مقالات
مريم مهران تكتب: حقيقة «الاختيار».!
بقلم: مريم مهرانانتظرت كثيراً مثلكم أبناء وطني العظيم بدء مسلسل "الاختيار" بعد أن رأيت القنوات الفضائية تعلن بأن هذا المسلسل سوف يحكى بطولة أحد شهداء القوات المسلحة الباسلة وهو العقيد أ.ح / أحمد صابر منسي قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة التي كانت ولازالت أحد الوحدات العسكرية التي قدمت بطولات جليلة و يخدم بها أبطال نبلاء وكان بها شهداء عظماء قدموا أرواحهم في سبيل امن واستقرار مصر الحبيبة، فكان يوم بداية المسلسل يوم به ترقب لجميع المصريين وخاصة أسرتى وكنا جميعاً منتظرينه عن كثب .
فكانت الحلقة الأولى من المسلسل هي بداية معرفتنا وتأكيد استنتاجاتنا وتوقعاتنا بأحداث المسلسل, وكان أفضل ما في هذا الحدث هو تجمعنا كأسرة صغيرة حول جهاز التلفاز لمشاهدة أحداث المسلسل وكان يميز تجمعنا وجود شخص من بين أفراد الأسرة مر بهذه الأحداث, حيث بدأ في سرد وشرح الجوانب الخفية بالمسلسل وكان حريصاً أن يخبرنا ببعض الخفايا التي عاشها أثناء خدمته بالقوات المسلحة وخصوصاً أنه كان يطلع على بعض هذه الأحداث ويخطط لها في بعض الأحيان .
حيث كان يوضح لنا كأسرة حقيقة كل مشاهد المسلسل وملابسات الكثير من الأحداث و توضيح تفصيلات بعض البطولات وكان يسترسل ويحكى عن العديد من البطولات التي قدمها أبناء القوات المسلحة في سيناء في حربها على الإرهاب الغاشم , وكنت انظر لوجوه أفراد الأسرة فكنت ألاحظ مدى حرصهم الشديد على طرح الأسئلة تلو الأخرى مستغلين فرصة وجوده وتركيزه مع الأحداث الدرامية وتأثره في بعض الأحيان، ليتضح لنا كأسره حقائق وبطولات كثيرة لم يُظهرها المسلسل, حيث أن العمل الدرامي محدد بفترة زمنية مرتبطة بمواقف محددة الأحداث مختصره نوعاً ما .
ومما لا شك فيه أن ما عرضه المسلسل نال إعجاب كافة أبناء الوطن , بل أبناء الأمة العربية جميعاً، وحيث أن هذا الشخص الدائم مشاركتنا المشاهدة كان يحمسنا بضرورة متابعة المسلسل وكنا ننتظر توقيت إذاعته بفارغ الصبر لنستمتع بحديثه ونسمع منه تفاصيل الأحداث, وملابستها والبطولات التي تحققت والتي لا نعلمها جميعاً ولم تظهر فى المسلسل بشكل تفصيلي، حديثه بث فينا روح جديدة لم نشعر بها من قبل جميعاً كأفراد أسرة , وهى روح الفخر والعزة والكرامة والولاء والانتماء .
وكنا نسعد بما يرويه من بطولات ما بين الفواصل الإعلانية للعمل الدرامي التي أكدت ورسخت فينا أهمية التضحية من أجل الوطن وكانت في بعض الأحيان تترقرق عيناه من أسفل نظارته بالدموع أثناء سرد الأحداث, وكان يردد كلمته المشهورة التي دائماً يقولها "مصر أمان آخر الزمان التي تحرسها سواعد أبنائها الأبطال الذين ضحوا ولازالوا يضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في ربوع الوطن والوصول به للريادة الإقليمية والدولية التي نصبوا اليها" سيناء ارض الرسالات دافع عنها ضباط وجنود القوات المسلحة البواسل ودافع عنها أيضاً أبناء سيناء الأبرار بعد نكسة يونيو ١٩٦٧ مروراً بحرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر المجيد .
ونحن نعلم جميعاً أن أبناء القوات المسلحة دائماً هم النسق الأول للدفاع عن حدود هذا الوطن العظيم, حيث تطرق الحديث الذي استمر ما يقارب الشهر , وهو زمن عرض الملحمة البطولية في الحديث عن بطولات المجموعة ٣٩ قتال التي كان يقودها الشهيد البطل العميد اح / إبراهيم الرفاعي ورفاقه العظماء , الذين قاموا بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية اثناء فترة الاستنزاف داخل عمق سيناء أثناء احتلالها من الكيان الصهيوني، وأيضاً بطولات منظمة سيناء العربية التي كانت تتكون من ٧٥٧ فدائي اغلبهم من أبناء سيناء الحبيبة , التى ساعدت في استعادة الأرض والعرض , حيث أن أعمالهم البطولية أحد أسباب اتخاذ القيادة السياسية والعسكرية قرار الحرب, الذي أعاد للوطن كرامته بانتصاره في حرب ١٩٧٣ .
وما يدار الآن علي ارض سيناء لا يقل عن البطولات التي قام بها الآباء والأجداد , وجاءت أحداث المسلسل لتكون النافذة التي أوضحت لنا ما يقدمه أبناء القوات المسلحة وبجانبهم فى نفس الخندق أبناء سيناء الشرفاء , من بطولات ساعدت في إعادة اللُحمة الوطنية التي سيكون لها أكبر الاثر خلال الأيام القادمة في إزاحة ظاهرة الإرهاب العالمية التي تؤثر علي استقرار بقعة غالية من أرض مصرنا الحبيبة, وهي سيناء بوابة الله الخلفية , وقد كان هذا المسلسل هو بداية تأكدنا بأن في بيتنا رجل عظيم ذو خبره وعلم ومعرفة بأسرار حربنا ضد الإرهاب, والإجراءات التى تتخذها القوات المسلحة والشرطة المدنية للقضاء علي هذه الجماعات المارقة الشاذة عن الناموس الطبيعى .
هذا الرجل يستحق كل التقدير والاحترام من جميع فئات المجتمع وتأكدت أن هذا الرجل الصامت دائماً لديه الكثير والكثير من القصص والبطولات والمواقف التي عاشها يجب أن تُجسد في العديد من الأعمال الدرامية, لأن بطولاته وجهوده لا تنتهي , سواء كان في خدمته العسكرية السابقة وممارسته للعمل المدني حالياً مهما طال الزمن، اعلم أنكم سوف تقولون أن شهادتي له قد تكون مجروحة من جهة أننى ابنته التي تراه دائماً بطلاً , لكن حقاً أن هذا الرجل بطلاً من أبطال هذا الوطن ويستحق من كل أبناء الوطن التقدير والاحترام , انه قدوتي وأغلى الناس عندي في هذا الكون والذي اعتز وأفخر بأنني ابنة اللواء / أحمد زغلول مهران مساعد مدير المخابرات الحربية السابق ومساعد وزير الصحة لشئون الاتصال السياسي والأمنى السابق .
حيث منحه الرئيس حسنى مبارك نوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنه ومنحه الرئيس عبد الفتاح السيسي نوط الخدمة الممتازة ، و وسام الجمهورية الذي جاء نصه: "تقديراً لحميد صفاتكم وجليل خدماتكم للدولة" , لما قدمه للوطن من أعمال يعجز اللسان عن وصفها أو الحديث عن خصاله , حقاً إنه رجل الصعاب والمواقف فخر أسرتنا المتواضعة التي نشرُف به ونحييه على ما قدمه من واجب بشرف من أجل الوطن .