تقارير وتحقيقات
ما تعملش من الحبة قبة | مشروع تخرج يناقش «التوهم المرضي »
كتبت: عبير سليمانقام الطالبتين، مي السيد محمد، و ندى خالد فاروق، كلية الإعلام ، جامعة العلوم والآداب، قسم العلاقات العامة والاعلان، بإجراء بحث لمشروع التخرج تحت عنوان "ما تعملش من الحبة قبة" مي السيد محمد، وندى خالد فاروق بقسم العلاقات العامة والإعلان، حيث يقوم البحث بتسليط الضوء علي "التوهم المرضي" أو بمعنى آخر "الهوس المرضي" الذي يصيب كثيرا من الناس حول العالم، في ظل انفجار المعلومات وانتشارها عبر الانترنت ووسائل الإعلام الحديثة، وترى الطالبتين، أن السبب في اختيار موضوع "التوهم المرضي" هو خطورته على صحة كثير من الناس، والتي قد تصل إلي تناول عقاقير وأدوية دون استشارة الطبيب، و عملية البحث على الإنترنت التي تضخم الأعراض، مما يؤثر سلبا علي الحالة والنفسية والجسدية للشخص المريض، وقد يؤدي به التدهور والإصابة بحالة نفسية كالاكتئاب وغيره.
ونظرا للظروف التي يمر بها العالم جراء تفشي فيروس كورونا، قدمت أسرة حملة "متعملش من الحبة قبة" أغنية للتوعية بأهمية الوقاية من فيروس كورونا، ويمكن الاستماع إليها عبر صفحتهم على الفيس بوك، حيث تتضمن هذه الصفحة جوانب مختلفة عن التوهم المرضي، والتعريف به وأعراضه والحلول وموضوعات عن فيروس كورونا, وقصص وأمثلة ولقاءات مع أطباء نفسيين، كما قامتا بوضع صفحتهم للاستفسار عن موضوع التوهم المرضي و توابعه النفسية ومراسلتهم عليها، وللوصول إليهم إضغط على: "ما تعملش من الحبة قبة" .
وبالسؤال عن التوهم المرضي؟ تقول مي السيد: إنه الخوف من إصابة الإنسان بمرض خطير، وخاصة إذا شعر الإنسان بأعراض غير طبيعية، فيفترض أنه مصاب بمرض ما ، ويبدأ بالتوتر وإيهام نفسه بإصابته بمرض أصيب به أحد أقاربه أو أصدقائه أو من له علاقة بهم في حياته العملية أو الاجتماعية، أو قرأ عن هذه الأعراض على الانترنت أو سمع بها قبل ذلك، ومن الممكن أن لا يكون مصاب بأي مرض، فيتوهم المرض لأبسط الأعراض الجسدية، وأضافت "مي" أن هناك مثال علي الخوف المرضي من خلال قصة حقيقية، بأن هناك رجل في سن الستينات كان يعاني من ألم شديد في المعدة لسنوات طويلة، وقرر الذهاب للطبيب، فقال له الطبيب: "انت ازاي عايش لحد دلوقت".؟ بعدها بأسبوع توفى الرجل بسبب التوهم الذي أصابه، بعد خوفه واعتقاده أنه ميت لا محالة، وهذا أكبر دليل علي وجود التوهم المرضي في حياتنا.
كما دللت "مي" على ذلك حاليا بوباء كورونا المنتشر حول العالم، والذي سبب الكثير من الخوف المرضي، بل الرعب من إصابة الإنسان به، ومثال على ذلك ما حدث لأحد الأشخاص في بداية الحديث عن بدء انتشار فيروس كورونا، حيث كان يعاني من سخونة شديدة، وتسبب الخوف عنده في ظهور صداع بالرأس وهمدان بالجسم بإيهام نفسه بأنه مصاب بالمرض، إلا أن ابنته اتصلت بـ ١٠٥ فأخبروها بقياس درجة حرارة الوالد ولو زادت عن ٣٨ ، عليها الاتصال بهم مرة أخرى إلا أن درجة الحرارة كانت 35، فأفاق وبدأ في الضحك والتفاؤل.
وأضافت ندى خالد قائلة: إننا نحاول جاهدين التوصل للحلول التي قد تكون مفيدة للناس وتعود عليهم بالنفع في هذه الظروف الصعبة، فبعد أن كان معدل الاصابة بالخوف المرضي أو التوهم المرضي قليلا ، زاد اليوم بعد انتشار كورونا، وازددنا معه إصرارا على مساعدة الناس والمجتمع، وقد حصلت كل من مي السيد وندى خالد على تدريبات في هذا المجال، وقدما البحث الذي يتضمن موضوع التوهم المرضي في كتاب يسمى "hypochndria" .
وأشارت ندى خالد، إلى أن الكثيرين بمجرد إحساسهم بإعياء بسيط، فإنهم يبحثون علي الفور عن أعراضه على الانترنت، ظنا منهم بأن الانترنت لديه قدرة فائقة علي تشخيص حالتهم الصحية، ومنحهم روشتة مجانية للعلاج، ولكن في الواقع هم لا يدركون أنهم وقعوا في فخ التوهم المرضي، لذا قمنا بتنظيم حملة أطلقنا عليها "متعملش من الحبة قبة"، بهدف التوعية من التوهم المرضي الذي أصبح ضحاياه كثيرين، بسبب بحثهم عن اعراضهم المرضية علي محرك البحث جوجل الذي يجعلهم يتصورون ويتوهمون انهم مصابون بداء مرضي خطير .