شهدت العاصمة الفرنسية باريس احتجاجات متواصلة على إثر قرار رفع أسعار الوقود، وقد أصيب 65 شخصاً واعتقل 140 آخرون خلال تلك الاحتجاجات والتي واجهتها الشرطة الفرنسية بأعمال القمع وإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن المتحدثة باسم شرطة باريس جوهانا بريميفيرت قولها: “إن 65 شخصاً أصيبوا بينهم 11 من ضباط الشرطة الفرنسية في مواجهات بين الجانبين بينما اعتقلت الشرطة 140 مشاركاً في المظاهرات التي دخلت أسبوعها الثالث احتجاجاً على رفع أسعار الوقود في باريس وسياسات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الاقتصادية.”

وذكرت الوكالة أن المتظاهرين حاولوا بناء متاريس مؤقتة باستخدام ألواح الخشب وكسر الطوق الأمني في شارع الشانزليزيه الشهير بالعاصمة وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضدهم.

ونشرت الشرطة الفرنسية الآلاف من عناصرها في باريس قبيل انطلاق الاحتجاجات.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب اعترف باعتقال 107 متظاهرين مشيراً إلى أن الشرطة أحصت أكثر من 5 آلاف متظاهر في شارع الشانزليزيه بينما قامت إدارة النقل في مدينة باريس بإغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسباً للاحتجاجات.

ورفع المحتجون لافتات تخاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كتبوا فيها “ماكرون.. توقف عن اعتبارنا أشخاصاً أغبياء” وشعاراً آخر قالوا فيه: “ستنجح السترات الصفراء”.

ولأكثر من أسبوعين أغلق محتجو “السترات الصفراء” الطرق عبر فرنسا في مظاهرات عفوية وشعبية ضد سياسات ماكرون وإجراءاته الأخيرة بما فيها زيادة الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة.

وتأتي هذه الاحتجاجات الشعبية في وقت تواصل فيه شعبية ماكرون تراجعها في أوساط معظم الفرنسيين الذين يرون أنها تصب في مصلحة الشركات والأثرياء فقط دون أن تعالج المشكلات الرئيسية المطروحة في فرنسا بينما يرى مراقبون أنه يسير على خطا سلفه فرانسوا هولاند الذي سجل أدنى مستوى للشعبية وذلك نتيجة الفشل الذريع الذي واجهته سياساته على مختلف الصعد الداخلية والخارجية.

وفي هولندا أغلقت الشرطة الهولندية المجمع البرلماني في لاهاي جراء تظاهر العشرات من أصحاب السترات الصفراء احتجاجاً على سياسات الحكومة.

وذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن الشرطة احتجزت عدداً من المتظاهرين.