«محمد العبدون» يكتب: قصص يرويها الفرات لنا ..!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير التعليم العالي: استمرار تطوير التعليم الجامعي والمعاهد الخاصة في مصر تماشيًا مع الإستراتيجية الوطنية الإنتاج الحربي تشارك بمنتجاتها في ”الملتقى الصناعي” و ” القاهرة الدولي للأخشاب و الماكينات” وزير الري: يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه والحفاظ عليها من التلوث وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ المشروعات التنموية بإقليم الساحل الشمالى الغربى الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد بمنطقة أتريبس بسوهاج اقتصادية قناة السويس تشارك في النسخة الثالثة من المعرض الدولي السنوي للصناعة IMCE رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث مع المدير العام والعضو المنتدب لشركة ميرك ـ مصر أوجه الشراكة بين الجانبين وزير الثقافة يشهد ختام الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي جمال شعبان يفجر مفاجأة عن سبب وفاة محمد رحيم 100 جنيه لشحن 45 جنيه.. زيادة مرتقبة في اسعار كروت الشحن والإنترنت وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عاما عودة الدوريات الأوروبية بعد التوقف الدولي.. الإثارة تشتعل مجددًا

مقالات

«محمد العبدون» يكتب: قصص يرويها الفرات لنا ..!

محمد العبدون / مدير ثقافة الرقة
محمد العبدون / مدير ثقافة الرقة

الشاعر والسياسي الراقي عبد الله الحافظ محمود ابن الرقة، والد الأديب منير الحافظ والمسرحي القاص بسام الحافظ .

ولد عام 1920 م وتوفي عام 1987 م , والده الحافظ محمود كان يحاضر في الاستانة والرقة , نبغ منذ نعومة أظفاره في كنف الفقيه والمفتي والخطيب والإمام المحاضر أباه، ذاك المفتي والإمام الحافظ من رواد الشعر الغنائي الموليه، كان يغنيه بصوته العذب والشعر النبطي يقرض.

لقب بالحافظ لأنه حفظ القرآن الكريم في دور الكتابة بالرقة , وأيضاً لقب بالخوجة والتي تعني المعلم لطلاب العلوم الدينية، وتسمية ابن المنخرين كناية إلى موقع بركانيين قديمين يقعان شرقي الرقة بنحو 20 كم المناخر.

ابن المنخرين قال : أطربني بأحاديث الهوى سكر الندمان والكأس هوى وغفى العشاق إلا عاشقاً وثوى الكل وجفني ما ثوى نعم غفى على ضفاف الفرات جميع العشاق إلا عاشقاً متيماً عاش وحيداً لأسرة دينية محافظة.

وابن المنخرين رحمه الله، كان مولعاً بالسياسة انتسب إلى حزب الشعب السوري، ويعد من القيادين البارزين في مدينة الرقة، ولنشاطه وثقافته حظي بالموافقة على حضور جلسات البرلمان السوري بصفته ضيف شرف مع رؤساء العشائر في خمسينيات وستينيات القرن العشرين .

لا يأبى الضيم، لون إبداعاته الأدبية من الشعر النبطي، وشعر التفعيلة والقصة القصيرة والمقالة السياسية والاجتماعية بلون الفرح والسخرية والتفاؤل في إيقاظ الشعوب، ونهوضها من سباتها لتحطيم قيود الظلم، وتبديد الظلام وإجلاء المستعمر الفرنسي عن جنة الله على الأرض.

وتغلب على معاناته المريرة، مرارة السجن ووجع النفي، والبؤس والملاحقة من قبل السلطات والشخصيات المتنفذة وقتذاك، فأخذ ينشر سائر مقالاته باسم مستعار ابن المنخرين, حيث تم نفيه إلى مناطق مريبط وتل أبيض، كما نفي إلى محافظة دير الزور لأنه مناضل بطبعه , صبور, ملتزم , متعال على آلامه وصانع لقدره .

ترك لنا الأديب الفراتي الرقي من أعماله مخطوطتين :

الأولى : تضم قصائد شعرية متنوعة منها المنظوم بالطريقة الحديثة وحملت عنوان أصداء .

الثانية : تحتوي على مجموعة قصص قصيرة بعنوان تأملات .

عاصر شعراء وقصاصين عرب، وذاع صيتهم في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وتبادل معهم الرسائل، والتقى ببعضهم الأخر الذي أغنى تجربته الأدبية والمعرفية على السواء .

وفي قصيدة ليلة حلم يقول :

وثوى الكل وجفني ما ثوى

يا لها من ليلة مسحورة

نام عنها الدهر حيناً وانزوى

علميني الحب حسناء

فهل يعرف الحب سواك والهوى

وتوقف الرجل عن الابداع في نهاية الستينيات لأسباب سياسية، وأخرى مرضية لوقوعه فريسة لمرض القلب المضني، حتى وافته المنية في آذار من عام 1987 ودفن بالرقة .