محمد مهنا :تصريحات” ماكرون” تعبر عن أزمة حقيقية يعيشها الغرب

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير الدولة للإنتاج الحربي يتابع موقف موازنة الشركات وتعميق التصنيع المحلي وزير الري يتفقد ترعة الشوربجي ومصرف تلا وعددًا من المشروعات بالغربية الداخلية تكشف لغز العثور على جثة ربة منزل في أسيوط ضبط مالك شركة متهم بتزوير المحررات الرسمية وتقليد الأختام الحكومية ضبط 2000 لتر سولار بحوزة سائق في أسوان ضبط متهم اشعل النيران في عامل بالشرقية حبس شاب بتهمة استعراض القوة وإطلاق أعيرة نارية بالخصوص الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصام موعد تشغيل التاكسي الطائر في الإمارات مفتي الجمهورية: مصر محل تشريف وعناية من الله دائما وزير التجارة والصناعة الكوري: نتطلع لتعزيز التعاون مع قناة السويس وزارة الشباب والرياضة تطلق أولى برامج الاحتضان لحاضنة الأعمال MOYS

سياسة

محمد مهنا :تصريحات” ماكرون” تعبر عن أزمة حقيقية يعيشها الغرب

تعليقاً على ما طالعتنا به وسائل الإعلام مؤخراً من تصريحات الرئيس الفرنسى، "إيمانويل ماكرون" التى يتهم فيها الإسلام بأنه ديانة تعيش اليوم أزمة فى كل مكان فى العالم ، مشيراً إلى أن الإسلام يحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته فى البلاد ، وغير ذلك من الإدعاءات التى تندرج كما هو معلوم ضمن سياسات الإسلاموفوبيا.

قال الدكتور "محمد مهنا" استاذ بكلية الشريعة والقانون. جامعة الأزهر، عبر صفحته على الفيس بوك، أن تصريحات "ماكرون" لا تعدوا أن تكون إسقاطًا بتعبير علماء النفس ، وهى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً مستمدة من خبرته الذاتية وتاريخه الذاتى، يرفض الإعتراف بها لما تسببه من آلام وما تثيره من مشاعر الذنب.

أوضح "محمد مهنا" ان "الرئيس الفرنسي"، يعبر بذلك عن حقيقة الأزمة التى يعيشها الغرب فى الآونة الحديثة إن الإعتقاد بوجود تقدم مضطرد تعيشه الحضارة الغربية الحديثة بدأ يتزعزع ليس عند البعض من كبار المفكرين المرموقين فى الغرب فحسب، بل لدى جماهير كثيرة من الشعوب الأوروبية التى بدأت تدرك أن غروب شمس هذه الحضارة قد بات أمرًا وشيك الوقوع .

لقد بدأ الكثير فى الغرب يدرك أن المخاوف ومشاعر الإحساس بالرعب التى تسيطر على النفس الأوروبية وغيرها من النفوس التى تأثرت بها فى العالم كله ليس مصدرها الإسلام أو الأديان، إنما تكمن فى المخاطر التى تنطوى عليها هذه الحضارة الغربية ذاتها بفعل تقدمها المادى المفرط ووسائل التدمير غير المحسوبة دون وازع من الإيمان يعصمها من الإنفجار.

واصبحت عقول كثيرة تدرك أن حضارتهم التى اقتنعوا بها لا تحتل مكانة مرموقة فى التاريخ كما كانوا يعتقدون وأن مصيرها قد آل إلى الغروب تاركة من وراءها خواء روحياً عظيماً، مقابل تركة ثقيلة من المآسى، والحروب مما تعجز الإنسانية عن وصفه وسجلته أحداث الحروب العالمية وحروب الأجيال الحديثة والتى من أهمها الأرهاب والحروب الإقتصادية والنفسية والإعلامية والثورات الإليكترونية.

وأشار "مهنا" ان هذه التصريحات تعبر عن حقيقة الأزمة التى يعيشها الغرب الحديث الذى فَقد كلَ معنى للغيب، ولعالم الغيب، ومن ثَم كراهية كل ما هو دينى أو كل ما هو مقدس، وهذا هو ما أصطلح على إطلاقه الفلاسفة والمفكرين "بإشكالية المعرفة" ،فالحضارة التى تقوم على إنكار المبادئ العليا هى حضارة مجردة من أية وسيلة تفاهم مع الحضارات الأخرى،، ذلك أن عقلية كهذه، إنما هى عقلية مصطنعة على نقيض الفطرة ، ومن ثم فهى زائفة.

وأكد "مهنا" ان تصريحات " ماكرون" تكشف عن زيف الأقنعة التى تتحلى بها الحضارة الغربية الحديثة ، وكذب الشعارات التى لا تفتأ قيادتها وسماسراتها عن تروجيها دائمًا من قبل شعارات النزعة الإنسانية، وحقوق الإنسان، وشعارات الحرية والإخاء والمساواة.

لافتاً،، الى ان هناك الكثير من علامات الاستفهام يجب الوقوف عندها،، فكيف تستقيم هذه الإدعاءات مع ما انتهجه الإتحاد الأوروبى خاصة فى فرنسا من سياسات الإندماج التى تهدف إلى القضاء على هوية المواطنيين من المسلمين هناك، بمحو ثقافاتهم وعاداتهم وأنماط حياتهم ومظاهر عقائدهم ؟

وهل الإسلام هو الذى يحمل العنف والإرهاب والحروب والدمار إلى الغرب، ومن صُنع مصطلح "الإرهاب" "Terrorisme"، فى البداية فى أى بلد اسلامى؟،

هل يمكن للرئيس "ماكرون" أن يوضح لنا من الذى صنع الأسلحة النووية واستعملها لأول مرة، ومن الذى اخترع أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأسلحة الفتاكة؟!

هل يستطيع الرئيس أن يشرح لنا من الذي صك مصطلح " سياسة الرعب النووي " التى تحكم العلاقات الدولية منذ عقود طويلة؟!

واختتم دكتور "مهنا" كلامه بانه طالما ظل الغرب يعتقد أنه ليس ثمَّة حضارة فى الوجود إلا حضارة واحدة، هى حضارته الغربية فقط، فإن لقاء الشرق والغرب سيظل أمرا بعيد المنال، ويخشى أن تتحقق نبوءة الشاعر الإنجليزى "رديارد كيبلينج " " Kippling "

"الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيان أبداً "