مقالات
ممدوح الشناوي يكتب: من يقتل أولادنا في سيناء ؟
بقلم/ ممدوح الشناوييبدو السؤال بسيطاً وإجابته واضحة وسهلة, ألا وهي يد الإرهاب الغاشمة ، ولكني أرى الموضوع أكثر تعقيدا فليست اليد القاتلة هي من حملت سلاح الغدر أو فخخت وفجرت فقط, بل القاتل هو من أعان وساعد وسهل وأخفى .
إن خفافيش الإرهاب وثعابينه ما كان لها أن ترعى إلا إذا وجدت المرعى ، ولا كان لها أن تستمر في الحياة وتنتشر وتحارب إلا إذا كان عندها من يوفر لها سبل الحياة وعتاد الحرب.
لقد فشلوا في أن يجدوا لهم مكانا في دلتا مصر أو صعيدها, لأن أهل مصر الطيبين لا ينبت بينهم خبث ولا يعيش عندهم أهل شر وغدر وخيانة . ولا يمكن أن يحتمي بجدران بيوتهم أو تحت ظلال أشجارهم الكريمة قتلة مأجورين يستهدفون أبناء جيشهم وشرطتهم الذين هم أبناؤهم وفلذات أكبادهم.
ربما يكون كلامي هذا صادما للبعض, ولكنني أرى أن دماء أبنائنا المتدفقة باستمرار على أرض سيناء الحبيبة تدعونا لنساءل البعض من أهل سيناء عما فعلوه ليحموا جنودنا من غدر كلاب احتموا بمزارعهم و بيوتهم واكتفوا هم بصمت مريب وضيق من جنودنا غريب , وكأننا اقتحمنا عليهم خصوصيتهم أو جئنا بجنودنا لأرض ليست أرضنا وإرث أجدادنا التى سالت دماؤهم عليها ليحفظوها طاهرة لكل أبناء مصر .
إن أرض سيناء هي ملكية خاصة لكل أبناء مصر وليست لفئة معينة, وليعلم من يعيش هناك أنه لا أفضلية له فيها، بل إنني أناشد الدولة المصرية بأن تكف عن التعامل باستحياء لا داعي له مع من تأوي بيوتهم وأراضيهم ومزارعهم قتلة أبنائنا, وأن يكون موقفنا واضحا وصارما معهم فإما أن يكونوا معنا بكل جوارحهم أو أن يكونوا مع أعدائنا, فلا مجال هنا لحياد أو مداهنة .
واقترح كذلك أن يوفر مكان مؤقت في إحدى المدن الجديدة لكل سكان سيناء لمدة شهر واحد ليتم تنظيف كل الأراضي والمزارع والبيوت من الأنجاس القتلة, ثم يكون لهم عودة إن أرادوا لأرض نظيفة من الغدر والخيانة، حتى ينتشر العمران في كل ربوع سيناء وتمتلئ أرضنا الغالية بأبناء مصر من كل محافظاتها فينعموا بخير دفع أبناؤهم وأباؤهم وأجدادهم دماءهم الطيبة ثمنا له .
حفظ الله مصر بشعبها وجيشها وكل المخلصين لها من كل سوء يا رب العالمين .