وثائقى
بعد 60 عامًا من الخلاف .. الجزائر تنجح في إنهاء أزمة «الجماجم» مع فرنسا
محمد شبلبعد 60 عامًا من الأزمات بين البلدين، توصلت الجزائر إلى اتفاق نهائي مع فرنسا لإنهاء أزمة «ملفات الذاكرة» والمتعلقة بجماجم شهداء المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في الفترة بين عامي 1830 وحتى 1962, أعلن عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، خلال احتفالات الجزائر بذكرى الاستقلال الـ 58 نجاح بلاده في استرجاع نو 24 من رفات شهداء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي.
وحرص الرئيس الجزائري على توجيه كلمة للشعب في هذه المناسبة، قال فيها: «رفات الشهداء ستصل إلى الجزائر خلال الساعات المقبلة على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش قادمة من باريس»، وبالرغم من ذلك إلا أن الرئيس الجزائري لم يحدد مصير باقي الرفات البالغ عددها 13 من إجمالي الجماجم البالغ عددها 37 جمجمة, واعلنت الرئاسة الجزائرية، أنه من المنتظر ان تقام مراسم دفن رسمية لرفات شهداء الجزائر بحضور الرئيس الجزائري.
من جانبه، كشف مصدر اعلامي بالجزائر، اكد ان الجزائر تواصلت خلال السنوات السابقة مع باريس، قبل ان يتم تكثيف هذه المفاوضات بشكل كبير من الجانب الجزائري، ليتم حسم هذه الازمة التي ظلت ازمة حقيقية بين البلدين على مدار الـ 60 عامًا الماضية, وأكد أن السلطات الجزائرية ومنظمات حقوقية نجحوا مؤخرًا قي قيادة حملات ضغط لاسترجاع جماجم الشهداء، بهدف دفنها بشكل يليق بهم، لا ان يتم عرضها في متحفن وهو أقل ما يمكن ان تقدمه الدولة لأرواح هذؤلاء الشهداء, واضاف أن الاتفاق بين البلدين تضمن إنهاء قضية جماجم الشهداء بشكل نهائي خلال أول زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر، غير أنها تأجلت بسبب حالة الشد والجذب التي طبعت العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين.
وأوضح أن قصة هذه الجماجم البالغ عددها 37 جمجمة، تعد من القصص التاريخية في الجزائر، خاصة وانها تعود إلى القرن الـ19 والذي شهد أكبر مقاومة شعبية ضد الاستعمار الفرنسي، وتحديدًا في ميدان الشرف الذي سقط فيه 37 شهيدًا من ابناء الشعب الجزائري في بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر، مشيرًا إلى أن رفات هؤلاء الشهداء تم وضعها في متحف الإنسان بباريس، والتي نهبها الاستعمار مع أرشيف فترة احتلاله للبلاد قبل خروجه في 5 يوليو 1962.
وأشار إلى أن هذه الرفات والجماجم تعود لشخصيات لها تاريخ وذكرى لدى كل جزائري، مثل المقاوم الأشهر محمد لمجد بن عبدالمالك المعروف باسم شريف «بوبغلة»، وكذلك الضابط الجزائري عيسى حمادي، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة بمنطقة بسكرة، وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قويدر الطيطراوي، ومحمد بن علال بن مبارك الذراع الأيمن للأمير عبد القادر الجزائري قائد أول مقاومة ضد الاستعمار الفرنسي ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.