خليل عفيفي.. الرجل الذي أسقط عهدا بأكمله ! .. احمد رفعت 

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
مصر تطرح سندات خزانة دولارية بقيمة 800 مليون دولار الأهلي يهزم المصري بثنائية ويتساوى مع الزمالك فى صدارة الدوري رئيس البورصة يشارك قيادات شركة «هيبكو» فعالية «قرع الجرس» بمناسبة بدء التداول الحكومة: إجراءات لضبط أسعار 7 سلع استراتيجية ومواجهة الممارسات الاحتكارية تراجع شبه جماعي للبورصات الخليجية.. ومؤشر دبي يسجل أعلى مستوى في عقد رئيس الوزراء يُوجه بالتوسع في نموذج سوق اليوم الواحد وتنظيمه على يومين مصر تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى البنك المركزي المصري يقرر الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم ذكرى ميلاد ”دنجوان السينما المصرية” كمال الشناوي ”الحذاء الذهبي”.. عمرو سلامة يشوق الجمهور لحلقة الليلة من ”ساعته وتاريخه” إغلاق ميناء البرلس وسواحل كفر الشيخ لسوء الأحوال الجوية مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة

مقالات

خليل عفيفي.. الرجل الذي أسقط عهدا بأكمله ! .. احمد رفعت 

احمد رفعت 
احمد رفعت 

قرر أن يسافر لإحضار جثمان البطل الشهيد.. ترتيبات عديدة يحتاجها فى هذا الوقت من عام ١٩٢٠.. فمن الزقازيق بالشرقية إلى الإسكندرية ومن هناك إلى فرنسا ومن فرنسا إلى بلجيكا ومنها إلى ألمانيا لكن تتعطل الرحلة بسبب اضطرابات فى برلين! شهر كامل يقضيه فى فرنسا وحيدا بلا أهل أو أصدقاء إلى حين تحسن الأحوال فى ألمانيا أصيب فيها بأزمة صدرية تطلبت دخوله المستشفى بباريس.. وبعد الشفاء غادر إلى ألمانيا ليستعيد جثمان البطل إلى الوطن!

فى فندق بقلب برلين وضع خطته للتحرك.. فالقانون يمنع خروج الموتى من ألمانيا لكن مصريون يقيمون هناك وأحد السياسيين الألمان البارزين كلهم يتضامنون معه.. ويقدمون التماسا للحكومة الألمانية مشفوعا بحالة جندى فرنسى استعادت فرنسا جثمانه وبما يدفع الحكومة الألمانية لدراسة الأمر والذى ينتهى بالموافقة على عودة جثمان البطل الشهيد!

كانت الإجراءات القانونية تكبر لحظة بعد أخرى.. فلا بد من موافقة سويسرا من عبور الجثمان على أراضيها.. ثم موافقة فرنسا.. ثم موافقة إيطاليا وتعهدها بعدم التعرض للجثمان أو للباخرة التى تحمله أثناء مرورها بالبحر المتوسط وذلك لأسباب معقدة ليس وقتها هنا.. والمدهش أنه حصل على كل هذه الموافقات فى رحلة استغرقت ثلاثة أشهر وخمسة آلاف جنيه بأسعار عام ١٩٢٠!

شهامة خليل عفيفي

إنه الحاج خليل عفيفى.. تاجر الأقمشة.. الذى أبت مصريته وإنسانيته ووطنيته وكرامته أن يقبل بأن يبقى جثمان الزعيم البطل محمد فريد غريبا فى أرض غريبة.. ولما كانت النخبة تتفرج.. والقصر الخاضع للمحتل الأجنبى أيضا لا يعنيه.. والحكومة من باشوات ذلك الزمن الأغبر لا بجرؤ واحد فيها على الكلام كان لا بد أن ينطق الشعب ليرفض المأساة.. ويرفض الذل.. ويرفض ترك زعيم كبير أنفق هو أيضا كل ثروته من أجل الدفاع عن القضية الوطنية المصرية وسعى ببلادنا للاستقلال.. وعاد محمد فريد إلى مصر ليدفن فى ترابها حتى نقلت ثورة يوليو الجثمان بجوار رفيق محمد فريد وأستاذه الزعيم مصطفى كامل!

محمد فريد عاد إلى وطنه لتستقبل مصر كلها الجثمان الذى وصل إلى الإسكندرية يوم ٨ يونيو ١٩٢٠ !

احكوا لأبنائكم تاريخ بلادكم.. وكيف قاومت حتى تحررت وكم دفعت من تضحيات خصوصا ونحن نعيش حملات تزييف عاتية للتاريخ تجمل عهد الاحتلال البغيض.. وكل عملاءه.. احكوا لهم عن خليل عفيفى.. الرجل الذى أسقط أدبيا بشهامته وشجاعته عصرا كاملا بمن فيه!