مقالات
كورونا بين الطهارة والاستهتار
بقلم/ الصحفي محمد شبلبعد أن ظهر الوباء الجديد "كورونا" الذي هدد شعوب العالم أجمع, أصبحنا حائرين بين الاهتمام به وبين الاستهتار بتصرفاتنا, لقد أدى الاستهتار في الماضي البعيد إلى "موت" مالا يقل عن 50 مليون نسمه وإصابة نصف مليار من شعوب العالم في الحرب العالمية الأولى, بسبب "الإنفلونزا الإسبانية" التي أودت بحياتهم, وكان الاستهتار وقتها مبني على مبرر واهي, وهو أن إسبانيا أرادت نشر هذه الشائعة للهروب من المشاركة في الحرب, ليُصدم العالم بأسره بالحقيقة المؤلمة بل والقاسية, بأن الوباء قد طال الجميع.
ولكننا اليوم أمام "فيروس" جديد "كورونا" الذي أرعب العالم, وجعل الجميع يحشد كل إمكاناته من أجل مكافحته, وإن صح القول نقول "محاربته" فلقد أجمع الكثير من علماء الحرب الجرثومية بأنه "سلاح جرثومي" لأنه مكون من ثلاث مكونات يستحيل أن تتوافر في "فيروس عادي", وقام العالم بوضع آليات لمكافحته باتخاذ كافة التدابير الاحترازية في مواجهته .
لابد أن نعلم جيداً بأننا على وجه الخصوص, نقع في دائرة المؤامرات للقضاء على دولتنا واستعبادنا ونهب مواردنا, وكان ذلك واضحاً في السنوات الخوالي السابقة, بعد أن تآمر علينا أناس من دمنا, واكتشفنا أنهم ليسوا من ديننا, بعد أن لعب بعقولهم الغرب, بتحريكهم مثل قطع الشطرنج ليتآمروا على أهليهم وذويهم, ولكننا اليوم بصدد عدو من صنع البشر, وهو إحدى الأسلحة البيولوجية الفتاكة .
لقد قامت الدولة بوضع إستراتيجية لمكافحة هذا الـ "كورونا" للحفاظ على حياة المواطنين, ويجب علينا أن ننفذ التعليمات التي تعود علينا بالنفع, وهي "الطهارة" , التي أُمِرنا بها, للأسف الشديد في مجتمعنا, نجد الكثير من الناس قد أخذ الموضوع باستهتار ولامبالاه وعدم اهتمام, في حين أن الوقاية التي طالبت بها الدولة "بسيطة" جداً , ولا يعدوا كونها سوى اهتمام "بالنظافة" العامة والشخصية, ألم يحثنا ديننا على ذلك منذ قرون مضت ؟ أم أننا في انتظار من يوجهنا إلى ذلك ؟
أفيقوا من غفلتكم بعدم اتباع الغوغاء الذين يريدون لنا الهلاك بالتقليل من شأن هذا الفيروس اللعين, لن ينفعنا أحد إذا انتشر الوباء بيننا, ولن يُسمع لنا صوت لأن الجميع سوف يكون مشغولاً بمصيبته, ونصبح في يوم, يفر المرؤ من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه, نحن لم يطلب منا مالا نطيق, ولم نتكلف ما ليس في مقدورنا, لكي نستهتر بحياتنا وحياة من نعول من الزوجة والأبناء .
يا سادة العزلة هي الحل الوحيد, كما حثنا رسول الله "ص" , بعد أن ظهر الطاعون في بلاد الشام عام 18 بعد الهجرة, فلقد أمر الرسول بعدم الدخول أو الخروج من بلاد الشام حتى زوال الغمة وشفاء الناس, ولقد كان في ذلك الخير كله, بأن تعافى الكثير من الطاعون بعدم المخالطة, ولقد اتبعت العديد من الدول الأوروبية نفس السياسة, بغلق حدودها وعدم الدخول أو الخروج للسيطرة على الوباء, وكفلت لهم كل احتياجاتهم وعدم التلاعب بأقواتهم, كما علقت كل المطالبات المالية من كهرباء ومياه وغاز, بل وتعليق الإيجارات أيضاً .