مقالات
أحمد الأبنودي يكتب: كورونا.. أزمة المواجهة مع الذات
بقلم: أحمد الأبنوديمنذ بداية الأزمة وظهور الحالات الأولي للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وقد كان حينها الأمر يبدو سهلاً يسيرا ويخيل للجميع انه سيبقي تحت السيطره ولن نصل الي هذه المرحله اطلاقا، وان السيناريو الأوربيّ لن يتكرر هنا، والآن وبعدما آلت إليه الأوضاع أصبح الجميع يندب الحظ وسوء القدر ولم يتسائل أحد منا عن السبب الحقيقي الذي ادي بنا الي ما نحن فيه، وجعل من شبح الموت حقيقة واضحه جلية تعيش بيننا .
واذا ما عدنا الي السؤال باحثين له عن اجابه وقع بين ايدينا ثلاث عوامل اساسية، منهم من فقدنا دوره بالكلية، ومنهم من غاب جزء من دوره المنوط به.
أول هذه العوامل:-
العامة : وهم انا وانت وهولاء حيث ان كلا منا راهن علي وعي الآخر وكأنه خارج تلك الدائره او يعيش في جزر منعزله يناشد كل منا الآخر بالبقاء في بيته، دون الالتزام بما يقول ليخرج هو للحياه وكأنما يريدها لنفسه بمفرده، فجاء التزاحم والتلاحم وأفضي ذلك لانتشار الوباء حتي اوشك علي الانفجار ولازلنا علي نفس الوتيرة كلنا ينتظر كلنا ان يبدأ ويبقي الوعي كلمه ذات بريق لا يقف علي حدودها احد.
ثاني هذه العوامل: (والنخبه من المثقفين والمبدعين، وللحقيقه هذه النخبه لم تفقد دورها الآن بالكلية، انما هي تخلت عنه منذ ازمنه بعيده حينما انفصلت عن المجتمع ولم تلتحم مع البسطاء لتمارس الدور التنويري لها، ومع حلول الازمه وقفت حائرة ليس لديها ما تقدمه لأحد فقد انتهي دورها قبل أن يبدأ).
ثالث هذه العوامل: الفئه التي كان من المفترض انها تمثلنا ولكننا اكتشفنا مؤخرا انها تمثل علينا ، فقد خدعونا ببرنامج انتخابي وهمي، برنامجا هلاميا ثم ولوا الادبار ، وجاءت هذه الازمه لتوقفنا عراه أمام انفسنا وامام الجميع ليس لدينا ما ندافع به عن انفسنا في محكمه الحقيقة، لكننا نأمل ان نخرج من هذه الازمه بشئ من وعي قليل يمكننا من مساعده الايام في مخاضها القادم لتبشر بميلاد جديد يفرز نخبه مختلفة ونواب مختلفين وشعوب واعية.