مقالات
رفاعي السنوسي يكتب: «خليك في بيتك» جملة فقدت معناها .!
بقلم: الرفاعي السنوسيلاشك أن جملة "خليك في بيتك" تكررت كثيرا في هذه الفترة وفي كل أرجاء العالم ، ولكن هذه الجملة فقدت معناها تماما في وقتنا الحاضر، وأصبحت لا تحمل أي مدلول وتعطلت حروفها واصيبت بسوء استخدام وكأنها فقدت معناها ومدلولها اللغوي، نري الأسواق مزدحمة والشوارع تعج بالضجيج الي مطلع الفجر، ونري الناس لا تعبأ بمعاني الكلمات وكأن كل كلمة أصبح له معني آخر وكأن المخاطب كل البشر عدا من تخاطبه، وهذا يمثل السواد الأعظم من الناس، وخصوصا في مجتمعنا .
وهناك فلسفات تخرج علنا كل يوم لتفقد الجملة معناها ومدلولها الحقيقي فمن الناس من يجادلك بالقران الكريم ويحتكم به ويقول لك يا سيدي "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا" وكأن هذه الآيات غابت عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في العام الثامن عشر من الهجرة ، عندما أصيبت أجزاء من الدولة الإسلامية بطاعون ،"عمواس" حينها اتبع سنة الحبيب المصطفى رضي الله عنه وعمل مايشابه الحجر الصحي الآن، وعزل كلي فمنع كبار الصحابة من مغادرة أماكن الوباء ومن بين هؤلاء الصحابة "أبا عبيدة ابن الجراح" وكان أميرا على الشام و "معاذ بن جبل" رضي الله عنهما، والكثير من الصحابة، ومات ما يزيد عن خمس وعشرون ألف بسبب هذا الوباء.
والبعض الآخر من الناس يتحدث عن القدر والمكتوب وحين يقع القدر لا يمنع الحظر ، ونسي قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "اعقلها وتوكل" إذا فكيف نعيد للحروف دلالتها والكلمات معانيها .؟ اعتقد ان إعمال العقل والتفكير السليم وفي عواقب ما نحن فيه هو العلاج، وأيضا الاقتداء بالرسول الكريم وصحبه الكرام في التعامل مع هذا الوباء وتوعية المجتمع لمخاطره، ومساهمة الدولة في تطبيق الحظر سيساعد كثيرا في إيجاد حلول لما نحن فيه.