مقالات
شريف سليمان يكتب .. معادن رجال الأعمال
بقلم : رئيس التحريرسنوات طويلة ونحن نسمع ونؤمن بمقولة أن رأس المال لا وطن ولا دين له ، وأن غالبية رجال الأعمال لا يهمهم سوي مصلحتهم الشخصية فقط ، ظلت هذه المقولة راسخة في الأذهان سنوات وسنوات ربما لأننا لم نقع في إختبار حقيقي مثل الذي نعيشه اليوم مع جائحة كورونا اللعينة التي كشفت معادن الرجال وأثبتت لنا عدم صحة هذه المقولة وأنها لا تنطبق علي " ولاد البلد .. الجدعان " في مصر الذين تسابق بعضهم في عمل الخير دون إعلان, وفي الحفاظ علي موظفيه وأسرهم في الوققت الذي جلس أخرون في مقاعد المتفرجين بل وأطلقوا تصريحات مخيبة للأمال أكدت أنهم لا ينظرون الإ الي مصالحهم الشخصية فقط .
وقد اعجبني التحركات السريعة المحترمة التي قام بها رجل الأعمال منصور عامر عندما سبق الحكومة في الحفاظ علي موظفيه بعمليات التدوير وفك التجمعات قبل قرارات الحكومة بعشرة أيام, بل وصرف مرتبات الموظفين منتصف الشهر بدعوي أنه لا يعرف كيف ستكون الأوضاع ؟ تلك التصرفات تزيد من أرتباط الموظفين بالمؤسسة وتجعلهم يشعرون بأنهم جميعا علي قلب رجل واحد ناهيك عن أعمال الخير التي يفعلها دون أن يعلن عنها لأنها تجارة مع الله .
علي الجانب الآخر نجد من يطالب بعودة الموظفين لعملهم, مؤكدا انه لا توجد مشكلة لو مات البعض في سبيل ألا يتأثر الإقتصاد, متناسيا أن الرئيس السيسي نفسه أكد انه ابدا لن ينظر إلي الخسائر الإقتصادية وأن حياة المصريين أهم ، حقا هذه الأزمة كشفت المعادن الأصيلة عندما نجد ملايين ساويرس للقطاع الصحي وللعمالة غير المنتظمة ومبادرة ابوهشيمة مع جمعية الأورمان وسباق الكثير من أهل الخير في مسح دموع من لا يملكون ... فهذا هو الوقت الحقيقي الذي يكشف لمصر معادن اولادها.