مقالات
0
سورية.. عندما يعتصم العالم بحبل الإرهاب
بقلم الإعلامية السورية: غانيا درغامالشمس وما حكمت.. الأرض وما نطقت
هي سورية ضاربة جذورها في أحداق عن المقاومة عمت
جذور بدماء الشهداء امتدت، دروباً حتى آخرتنا تحفر البقاء وما هلكت
عزيمة الأقوياء ليست زمجرة من غضب بل إنها القيامة لمطامع وتسميات بالإرهاب هزلت
والحق يصرخ هنا.. في سورية قيادة ثم جيش وشعب لازلنا صامدون مهما تعددت مناسك الإرهاب وسياساته تصنمت.
سنوات عصية، دمار، أشلاء، ودماء، هي الأزمة السورية على مصرعيها الارهابي والسياسي، استهدفت مكونات الدولة ككل من سيادة، جيش، شعب وبنى تحتيه، لم توفر السياسات الصهيوعالمية أي منفذ لاختراق هذه المكونات سواء على الصعيد الاقتصادي، الاجتماعي، التربوي، والديني، والوسيلة.. ارهابية بامتياز، هو أشبه باقتحام عالمي على دولة مقاومة كانت ولازالت أيضاً عصية على مطامعهم.
وظفت القوى المعادية لسورية وشعبها كل امكانياتها المادية والسياسية خدمة للإرهاب الدولي بغية نشره وتثبيته في سورية مع كل طقوس الإجرام، فكانت الجرائم بشرية من تقطيع وتجويع وفرض التكفير إلى الاقتصادية التي استهدفت لقمة عيش المواطنين والبنى التحتية، وصولاً إلى الدينية التي عاثت فساداً تكفيرياً بقولبة الدين في مناهج تخدم المرجعية الجاهلية الدينية، وكل هذا يصب في بوتقة اضعاف التطور الفكري والتربوي فيكون المواطن السوري بحسب غايتهم منهاراً فكرياً وتربوياً بالتالي يتسنى لهم اسقاط الاستعمار على حياته وتحجيم فكره فيسهل عليهم غايتهم الاستعمارية.
اما عن الجرائم السياسية الدولية ضد سورية فلا تقل شأناً عن الجرائم السابقة، بل انها الدائرة الأوسع التي تحتضن الجرائم الارهابية وتجعلها في خضم الهدف الصهيواستعماري، حيث استهدفت السياسات الارهابية رمزية الرئاسة السورية، منتهكة قوانين حقوق الانسان بما يخص حكم الشعب نفسه بنفسه من خلال ديمقراطية انتخابات فاز فيها الرئيس بشار الأسد بنسبة لم تعرفها بلاد الاستعمار في تاريخها أجمع، كما نرى بوضوح الجرائم السياسية في محافل مجلس الأمن الذي تسعى تحت سقفه تلك السياسات إلى التدخل بشؤون دولة أخرى مضرجة دماء السوريين في حنايا مجلس الأمن الذي انتهكته تلك الدول بتسمية المجموعات الارهابية المدرجة على لائحة الارهاب الدولي بمسمى "المعارضة المعتدلة"!
أيضاً سعيها من خلال هذه الفبركة لمد الارهابيين بالأمان الدولي بهدف استمرار جرائمهم في سورية، ناهيك عن ماحدث من تبني لمجموعة الخوذ البيضاء الارهابية التي تعمل لصالح العدو الصهيوني ولو كانت الوسيلة فبركات سينمائية وقع ضحيتها العديد من المواطنين السوريين لاسيما حقن الاطفال في فبركاتهم بمواد سامة لتظهر معاناتهم، والجدير ذكره أن تلك التي أسموها معارضة معتدلة تضم إرهابيين من انحاء العالم ليسو سوريين ولا تحق لهم المعارضة في سورية، بل تم استقطابهم وتدريبهم وتمويلهم ثم تصديرهم الى سورية من أجل تأدية أجنداتهم الارهابية فيها.
جرائم الحرب لم تغيب عنها الممارسات الصهيومعادية لسورية، فالدروع البشرية في أقفاص حديدية، والقصف العشوائي لطيران التحالف دون الرجوع الى التكتيك مع القيادة السورية، وانتهاك الحدود السورية بدبابات وأسلحة متعددة، جميعها كانت ولازالت حتى اللحظة ممارسات منتهكة للقانون الدولي، والذريعة أيضاً ارهابية بغطاء يدعي محاربة الارهاب، وهم يقصفون الاهالي والبنى التحتية بذات الوقت الذي تتوغل فيه المجموعات الارهابية وتثبت تواجدها أكثر، فأي محاربة للارهاب هذه؟.
اما عن سورية وصمودها باتت أيقونة المقاومة والحق، فعلى الصعيد الرئاسي لازال الرئيس بشار الأسد على عهد شعبه به، القائد الفذ المقاوم الذي لم يتخلى عن شعبه ووطنه في محنته، الأمر الذي أكده السوريون الشرفاء خلال مسيراتهم والتفافهم حول القيادة والجيش العربي السوري سيما ما جرى في آخر انتخابات سورية، وقد نوهت المواطنة السورية فاطمة صالح قائلة: "يجب على رؤساء العالم المتخاذلون أن يتعلموا الرئيس بشار الأسد كيف يقودون بلادهم بالحق والديمقراطية، فسيادته رمز الصمود والشرف الوطني الشعبي، نحن في سورية رغم المحن والإرهاب الذي يهددنا ننظر إليه كقدوة للبقاء وتكسير شعوذات الاستعمار الارهابية على اعتاب البقاء والصمود، عندما انتخبناه وضعنا كل ثقتنا به، وهو القائد الشجاع الذكي الذي لم يتخلى عنا، قيادته تعني بقائنا كرماء النفس والعقيدة والعلمانية والحياة الكريمة".
ونذكر أن المصالحات الوطنية فتحت أبوابها من أجل احتضان المغرر بهم من المواطنين السوريين الذين تم تلقيمهم الفبركات المعادية، الأمر الذي يعتبر كرماً إنسانياً من القيادة والحكومة السورية بهدف احتضان ابناء الوطن وإزالة الانتهاكات الفكرية والتربوية منهم، ليكون القرار فيما بعد ميداني بامتياز الجيش العربي السوري الذي يعتبر وابل البطولات والشهادة المقدسة في سبيل الوطن والبشر، عقيدة لا تثنيها انتهاكات الارهاب العالمية، فاليد التي تمسك البارود في وجه الارهاب تمسك أيضاً الدواء من أجل المواطنين الذين عانوا من مصاعب صحية أثناء استيلاء المجموعات الارهابية على مناطقهم، وهي ذات اليد التي تحمي حدود الوطن
وقد أشار الجندي من الجيش العربي السوري رامي شاهين: "أقوى شيء بالحياة هي الروابط المقدسة، مثل علاقة الأم بطفلها، تماماً هي علاقة الإنسان بأرضه وبيته وقريته، هي الوجود والأمن والسعادة، وان فقدتها لم يبقى لك شيئاً له قيمة، وهكذا هو الوطن، الصبر الذي جعلنا نحارب الارهاب ونصمد هو أولاً: اختيارنا البقاء الشريف، وثانياً: هو الدفاع عن حياة متقدمة متمدنة، نحن لا نريد أن تعود هذه الحياة إلى أوائل الزمن وسواده الأعمى، كما أننا متمسكين بقضية المقاومة وهي قضية الحق الشعبي والوطني، بالتالي تعتبر التضحية أسهل من خياراتهم التي أرادوها لنا، عملي مقدس بمحاربة هؤلاء الارهابيين، كي تبقى اسس حياة الحضارة موجودة في سورية، كما أننا ندافع عن علمانيه وقانون ضد تكفير، وحكم مزاجيات وعقليات مجنونة تدعي انها اسلامية".
سورية بلد الحق المقاوم بسيادتها شعبها وجيشها، لم تنثني تحت رايات سوداء أو عمياء، لن تسمح لمدعي الاسلام قطع زيتون سلامها بأيادي الإرهاب، باقية بعنفوان مكوناتها البلد الأبية حتى الأبدية، هكذا هي سورية عندما يعتصم العالم بحبل الإرهاب.