فن وثقافة
قصة من الحياة | «جميلة» ومصيرها المجهول .!!
بقلم: نجلاء عبد اللهفي احدي شوارع المحروسة, كانت تسكن الفتاة جميلة, مع خالتها وهي اسم علي مسمي، بعد أن توفي الأب والأم ، وربتها خالتها ولم تقصر معها فى أي شىء إلى أن أتممت دراستها الجامعية وحصلت على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة بتقدير امتياز , ولكن لم يحالفها الحظ وتعمل في تخصصها، بسبب المحسوبية والواسطة ، وهي لم يكن لها أحد غير ربنا، دقت على كل أبواب الشركات لكي تحصل علي وظيفة وترد لخالتها الجميل علي وقوفها بجانبها ولم تقصر معها يوماً ما , وبسبب جمالها زي ما هو نعمة من عند الله, كان أيضاً نكبة حظ عليها, وسبب لها الكثير من المشاكل, وطمع أصحاب الشركات لتترك العمل, وتذهب لغيره إلى أن فاض بها الصبر من أفعال ومضايقات أصحاب تلك الشركات الكبيرة .
وذات يوم مرت هي وأصحابها بجانب محل ملابس فاخر عليه لافته (( مطلوب انسه للعمل )) علي الفور دخلت المحل وقالت اقدر استلم الشغل عندكم امته ؟ شافتها صاحبة المحل وعرفت انها خريجة جامعه ولمحت انها فتاة امينة , وبالفعل سلمتها الشغل , ودارت أيام وشهور والفتاة سعيدة بالعمل الجديد عشان مفيش حد يرخم عليها ولا يضايقها بسبب جمالها، وذات يوم دخلت فتاة فاحشه الثراء، ودار بينها وبين جميلة حوار كله إعجاب من شخصية وجمال جميلة الرباني، وأخذهم الكلام وقلق عليها أخوها الذي كان ينتظرها في السيارة خارج المحل .
دخل الأخ وتعجب من وقفة أخته والضحكات المتتالية إلي أن اقترب منها وهي بتحاور جميلة، الأخ انبهر من جمال وشياكة الفتاة اللى وقفه مع أخته، وصل بجانب أخته ونظراته لم تتوقف إلى تلك الفتاة الجميلة جداً, وضحكت الفتاة من نظرات أخوها للفتاة الجميلة, وسألها ليه اتأخرتي كده، وسيباني كل ده بره ؟ حكت له عن "جميلة" وكانت النظرة سهم شق القلب وذهب جزء منه إلى تلك الفتاة الجميلة .
ومنذ ذلك الوقت والشاب ينتظر جميلة بعد العمل ويراقبها من بعيد لبعيد وهي مروحه، وذات يوم اقترب منها بالسيارة, ووقفت الفتاة عشان تغلط في صاحب السيارة , والتفت إلا أنها فوجئت به أخو الفتاة الثرية هو صاحب السيارة, ونزل من السيارة وسلم علي جميلة وطلب منها يوصلها للبيت أو اقرب مكان هي عايزاه , وافقت الفتاة وتكرر اللقاء مرات ومرات إلى أن وصل الحد بينهم أنه لا يمر يوم بدون أن يلتقوا ببعضهم, ولو عدي يوم جميلة تكون حزينة وايضا الشاب، الى أن اعترف لها أنه يحبها وعايز يقضي حياته معها, لكن ! هو متزوج من قريبته وميقدرش يزعلها عشان خاطر أولاده وأهله .
غضبت جميلة عندما اعترف لها أنه متزوج وعنده اولاد، وقالت: بما انك راجل متجوز وعندك اولاد ليه خلتني احبك واتعلق بك ؟ ابتعدت جميلة عنه والحزن يكسر قلبها, لأنها أحبته حب شديد وتعلق قلبها برؤيته, بحث عنها في كل مكان ولم يجدها, سأل عنها فى المحل اللى كانت بتشتغل فيه قالوا له انها خدت اجازة، ولا يعرفوا سكنها, جن جنونه وهو يتصل ولم ترد على اتصالاته، إلى أن فقد الأمل فى أن تعود له مرة أخري، ومضت شهور، وذهبت جميلة للعمل مرة أخري, تنسى وتتناسى حبها بانشغالها ودوامة الحياة ، وذات يوم مر الشاب الثري علي المحل التي تعمل فيه جميلة وانتظرها حتى انهت عملها ونزل من السيارة, وأقسم لها أنه غير قادر على الحياة بدونها، وطلب منها الجواز وافقت الفتاة علي الفور, ولكن .! الجواز هيكون عرفي, حزنت جميلة, ورفضت أنها تتجوز فى السر .
أقنعها الشاب وبالفعل تزوجا فى السر، جاب لها شقه وكتبها باسمها ووفر لها حياة كريمه، لكن الأهم الأمان, وحملت جميلة، وكان الشاب سعيدا جدا, أن حبيبته اللى حبها من قلبه واختياره بقت حامل, برغم أنه عنده اولاد من زوجته قريبته، جميلة ظهرت عليها أعراض الولادة وطلبت جوزها،" الحقني انا تعبانه وشكلي حولد" أخذ سيارته وأخذها إلى أفخم المستشفيات, ودخلت "جميلة" غرفة العمليات ووضعت مولودها "زين"، اللي اتفقوا على تسميته بهذا الاسم لما علموا أنه ولد, ترك الزوج زوجته في المستشفي وذهب لأولاده ، لكن الحظ السيء لم يترك جميلة , توفي الزوج في حادث مروع ، وترك جميلة ومولدها يواجهان المصير المجهول .