أيسر الربيعي تكتب: هالوو.. أين؟ ولم .؟

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حامد حمدان نجم بتروجيت يثير اهتمام الأندية القطرية والزمالك يترقب الصفقة الشتوية إليسا تعلن عن حفلها الغنائي في قبة رادس بتونس 28 ديسمبر بعد غياب 6 سنوات الأرصاد: طقس معتدل نهارًا وبارد ليلًا مع فرص أمطار متفرقة على عدة مناطق دار الإفتاء تحذر من ممارسة “البشعة”: مخالفة للشريعة والعقل الإنساني وفاة الطبيب مصطفي البكل في المنوفية.. رمز للخير والأخلاق الحسنة عمرو الشلمة: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية تعزز الثقة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مصر مصطفى بكري: تشكيل حكومة جديدة بعد يناير بمواصفات تراعي مصالح الشعب المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: قانون 10 لسنة 2018 يمنح الحقوق والتيسيرات ويعزز التمكين عمرو أديب: وفاة الطفل يوسف محمد في بطولة السباحة «قمة الإهمال» وتستدعي إجراءات صارمة خبير سياسي: إعادة الانتخابات في بعض الدوائر تؤكد حرص مصر على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية حمد موسى: مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم صعبة وتضم منتخبات قوية حاتم الطرابلسي ينتقد أرني سلوت ويطالب بالاحترام لمكانة محمد صلاح في ليفربول

مقالات

أيسر الربيعي تكتب: هالوو.. أين؟ ولم .؟

الكاتبة/ أيسر الربيعي
الكاتبة/ أيسر الربيعي

انتشر هذه الفترة أزياء ، و قطع ديكور و تحضيرات الاحتفالات بما يُسمى بالهالوين، أي عيد الأرواح الشريرة ، و يتكرر ذلك مرتين سنوياً خريفاً ، قبل عيد الميلاد (المجيد) وأيضاً في الربيع قبل عيد (القيامة المجيدة).

يعود ذلك لاعتقادٍ ساد في العصور المظلمة ، حين استشرت قوى الظلم ، وشُلّ الضمير الإنساني، وخمدت نار العدل بالحق، فظن الناس بأنهم يؤثروا السلامة بإرضاء الأرواح الشريرة باحتفالٍ يليق بهم ! علّهم من مكائدهم ينجون ، فلا تفسد فرحتهم بالاحتفال المقدس بالحضور الإلهي ! لذا كان توقيته مباشرةً قبل العيدين العظيمين .

إذاً نستنتج إنه تحت وطأة غياب العدل الاجتماعي وطغيان الانحدار الأخلاقي تتزعزع أغلى القيم وأكثرها قداسة حد الشك في القدرة الإلهية المطلقة والاحتماء والاكتفاء بها ، فيخشى الناس الشر و يسعون لاسترضائه قبل لجوئهم للحق واستقبال حضور الله في حيواتهم .

ليس للمسيحية كديانة علاقة بهذا الجنوح الطقسي والشطط الفكري ، بل إنها كانت ومازالت تجرّم ذلك علناً وتمنع المنخرطون في تلك المهرجانات من الاشتراك في طقوس الكنيسة المقدسة. لكن ظهور وانتشار هذه الاحتفالات في أمريكا وأوروبا ذات الغالبية المسيحية أحدث ربطاً شرطياً بشكل ما، في حين أن المسيحيين موجودون في كل بقاع العالم .. إفريقيا .. شرق آسيا .. و أمريكا اللاتينية والمنطقة العربية ، ولم تكن تلك المظاهر معروفة ولا متبعة .

ومما يؤكد أن الامر ليس له علاقة بأي ديانة، فإننا نجد انتشار هذه الطقوس مؤخراً في دول ذات حضارات وطبائع مختلفة ، وغالبيات دينية متباينة ! فمثلاً نجد هذه المظاهر في دول عربية ! او شرق آسيوية !! حيث لا الثقافة الموروثة ولا الديانة الغالبة ولا الخلفية التاريخية تمت للهالوين بصلة ! بل إن حتى مواقيت الاحتفال .. لا ترتبط بمواعيد أعيادهم المقدسة .

إذاً الأمر له هدف أكثر شمولية من دين معين ، أو قارة محددة ذات ثقافة معينة.. بل الأمر يستهدف الإنسان في كل مكان ! إن تبعية شعوب مختلفة جغرافياً وفلكلورياً ودينياً وكنسيج إجتماعي .. لطقسٍ دخيل عليهم جميعاً.. يؤيد نظرية ترويج الخضوع للأشرس واعتبار قوى الأذى في أسبقية الطاعة! فمن ذا الذي يكرّس قِواه مادياً وثقافياً ليزعزع بل ويهشم دعائم ارتكاز المجتمعات ،،، والإيمان أهمها ، بالرغم من اختلاف ماضيهم وحاضرهم ؟!.

فكأي أوجه استثمار .. لا إنفاق بلا عائد .. فما هو عائد تعويد الشعوب للخوف من الأرواح الشريرة ؟ أو من المجهول الذي يترقبهم في الظلام ؟ ما الهدف أن تهتز ثقة الناس في طريق النور .. وبحثهم عن الأمان في جحور الظلام ؟ مَن المنتفع بنزع شبعهم بالسلام من الله السلام ولهاثهم لترضية أشباح تنمو في الظلمات ؟ أهي مسرحية استعباد بشري الأوسع في التاريخ الحديث ؟ أم إن البشر تنافروا وتناحروا وتجادلوا في طريق الحق والنور ، واتفقوا في جحور الخضوع للظلمات ؟!