«حسين المير» يكتب: أمريكا ومسرحية الحوار المكشوفة

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
عودة الدوريات الأوروبية بعد التوقف الدولي.. الإثارة تشتعل مجددًا موعد مباراة منتخب الشباب أمام تونس في تصفيات شمال إفريقيا الأوقاف: قافلة دعوية للأئمة والواعظات ولقاء الأطفال بالدقهلية موعد مباراة الزمالك والمصري بالدوري الممتاز.. القنوات الناقلة العثور على جثة ربة منزل وطفلها بأبو النمرس إخلاء البوابة الجنوبية لمطار جاتويك في لندن على خلفية حدث أمني قوات روسيا تتقدم شرق أوكرانيا استشهاد 3 مسعفين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان حركة الحاويات في ميناء دمياط: 611 حاوية مكافئة و 368 واردة اتحاد الكرة يضع مع الهيئة الوطنية للإعلام قواعد عمل المخرجين والمصورين في المباريات الأوراق المطلوبة لتوصيل الغاز للمنازل بدون مقدم أو فوائد وزير الخارجية ينقل رسالة الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولي

مقالات

«حسين المير» يكتب: أمريكا ومسرحية الحوار المكشوفة

الكاتب/ حسين اسماعيل المير
الكاتب/ حسين اسماعيل المير

بعد نزول الشعب العراقي إلى الساحات بمسيرات مليونية مطالباً بخروج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، كانت مطالبهم رداً على إغتيال قادة النصر والتحرير في مطار بغداد، وإجتماع البرلمان العراقي بأغلبيته وإتخاذ القرار بجدولة إنسحاب القوات الأمريكية من العراق نهائياً، وعدم إبقاء اي جندي تحت اي صفة كانت، ويأتي هذا القرار تلبيةً لمطالب الشعب العراقي .

ومنذ إتخاذ القرار في البرلمان العراقي وإحالته إلى الحكومة العراقية لتنفيذه كونها السلطة التنفيذية والجميع يتساءل: هل الحكومة العراقية ستنفذ قرار البرلمان العراقي ام انها ستخضع لضغوط واشنطن وتتماهى مع رغبتها في البقاء .؟

إن وجود القوات الأجنبية في العراق حقيقةً كان بطلب من الحكومة العراقية السابقة لتقديم المساعدة والتدريب والإستشارات في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، الذي سيطر على عدة مناطق في العراق وكاد أن يصل إلى العاصمة بغداد، ولو أرادت الحكومة العراقية الحالية إنهاء الوجود الأمريكي في العراق لفعلت ذلك، فهي قادرة وبإستطاعتها إلغاء الطلب والإتفاق الذي جاءت القوات الأمريكية إلى العراق بموجبه ولا حاجة لقرار من البرلمان العراقي .

وبعد الضغط الشعبي الكبير وعمليات المقاومة الشعبية العراقية ضد القوات الأمريكية وإستهداف الأرتال العسكرية والقواعد، تم إتخاذ القرار بإجراء حوار عراقي أمريكي بخصوص التواجد الأمريكي في العراق .

أمريكا كعادتها تعمل على المراوغة والخداع وكسب الوقت، فهي لارغبة لديها بمغادرة العراق لأسباب عديدة، فهي مستفيدة مادياً من سرقة النفط العراقي والموارد الإقتصادية، بالإضافة لهيمنتها على القرار السياسي، وتعمل على مراقبة إيران وقطع الطريق عليها، كما أن وجودها في العراق يحافظ على بقاء قواتها في سورية، فكانت مسرحية الحوار والتفاوض والخداع والإلتفافات التي بنهاية المطاف لن تنفعهم .

إن الشعب العراقي يقول: إن أي حوار أو جولة تفاوض يجب أن تكون حاسمة من جهة إنهاء الوجود الأمريكي في العراق، والإتفاق يكون على جدولة الإنسحاب النهائي من أرض العراق، وعلى ما يبدو أن الحكومة العراقية وبعض المستفيدين من الوجود الأمريكي، ليس لديهم الرغبة بخروج القوات الأمريكية، فما الفائدة من هذا الحوار والمحاور العراقي لا يحافظ على السيادة العراقية ؟ وماهيّ الفائدة من ذلك والفريق المتفاوض لا ينتمي إلى مشروع وطني ولا يحظى بتأييد شعبي ولا يعمل على تطبيق قرار البرلمان العراقي والقرار الشعبي في المسيرة المليونية .؟

إن العراق أمام منعطف تاريخي إما الخلاص من القوات الأجنبية أو شرعنة البقاء، إلا أننا ندرك ونؤمن بأن خلاص العراق من القوات الأمريكية لن يكون عن طريق الحوار أو التفاوض مع هذه الحكومة، بل سيكون عن طريق الضغط العسكري وضربات المقاومة العراقية. هذا الشعب الذي عانى من الوجود الأمريكي لن ينسى ما قامت به قوات الإحتلال الأمريكي من قتل لعناصر الحشد الشعبي، وإستهدافهم بالمسّيرات والطائرات الحربية، كما أن الشعب العراقي لا يمكن أن ينسى إغتيال قادة النصر والتحرير ولن يسامح .

هذه المراوغة الأمريكية والكذب والخداع والإلتفافات لن تمر على الشعب والفصائل، وخطة إستبدال الوظيفة للقوات الأمريكية من قوة قتالية إلى إستشارية مكشوفة، والقرار الشعبي هو إنهاء الوجود الأمريكي بالكامل، قرار غير قابل للمساومة أو الرجعة عنه، العراق ليس بحاجة لمقاتلين أو إستشاريين أو مدربين، فلديه القوة والشجاعة والقدرة على حماية الوطن والدفاع عنه وإن عاد تنظيم داعش الإرهابي فهزيمته حتمية، وأي قرار لا يقضي بالإنسحاب الكامل فالشعب لا يمكن ان يعترف به .

كما أن قرار الدفاع عن العراق وطرد الأمريكي قد أتخذ، إذ لم يخرج بالسياسة سوف يخرج بضربات المقاومين، والمقاومة تصف الحوار والإتفاق بين الحكومة العراقية والجانب الأمريكي بعد ثلاث جولات من الإجتماعات بين الطرفين بأنه تدليس ومبهم، ولم يسمع أحد عن قرار إنسحاب لذلك، فالمقاومة أخذت على عاتقها إخراج القوات الأمريكية ولن تهدأ حتى خروج آخر جندي أمريكي .

الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية، إما أن تقف مع مطالب الشعب وقرار البرلمان، وإما أن تخضع لمطالب القوات الأمريكية، وعلى الحكومة العراقية والقوات الأمنية أخذ الدروس والعبر من أفغانستان بعد هزيمة وخروج الجيش الأمريكي من أفغانستان، وباتت طالبان تسيطر على خمس وثمانين بالمئة من أراضي أفغانستان، والأمريكي لم يقدم أي مساعدة للقوات الأفغانية .

هذا ما يقوله الشعب العراقي، ويتمنى على الحكومة العراقية أن تعي خطورة الوضع قبل فوات الأوان .