شئون عربية
كارثة إنسانية | المغرب تغلق الحدود في وجه الجالية المغربية للعودة للمملكة
رسالة مدريد: عبد الهادي العسلةفي الوقت الذي شهدت فيه مجموعة من البلدان في العالم, والتي خرجت عن صمتها في إيجاد حل لأبنائها العالقين بدول العالم, بمد يد العون لهم من أجل عودتهم إلى مقر إقامتهم ببلادهم, يُبقى المغرب على مواقف غير منطقية وغير مبررة لإستقبال أبنائه العالقين على موانئه ومطاراته، خاصة عدم سماحه لمغاربة إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا بالعودة إلى بلدان إقامتهم, في الوقت التي تحركت فيه دولة مصر الشقيقة بتنظيم رحلة استثنائية لإجلاء المصرين من المغرب وتحملهم مصاريف النقل والحجر الصحي في الفنادق.
لتبقى المملكة المغربية في تجاهل غير مسبوق تجاه المواطنين العالقين في الخارج بمختلف دول العالم في ظروف غير إنسانية, هذه الشريحة من مغاربة العالم ومن اجبرتهم "كورونا" على البقاء في الدول الأجنبية ومنهم بأرض الوطن الأم لأهداف سياحية أو عمل أو لغرض ما, سواء داخل المغرب أو خارجه, وتركوا عائلاتهم وأبناءهم في الدول الأوربية, وهناك سيدات حوامل وأطفال صغار وأشخاص يعانون من أمراض مزمنة, وآخرين قد تنتهي صلاحية أوراق إقامتهم .
وتبقى الجالية مستنكرة ومذهولة لسلوك المملكة المغربية في هذه الازمة ، ولم تجد الحكومة المغربية (المشلولة) إن صح التعبير أجوبة شافية أو تطمينات تبعث الأمل في نفوس مغاربة العالم، حيث اكتفت وزيرة الجالية "نزهة الوافي" في إجتماعها الأخير مع لجنة الخارجية والدفاع بقولها " لازم يصبروا معنا شويه"، وهذا إن دل على شيئ, فإنما يدل على ما يبدو أنها لا تملك الحلول والجرأة والشجاعة لتقول كلمة عن العالقين من مزدوجي الجنسية.
لكن وزيرة الخارجية فضلت مقاطعة الجلسة, لأنها لا تملك حلول ولا أجوبة عن أسئلة محرجة, وإنعدم عندها أي تصور أو حس إنساني في هذا الظرف العصيب من زمن "كورونا" لمعالجة الأزمة, وهو في الحقيقة تصور واقعي لحس إنساني لمعالجة الأزمة, بل فشل ذريع يسئ لصورة المغرب, في حين نجد في بلدان أخرى بالعالم, يعقد وزراء الخارجية ندوات صحافية للرد على تساؤلات شعوبهم بشكل متواتر، ويسابقون الزمن في إجلاء مواطنيهم من قارات بعيدة .
ومن هنا نقول أن وزارة "نزهة الوافي" تبدو بدورها خارج التغطية "الكورونية" , فلم تجد لأبناء الجالية العالقين بالداخل والخارج إلا الدعوة بالصبر والتوجه إلى الله برفع عنا هذا الوباء ، في الوقت الدي يجب عليها أن توجه الأجهزة المختصة وتربط اتصالاتها التي يخولها لها القانون لإيجاد حلول حقيقية وجذرية لهذا الظرف الطارئ غير المسبوق.
ومن جهة اخرى ماذا يمكن أن نقول عن مجلس الجالية المغربية في الخارج، والحديث هنا ينطبق على باقي المؤسسات المتعلقة اختصاصاتها بمغاربة الخارج، والتي تتحمل الدولة المغربية عبء نفاقاتها دون نتائج ملموسة تذكر, وحاليا الكل أصبح يتحدث بصوت مرتفع مع أصوات "مغاربة العالم" العالقين والغاضبين، من حاملي الجنسية المزدوجة الذي يفوق عددهم أكثرمن 18 ألف و226 مغربيا ومغربية عالقون بالخارج على حدود 14 أبريل الجاري، بسبب قرار الإغلاق المؤقت للحدود من تفشي فيروس كورونا، فهم اليوم يعانون ظروفا صعبة في عدة بلدان في العالم بسبب إغلاق الحدود، لأنهم لا يجدوا من يتحدث بإسهم في الوقت الراهن ليبقى السؤال المطروح.
لماذا تستمر الحكومة المغربية في سياسة اللامبالاة وتجاهل المغاربة العالقين في عدة دول بالرغم من أن وزارة الخارجية المغربية تكلفت بمصاريف إقامة البعض, في حين أن الكثير منهم أصبحوا يعيشون في الشارع, والخطير في الأمر أن مواطنين مغاربة في ليبيا وتركيا ودول الخليج ودول أخرى يعيشون وضعا كارثيا وظروفا إنسانية صعبة جدا بسبب فشل السياسة الخارجية المغربية في تدبير الأزمة.؟
المتتبعون لهذا الوضع الخطير الذي ارتكب في حق مغاربة العالم سيكون له آثار سلبية جدا في علاقتهم في المستقبل مع وطنهم الأصلي، وسيترتب عنها تبعات لا تخدم مصلحة المغرب الذي يوجه نداءات يومية لمغاربة العالم من أجل التضامن والمساهمة في صندوق كورونا, وهناك العديد من المهاجرين تعرضوا للإقصاء والتهميش داخل البلد .