حكاية القراض سمكة الرعب في البحر الأحمر

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
عودة الدوريات الأوروبية بعد التوقف الدولي.. الإثارة تشتعل مجددًا موعد مباراة منتخب الشباب أمام تونس في تصفيات شمال إفريقيا الأوقاف: قافلة دعوية للأئمة والواعظات ولقاء الأطفال بالدقهلية موعد مباراة الزمالك والمصري بالدوري الممتاز.. القنوات الناقلة العثور على جثة ربة منزل وطفلها بأبو النمرس إخلاء البوابة الجنوبية لمطار جاتويك في لندن على خلفية حدث أمني قوات روسيا تتقدم شرق أوكرانيا استشهاد 3 مسعفين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان حركة الحاويات في ميناء دمياط: 611 حاوية مكافئة و 368 واردة اتحاد الكرة يضع مع الهيئة الوطنية للإعلام قواعد عمل المخرجين والمصورين في المباريات الأوراق المطلوبة لتوصيل الغاز للمنازل بدون مقدم أو فوائد وزير الخارجية ينقل رسالة الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولي

منوعات

حجمها في كف اليد ويمكنها قتل 30 شخصا..

حكاية القراض سمكة الرعب في البحر الأحمر

سمكة القراض
سمكة القراض

معظم أنواع أسماك البحر الأحمر آمنة ويمكن تناولها بدون مشاكل صحية، إلا أن البعض من هذه الأنواع تحتوى على سموم قاتلة تودى بحياة الإنسان فى سويعات قليلة، على رأسها سمكة "القراض" المجرم صيدها أو بيعها أو تداولها في الأسواق نظرا لخطورتها على صحة المواطنين، وهى معروفة فى كثير من بقاع العالم بسمها القوى القاتل الذى تصل قوته إلى أكثر من ١٢٠٠ مرة من سم الساينايد.

يقول صلاح سليمان الرشندى، مؤرخ، أحد أبناء البحر الأحمر والعاملين بمحميات البحر الأحمر، إن كمية السم الموجودة في جسم سمكة القراض الواحدة كفيلة بقتل ٣٠ إنسانا مرة واحدة، وهذا النوع من السم لا يوجد له ترياق، لذلك فى اليابان تم سن قانون يحظر على الإمبراطور أكل هذا النوع من الأسماك أو حتى تذوقه لأنه شخصية مقدسة عند الشعب الياباني لذلك يجب حمايته من أي شيء يمثل خطورة على حياته، وهذا القانون لا يزال ساريا حتى الآن.

ويضيف: "كما أنه محرم أيضا علي قادة الجيش الياباني، وقد تعلم اليابانيون استهلاك سمكة القراض من قدماء المصريين الذين علموهم نقعها فى الخل والملح والليمون وتناولها نيئة ومالحة بعد يوم من نقعها، وقد استخدمها قدماء المصريين كدواء (مضاد حيوى) شديد الفاعلية للقضاء على البكتريا والفطريات شديدة الخطورة وكانوا يتناولونها عند الإصابة بالبرد والإسهال وضيق التنفس ومرض السكر ومعظم الأمراض المؤلمة والفيروسية والمزمنة والبكتيرية وغير ذلك، وقد وجدت برديات فرعونية تشرح بالتفصيل إعداد دواء لما يقرب من ستمائة مرض من سمك القراض المملح، وهذا العلاج هو الذى أشاع كل النصائح الشعبية حول تناول الفسيخ عند الإصابة بالأمراض الجرثومية، وذلك لأن سمك البورى المتحول لفسيخ يحوى الكثير جدا من البكتيريا التى يحويها القراض المملح، والفسيخ يحتوى عشر ما يحتويه لحم القراض المخلل من مضادات حيوية، وهذا وحده يظهر خطورة القراض وفائدته كدواء، وأيضا تناول الفسيخ بكثرة يؤدى للتسمم".

ويؤكد الرشندى تركز سم سمكة القراض فى الأحشاء، خاصة المناسل الناضجة ويسبب شللا للجهاز التنفسى والجهاز العصبى، وأوضحت التجارب على الفئران أن هذا السم يقتل الفئران خلال فترة زمنية لا تتعدى 10 دقائق، وتسببت أسماك القراض فى موت كثير من الأشخاص، خاصة فى المدن الساحلية، وعلى سبيل المثال فى عام 1945 تناول ثمانية صيادين فى مدينة السويس سمكة قراض وزنها كيلوجرامان ونصف، مات منهم ثلاثة بعد ساعات قليلة وتم إسعاف الباقين بعمل غسيل معدة، وفى منطقة "الجمشة" شمال مدينة الغردقة تناول خمسة أشخاص كانوا يعملون فى مناجم الكبريت هذه السمكة فمات منهم ثلاثة وتم إسعاف الباقين، كما وقعت فى الآونة الأخيرة وفيات عديدة نتيجة تناول هذه الأسماك فى محافظات الساحل الشمالى فى الإسكندرية ومطروح وغيرها، ويرجع سبب ارتفاع عدد الوفيات إلى رخص سعرها والجهل بخصائصها السامة القاتلة، وأهم علاج وقائى لابد من تناوله مع لحوم هذه الأسماك هو تناول كم ضخم من الماء معها وكوب من القهوة المركزة.

وتابع: "هاجر هذا النوع من البحر الأحمر واستوطن فى البحر المتوسط بعد شق قناة السويس، رغم خطورة سمكة القراض فإن البعض من الصيادين يفضلون أكل لحمها، كما يعشقها أهل السويس ويسمونها "الأرانب"، ولديهم الخبرة فى التعامل معها، حيث يقومون بنزع الجلد والأحشاء والرأس والكبد والمناسل والسلسلة الفقرية وهى طازجة بحذر شديد، ثم يغسل اللحم جيدا بماء جارٍ ثم يطهى، وعلى وجه العموم يجب تجنب تناول هذه الأسماك، خصوصا الأحجام الكبيرةً منها، حيث يكون تركيز السم فيها أعلى وطهيها لا يزيل السم، وفى حالة تناولها دون تنظيفها بالطريقة السليمة وأخذ الحذر والحيطة يؤدى ذلك للوفاة تسبقها أعراض مثل "تنميل فى الجسم - آلام بالصدر والرأس - شعور بالوخز فى اللسان والشفتين - الضعف والدوخة والشحوب وعدم الاتزان - سيلان اللعاب وزيادة إفراز العرق"، وعند تطور الحالة ينخفض الضغط والحرارة ويبدأ القىء والإسهال وقد يقىء المريض دما، وفى بعض الحالات يدخل المصاب فى غيبوبة ويعتقد أنه مات فى حين أنه يرى كل ما حوله رغم عدم قدرته على النطق أو الحركة، وغلبا ما تحدث الوفاة قبل مرور24 ساعة من الإصابة."

وأوضح الرشندى أن سمكتي الدرمة والشكعة تشتركان فى نفس عائلة القراض الفصيلة، وهى أسماك غير عدائية فقط تنفخ نفسها عند الشعور بالخطر استعدادًا للهجوم ويحدث التسمم بها في حالة أكلها، والعلاج يكون عن طريق تشجيع المريض على القىء بأى وسيلة حتى وإن إحتاج الأمر إلى إدخال اليد إلى الحلق، وسرعة الذهاب لأقرب مستشفى أو مركز طبى لعمل الإسعافات الاولية، ويفضل الذهاب إلى أحد مراكز السموم.