محمود هيكل يكتب: من الرذائل الأخلاقية.. ”سوء الظن”

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
جهاز الرياضة للقوات المسلحة يستقبل وفد عسكرى أردنى ضبط تشكيل عصابي لتزوير المحررات الرسمية بالقليوبية اتحاد المبدعين العرب يشارك بمنتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت بالرياض وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع البحيرة بـ”نيو مارينا” رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع طاقة الرياح بخليج السويس باستثمارات 600 مليون دولار وزير البترول يشهد توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية لتطوير مصانع أبوقير للأسمدة الكاف يمنح الرئيس السيسي جائزة الإنجاز المتميز لعام ٢٠٢٤ وزير الزراعة يوجه بتطوير حديقة الأسماك بالزمالك المخرج أحمد البوهي: مهرجان فنون الأداء الجسر بين المحلية والعالمية انطلاق اجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا في الأردن رئيس الوزراء يفتتح محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية بأسوان الرئيس السيسي يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة

مقالات

محمود هيكل يكتب: من الرذائل الأخلاقية.. ”سوء الظن”

الكاتب الصحفي - محمود هيكل
الكاتب الصحفي - محمود هيكل

من أكثر ما ييبتلى به الناس على مر العصور سوء الظن ببعضهم البعض، حتى كادت شجرة علاقاتهم الاجتماعية تذبل، وجذورها تقطع، وأوراقها تتساقط، فتتداعى وتفنى.

سوء الظن من الرذائل الأخلاقية

الشنيعة التي تُسبب إثارة النعرات والفتن بين الناس، فهو مثل النار التي تأكل قلب الإنسان من الداخل فيتخلخل استقراره، وتتمزق علاقته مع مجتمعه، فسوء الظن يهدم استقرار العائلات ويجعل الثقة معدومة بين الناس، وهذا بدوره يجرّ تبعاتٍ سلبية كثيرة، فيصبح التعاون بين الناس ضربًا من الخيال، وينعدم التفاعل بين أفراد المجتمع، ويحدث شرخ كبير في المفاهيم الإنسانية، فسوء الظن يزرع في النفس الريبة والشك، ويسرق الراحة من نفس صاحبه.

إذ إنَّ الشخص الذي يُسيء الظن ينعدم شعور الراحة لديه، ويشعر أنَّ الجميع يُخطّطون للإيقاع به، لهذا يجب على الإنسان أن يتبيّن جيدًا قبل أن يُسيء الظن بالآخرين سواء من موقف أو من كلمة، فسوء الظن ينطلق مثل النار في الهشيم، وفي هذا قال سيدنا الإمام علي -كرم الله وجهه-: "لا تَظُنَنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سُوءاً، وأَنتَ تَجِدُ لَهـا فِي الخَيرِ مُحتَمَلاً".

مُسيء الظن شخصٌ يعيش في بوتقة مغلقة، وهو في العادة كائن انعزالي يُعاني غربة نفسية مريرة عن نفسه وعن الآخرين، لأنه دومًا يتوقع أن الآخرين يُضمرون له الشر ويتآمرون عليه، فيظلّ في حالة قلق وتأهبٍ للردّ على أي هجومٍ متوقع، وكأنه يجلس فوق جمر، وهذا يُشعره بالتعب ويُسبب له القلق والتشتت وعدم التركيز، ولهذا أكّد الإسلام على ضرورة اجتناب سوء الظن، والابتعاد عن جميع الأسباب التي تؤدي إليه، وقد قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ ) [سورة الحجرات: آية 12].

بعض الناس يُسِيئُونَ الظن بالله تعالى، ويتوقعون حصول الأقدار السيئة فقط، ولا يوقنون بإجابة الدعاء، وهذه أقبح أنواع سوء الظن، لأنه يُشكل انحرافًا فكريًا وتعديًا صارخًا على أدب التعامل مع القدر الذي كتبه الله، وعلى العكس منه فإنَّ حُسن الظن بالآخرين يُورث المحبة في القلوب، ويجعل الشخص متفائلًا مرحًا مقبلًا على الحياة بطاقة إيجابية كبيرة، لأنَّ سوءَ الظن يمنع الإنسان من التركيز الكامل، أما حُسن الظن فإنَّه يُشعر صاحبه بالراحة والطمأنينة والتوكل على الله، وعدم القلق بشأن ما يُضمره الآخرون من نوايا أو ما يقصدون من كلمات، فصاحب الظن الحسن يتوقع الخير دائمًا ويناله غالبًا.