دور الفن في مواجهة التطرف والارهاب في مكتبة مصر الجديدة

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
مصر تطرح سندات خزانة دولارية بقيمة 800 مليون دولار الأهلي يهزم المصري بثنائية ويتساوى مع الزمالك فى صدارة الدوري رئيس البورصة يشارك قيادات شركة «هيبكو» فعالية «قرع الجرس» بمناسبة بدء التداول الحكومة: إجراءات لضبط أسعار 7 سلع استراتيجية ومواجهة الممارسات الاحتكارية تراجع شبه جماعي للبورصات الخليجية.. ومؤشر دبي يسجل أعلى مستوى في عقد رئيس الوزراء يُوجه بالتوسع في نموذج سوق اليوم الواحد وتنظيمه على يومين مصر تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى البنك المركزي المصري يقرر الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم ذكرى ميلاد ”دنجوان السينما المصرية” كمال الشناوي ”الحذاء الذهبي”.. عمرو سلامة يشوق الجمهور لحلقة الليلة من ”ساعته وتاريخه” إغلاق ميناء البرلس وسواحل كفر الشيخ لسوء الأحوال الجوية مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة

فن وثقافة

دور الفن في مواجهة التطرف والارهاب في مكتبة مصر الجديدة

الدكتور/ السيد محمد علي
الدكتور/ السيد محمد علي

عقدت أمس ندوة تحت عنوان " دور الفن في مواجهة التطرف والارهاب" الساعة السادسة ونصف مساءاً في مكتبة مصر الجديدة، قدمها الدكتور السيد محمد على الكاتب المسرحي ورئيس البيت الفنى للمسرح سابقا .

بدأت الندوة بالترحيب بالكاتب الكبير السيد محمد علي وتقديم نبذة مختصرة عن دوره في الحياة الفنية والثقافية

ركزت الندوة على محاور تم طرحها ثم اعطت الحرية بعد ذلك للجمهور ليناقشها مع ضيف الندوة، وكان من أهم هذة المحاور

التأكيد على أهمية دور الفن بكافة انواعه في مواجهة التطرف

أكد الكاتب الدكتور السيد محمد علي على أهمية دور الفن بشكل عام في مواجهة التطرف والارهاب كقوة ناعمة تعمل جنباً الى جنب مع المواجهة العسكرية، وأوضح أهمية دور مناقشة الفكر بالفكر الواعي لدحره وهزيمته، وان الفن ليس فقط الأعمال السينمائية والتليفيزيونية والمسرحية وانما هو اكبر من ذلك يمتد الى الفنون التشكيلية والباليه والموسيقى وغيرها من الفنون المختلفة، وتحدث عن غياب الدور الفعال للمراكز الثقافية والفنية في كافة المحافظات والتي تنشط العملية الثقافية وتساعد المجتمع بكافة فئاته على التفكير بطريقة ايجابية واستيعاب وتفهم الآخر وان اختلفنا معه.

الأعمال الفنية التي تحدثت عن الارهاب والتطرف

استعرض السيد محمد علي الأعمال المختلفة التي تحدثت عن التطرف والارهاب، والتي كانت اتجاهها واضحاً منذ فترة التسعينات وحتى الآن وان لم تكن متواصلة، وكان من أهمها أعمال درامية تليفزيونية منها: أهالينا، هالة والدراويش، كلبش، أبو عمر المصري، غرابيب سود، وأعمال سينمائية مثل الارهابي، الارهاب والكباب، الارهاب، طيور الظلام المصير، الخطر، الآخر، أمن دولة ، دم الغزال،وأخيراً الخلية، وجواب اعتقال ومولانا.

أهمية الدراسة الجيدة لموضوع الرسالة المقدمة:

ركز السيد محمد علي على أهمية دراسة الموضوع الذي يقدم، وانتقد بعض الأعمال بالسلب والايجاب وكان منها فيلم المصير الذي تحدث عن إرهاب الفكر المتمثل في العقيدة، التي استخدمتها هذه الجماعة كغطاء لأفكار عنف وجهل تنبذ التنوير ، فقاموا بحرق كتب ابن رشد وقتلوا من تصدى لهم، مستغلين ظروف البلاد من فساد وفوضى للضغط على الحاكم لتحقيق مطالبهم، مما اوضح خطورة الإرهاب حين تتعاقد حلقاته مع بالسياسة والسلطة على مر التاريخ.

وذكر فيلم "الارهابي" وسلطة عادل امام بنجوميته وخفة ظله وأثرها في نجاح الفيلم وهذا شئ ايجابي ولكن اوضح السد محمد علي انه كان يجب دراسة الموضوع اكثر من ذلك وكيفية صياغة الفكرة بشكل يتناسب مع اغلبية الجمهور المقدم له فيمكن تحقيق التأثير الايجابي المطلوب عنده " واوضح ذلك ان قام الفيلم بتقديم البيت المصري بشكل غير السائد فكان هناك من يتناولون الخمر على سبيل المثال والفتاه المتحررة اكثر من اللازم، وعلى الجانب الآخر قدم الشخصية الارهابية بشكل مبالغ فيه فهو قبيح الوجه، متشدد اللسان واللهجة على عكس الكثير منهم الذي يشدك الى التطرف والارهاب بشكل اكثر نعومه واكثر اقناعاً بطرقه الخبيثة وهنا يكمن مدى الخطورة.

واوضح مثال آخر لمسلسل "أهالينا "وان" من وجهة نظره" انه كان هناك مشاهد نقاشية حول الدين كان بها الكثير من الأخطاء وكان منها مشهد عن عذاب القبر، فكان يجب على المؤلف دراسة الموضوع اكثر من ذلك حتى يتثنى له اقناع اكبر للمشاهد.

أهمية الحوار الفكري وفضح افكار الارهاب:

صرح السيد محمد علي ان اراد منه الاخوان ان يكون وسيطاً بينهم وبين الفنانين لاقامة لقاء وحوار بينهم وأوضح ان تم الرفض من جهة الفنانين وقتها، مشيراً على أهمية الحوار مع الفكر الارهابي والمتطرف وتعرية افكارهم على مرأى ومسمع من المجتمع والناس، فحين لا تخفي فكر واتجاهات الطرف الآخر وتقدمه هنا فقط يمكنك محاربه هذا الفكر والقضاء عليه من الجذور دون عودة.

وأشاد بمسلسل "غرابيب سود" المسلسل المشارك به 7 دول عربية ، فقال انه من أفضل الأعمال التي ناقشت الفكر الارهابي وفضحته ومن هنا كانت رسالته ذو تأثير كبير على الجمهور.

عرض السيد محمد علي خلال الندوة مشاهد من أعمال مختلفة تناولت التطرف والارهاب منها، "الجماعة" للكاتب الكبير وحيد حامد ، مستعرضاً مشهد القاء الفنبلة من شخص مستهدف للاغتيال على جموع الناس في الشارع بعد اكتشافه وجودها ثم آخذ يبكي منهاراً على قتلهم دون ان يدي، ومسلسل" تحت الأرض" ومكالمة تليفون تستعرض مقتل شاب يودع اخيه عندما حان لحظة تصفية دمه من قبل الجماعة الارهابية التي اجتذبته اليها، وأخيرا عرض مشهد كوميدي للتخفيف من حدة المشاهد الأخرى على الحضور وكان من فيلم "السفارة في العمارة" لعادل امام وهو مشهد خطف الجماعة للبطل وترهيبه بسؤاله هل هو معهم او مع الحكومة الكافرة "كما في المشهد" وعندما قال انه معهم خشية منهم اعطوه حزاماً ناسفاً لقي يقدم على العملية الجديدة .

ليس بالفن وحده وضرورية وجود اتجاه عام:

تفاعل الجمهور في الجزء الثاني من الندوة وتحدث احدهم مناقشاً دكتور السيد محمد على على ان العمل الفردي لا يجدي بشئ وان لا بد من وجود اتجاه عام يصحبه تبني الدولة لذلك موضحاً فكرته بتقديم مثال على فيلم "أريد حلاً" الذي غير في قوانين الدولة وان ذلك لم يحدث الا عندما تبنت الدولة بقيادتها لهذة الفكرة.

وتحدثت احدى الحضور عن الفن التشكيلي ودور الحدوتة والحكي وافلام الكرتون في تغيير الشعوب موضحة ذلك بمثال عن فيلم كارتون

كما أشاد آخر بفيلم طيور الظلام موضحاً انه كان فيلماً عظيماً لكاتبه وحيد حامد، ايده السيد محمد علي بان الكاتب هنا خرج من مناقشة الارهاب وكأنه ظاهرة مفردة بل ربطه بجميع اشكال الفساد وهدمها للمجتمع .

غياب دور المسرح

كما اوضح استغرابة اكثر من مرة على عدم عقد بروتوكول بين ماسبيرو والبيت الفني للمسرح لعروض اعمالها على شاشة التليفزيون، موضحاً غياب دور المسارح بشكل عام وخاصة غياب دور المسارح الخاصة على الدوام الا بتجارب نادرة أهمها تجربة ودور الفنان محمد صبحي واسهاماته في المسرح المصري والعربي.

وعاود مؤكداً بعد تفاعله مع جمهور الندوة على أهمية وجود اتجاه عام للدولة في الفن والثقافة والتعليم وغيرها من قنوات بناء الانسان، وتوحيد تلك الجهود لبناء انسان واعي بقضايا وطنه وذكر في سياق ذلك كيف ربى مسلسل مثل رأفت الهجان أجيالاً توحدت مع العمل ومع بطله حتى زرع فيهم قيمة الوطن والتضجية من أجله، فالمواطن المستنير غير المتطرف يعي بأرائة الخاصة كما يستوعب اراء الآخرين المخالفة له وهنا فقط ستنجح الجهود للقضاء على الفكر المتطرف والارهابي.