مقالات
أحمد الأبنودي يكتب: كورونا ومستقبل الواقع السياسي
بقلم/ أحمد الأبنوديسؤال قد يطرح نفسه أو يطرحه الواقع المستقبلي لانتهاء جائحة كورونا، هل بعد انتهاء الجائحة سيتأثر الواقع السياسي.؟
أري أن الواقع السياسي الحالي أُجبر على دخول اختبار اجباري، وفي الغالب أنه فشل فشلا زريعا وربما لن تتاح له فرصة دخول الامتحان للدور الثاني، لأننا إذا استعرضنا مفردات الحياة خلال فترة الشهور الثلاثة الماضية من بداية ظهور الوباء وحتي مراحل الانتشار الأخيرة ، نجد أن الشارع المصري افتقد الى كل الوجوه السياسية الموجودة حاليا علي الساحة، الا في بعض حالات طلب الظهور الأعلامي وربما كانت هذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير، لانه في الوقت التي كانت الدولة فيه تعاني الأمرين لاتخاذ الاجراءات الاحترازية لمقاومة الوباء والحفاظ علي أرواح شعبها بمحاولات منع التجمعات، كانوا احد العوامل الرئيسية لاحداث هذه التجمعات بغرض الظهور والمتاجرة بأمن الحياة ذاتها ، وما إن زاد الانتشار وبدأ التفشي أدارو ظهورهم مولين الأدبار ناحية الهروب او البيات الآمن لحياتهم الخاصة، وتركونا دولة تبحث في اتجاه للخروج من الأزمة وشعب ينقصه كثير من الوعي للتضامن مع مؤسسات الدولة في المواجهة، ولكنهم بالطبع ينتظرون ساعة الخروج ليقفوا في الصفوف الأولي مع المحتفلين.
ولكن ربما يكون المستقبل القريب يبحث في الجانب الآخر عن وجوه حقيقية تمثل الشارع المصري وتتعاون مع الحكومات في الزمن القادم ، واليقين ان جموع البسطاء والعامة سيولد لديها بعض الوعي الذي قد يمكنها تجنب أخطاء الاختيار السابقة، لأن الأمر لم يعد كالسابق يتعلق بمأكل ومشرب ومسكن وحياه اجتماعية، حتي وإن كان ذلك من اساسيات الحياة، بل أصبح الأمر يتعلق بالحياة نفسها والوجود ذاته، حتي اختياره للتمثيل النيابي سيتأثر بهذه الفتره الزمنيه وما مرت به البلاد والشعوب من ازمات، وربما اسفرت عن ظهور اصحاب الوجوه الحقيقيه المستحقه للظهور في الحياه السياسية والتمثيل البرلماني .