شئون عربية
عبد الغني ملوك: معركة عين جالوت مفصل هام غير تاريخ العالم العربي
سورية/ لينا إبراهيممعركة عين جالوت / 3/ سبتمبر 1260م هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ العربي الإسلامي إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، كما أشار المحامي عبد الغني ملوك بمحاضرته في الجمعية التاريخية بسورية حول وقعة معركة عين جالوت.
وأضاف 'ملوك' أن المعركة وقعت بعد انتكاسات مريرة لدول ومدن العالم الإسلامي، حيث سقطت الدولة الخورازمية بيد المغول ثم تبعها سقوط بغداد بعد حصار دام أياماً فاستبيحت المدينة وقُتل الخليفة المستعصم بالله ، فسقطت معه الخلافة العباسية، ثم تبع ذلك سقوط جميع مدن الشام وفلسطين وخضعت لهولاكو.
وكانت مصر في تلك الفترة تئِنُّ من الصراعات الداخلية والتي انتهت باعتلاء سيف الدين قطز عرش مصر سنة 657 هـ / 1259 سلطانا لمماليك مصر، فبدأ بالتحضير لمواجهة التتار، فقام بترتيب البيت الداخلي لمصر وقمع ثورات الطامعين بالحكم، ثم أصدر عفواً عاماً عن المماليك الهاربين من مصر بعد مقتل فارس الدين أقطاي بمن فيهم بيبرس.
ثم طلب من العز بن عبد السلام إصدار فتوى تُشرع له جمع الضرائب على سكان مصر بعد أن واجهته أزمة اقتصادية عجز من خلالها عن تجهيز الجيش، وكان له ما أراد وأصدر العز بن عبد السلام فتوى تجيز جمع الضرائب بشروطٍ خاصة ومحددة، ما إن انتهى قطز من تجهيز الجيش حتى سار به من منطقة الصالحية شرق مصر حتى وصل إلى سهل عين جالوت الذي يقع تقريباً بين مدينة بيسان شمالاً ومدينة نابلس جنوباً في فلسطين، وفيها تواجه الجيشان الإسلامي والمغولي، وكانت الغلبة للمسلمين، واستطاع الآلاف من المغول الهرب من المعركة واتجهوا قرب بيسان، وعندها وقعت المعركة الحاسمة وانتصر المسلمون انتصاراً عظيماً، وأُبيد جيش المغول بأكمله.
معارك كثيرة تبقى حاضرة بذاكرة شعوب العالم لما شكلته من تغيير جوهري في مسار دول العالم وبقيت دروسها شاهدة على أفكار وبطولات لوقتنا الحالي، وتبقى الحروب السابقة والحالية التي تعيشها الأمة هي جزء من مخططات مستمرة لاستهداف الأمة العربية وبأشكال مختلفة.