مقالات
رفاعي السنوسي يكتب: سياسة الممكن بين الاقتصاد والصحة
بقلم: رفاعي السنوسيفي ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالعالم من انتشار وباء كورونا يتسابق ساسة العالم والاقتصاديون في حل المعادلة الصعبة بين الحياة والحفاظ على الاقتصاد, وتتخذ كل دولة التدابير اللازمة للحفاظ على حياة المواطنين بأقل خسائر اقتصادية وأقل تأثيرعلي الاقتصاد بإجراء كل الاحتياطات الممكنة للحفاظ على حياة المواطنين بأقل ضرر للاقتصاد, ويختلف توجه كل دولة عن الأخري حسب الرؤية الاقتصادية , فنجد بلدان مثل أوروبا وأمريكا يتجهون الي تخفيف القيود المفروضة على المواطنين علي الرغم من استفحال المرض في هذه الدول .
وتجاوز المرض بها مرحلة الآلاف وأصبح بالملايين , وخرجت اصوات تطالب بالتعايش مع المرض, وذلك بالاعتماد على ثقافة الموطنين في استخدام وسائل الحماية والوقاية الشخصية , وان المواطن الأوروبي علي قدر عالي من الوعي ويستطيع حماية نفسه , وهذا الفكر وجد صدي في هذه البلدان ولكن لم يطبق حتي الآن علي أرض الواقع ولا نعلم مدي جدواه , ونري الآن بعض الأصوات هنا في عالمنا العربي والدول الفقيرة تتبني نفس الفكر مع اختلاف الثقافة والشعوب.
وذلك للحفاظ علي المعادلة الصعبة بين الاقتصاد والصحة الاقتصاد وحياة البشر , وإن كنا نشكك في مدي جدوى التعايش مع هذا الوباء بصورة كبيرة في أوروبا وأمريكا مع العلم بموروثهم الثقافي ومدي التزام هذه الشعوب, فإننا نؤكد علي عدم جدوى هذا التعايش في علمنا العربي وخصوصا الدول الفقيره منه لقلة وعي المواطن وموروثة الثقافي الثقيل, بل نؤكد أن هذا التوجه كارثي وثقافة الشعوب العربية تختلف اختلافا كبيرا عن أوروبا وامريكا , والمعادلة بين الاقتصاد وحياة الناس معادلة كارثية لأن حياة البشر أهم وهذا التعايش إذا فشل سيقود البلاد الي اضرار كبيرة في حياة البشر وايضا في الاقتصاد .
والرهان علي وعي المواطن في الدول الفقيرة من وجهة نظري رهان خاسر, لانه كما ذكرت هناك موروث ثقافي ثقيل لا تستطيع التحرر منه بسهولة من عادات وتقاليد واجتماعات
إذاً هل نضحي بالاقتصاد في مقابل الحفاظ على حياة المواطنين .؟ اري ان الحظر الكلي وإشراف الدولة الكامل عليه لا يعتبر خسارة للاقتصاد , بل هي الطريقة المثلى للمحافظة على الاقتصاد لأن معظم اقتصادنا يعتمد علي الطاقة البشرية فالمحافظة علي البشر هو محافظة علي الاقتصاد , ثانيا حالة فشل التعايش المنشود سيكون له تبعات اقتصادية خطيرة وسلبيات كبيرة لذلك نري أنه لا مجال لفكرة التعايش في بلد نصف سكانه تحت خط الفقر .