة مناطق فضل صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان.. طرق أدائها وعدد ركعاتها وزيرة التضامن تستقبل المدير المقيم لهيئة إنقاذ الطفولة حزب الله يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا

مقالات

الدكتور محمد جمعة يكتب: المسجد الحرام و«الديسكو الحلال»

نعم أصبح الحال يرثي له بعد انتشار كورونا فيروس، واتخاذ إجراءات صارمة بعدم السماح لأي تجمعات بشرية، وكان علي رأس تلك التجمعات المسجد الحرام، فالناس تأتيه من كل فج عميق ليذكروا الله، سواء الحج أو العمرة.

وكان من اللازم والضروري لدرء خطر انتشار الفيروس هو عدم اختلاط الناس، ولأن المشهد حزين، وهو خلو المسجد من الطائفين والمصلين والعاكفين، إلا أنه كان من الضروري والمحتم اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي للحد من تفشي الوباء، ولأن حياة الإنسان أثمن من أي شيء آخر، فيجب الحفاظ عليها، لأن هلاك الإنسان ضد رسالة الله، التي نصت على جعله خليفة في الأرض.

ولكن لماذا طل علينا هذا الوباء بوجهه القبيح؟ ولا ندري إن كان بلاء بثته الدول الكبري لتكسير عظام واقتصاديات دول أخرى؟ وهو أمر جدير بالمناقشة، حيث أن الاقتصاد الأمريكي يترنح أمام الاقتصاد الصيني، وفقد مؤشر البورصة الأمريكية ما يقارب من ١٨نقطة، الأمر الذي ينذر بتكرر كارثة الكساد الكبير عام ١٩٨٧م، بل ويهدد النظام العالمي بالكامل، نظرًا لتبعية الكثير من اقتصاديات الدول النامية للاقتصاد الأمريكي.

ونعود الي سؤالنا الأساسي هل كورونا فيروس بلاء من صنع البشر أم ابتلاء من الله علي ما قام به النظام السعودي الحالي؟ حيث دنست الأرض الطاهرة بإدخال المنكرات، وفتح دور السينما، والسماح بتراخيص ما يعرف بالديسكو الحلال، وجاء غضب الله عاجل لمعاقبة الناس علي ما فعله بعض السفهاء، وابتلانا جميعا بالحرمان من الولوج الي بيوته، وعلينا أن نغتسل ونتطهر حتي نعود الي بيوته مرة اخري، وهي تلك الإجراءات الهامة والضرورية لتجنب الفيروس اللعين.

يجب علينا أن نطهر قلوبنا قبل أجسامنا وقد قال تعالي "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله وعسي أولئك أن يكونوا من المهتدين".

لقد جعل الله القرآن والصلاة فيهما شفاء للناس، وأن من يعرض عن ذكر الله سوف يعيش عيشة ضنكا، كما قال تعالي، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى".

علينا جميعًا أن نتطهر، ونخلي القلوب، ونلجأ الي الله الذي لا ملجأ منه إلا إليه، ولنعلم أن ما نحن فيه سواء بلاء من صنع أيدينا أو ابتلاء من صنع الله علينا، أن ندرك أن هناك حدود لله يجب ألا نتعداها، ولأن الله تعالي يعجل العذاب لعظم الجرم، فعاقبنا بما فعله السفهاء منا ونحن صامتون، وعاقبنا لأننا لم ننصر كلمته في الأرض، وهو تعالي قال "وان تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم".

وقد كان حري بنا جميعا علماء وشعوب، أن نتصدى للهجمة الغربية الشرسة لتغريب الإسلام، ومحاولة تشويه صورة المسلمين، بل لصق تهمة الإرهاب للإسلام والمسلمين.

والسؤال أليس ما فعلته أمريكا ارهاب من نشر فيروسات قاتله لملايين البشر؟ وهدم اقتصاديات الدول؟ لم نسمع صوتا واحدا حرا يقف في وجه هذا الارهابي المتعجرف، والصورة جلية واضحة أن أمريكا في سبيل سيطرتها علي العالم تفعل من تريد دون مراعاة لأي قيم اخلاقية، فدمرت العراق لنهب خيراته، وفتت سوريا وقضت عليها، ونهبت ثروات الخليج تحت بند الحماية، ونشرت الفتن في بلدان كثيرة كتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن، وكانت تلك الدول هادئة ينعم شعوبها بالأمن والأمان.

إن التدخل الأمريكي هو من فكك أواصر، وضيع مؤسسات، كانت تملك التحكم في تلك الدول، فإعادة بناء تلك المؤسسات يحتاج سنوات كثيرة حتي تعود تلك الدول لوضعها الطبيعي، والفائز الأكبر هو بائع السلاح وسارق النفط، والخاسر الأكبر هو المواطن العربي المكلوم البائس بقياداته الديكتاتورية التي تخشي زوال الكرسي، وتنفذ تعليمات أمريكا بكل جبروت، وتضغط علي الشعوب بالقتل جوعًا ومرضا وعطشا.

نعم إنه عقاب الله وابتلاؤه العاجل لنا، ذلك بما كسبت أيدينا وتحول فهمنا للمسجد الحرام بما له من حرمة وقدسية عظيمة، فالصلاة فيه تعادل مائة الف صلاه فيما عداه، وقبلة المسلمين التي تهفو اليها ارواح الملايين من المسلمين عبر الكرة الأرضية، فجأة يتحول المفهوم بسبب هذا البلاء والابتلاء الي أن المسلمين يخافون الآن من المساجد، وليس المسلمون وحدهم فالمسيحيون أيضا أصبحوا يرهبون التجمع في الكنائس.

وما أود قوله أن السياسة بألعابها القذرة استطاعت أن تحارب الأديان، ولكن نصر الله قريب، ولأنهم يريدون أن يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرين، فسحقا لكل غاشم أفاق صنع البلاء، ونشر الفتنة بين الناس، وسوف يلقي من الله العذاب الأليم.