أيسر الربيعي تكتب: ما بين البيك والبيكيا ...!!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
عودة الدوريات الأوروبية بعد التوقف الدولي.. الإثارة تشتعل مجددًا موعد مباراة منتخب الشباب أمام تونس في تصفيات شمال إفريقيا الأوقاف: قافلة دعوية للأئمة والواعظات ولقاء الأطفال بالدقهلية موعد مباراة الزمالك والمصري بالدوري الممتاز.. القنوات الناقلة العثور على جثة ربة منزل وطفلها بأبو النمرس إخلاء البوابة الجنوبية لمطار جاتويك في لندن على خلفية حدث أمني قوات روسيا تتقدم شرق أوكرانيا استشهاد 3 مسعفين في غارة إسرائيلية جنوب لبنان حركة الحاويات في ميناء دمياط: 611 حاوية مكافئة و 368 واردة اتحاد الكرة يضع مع الهيئة الوطنية للإعلام قواعد عمل المخرجين والمصورين في المباريات الأوراق المطلوبة لتوصيل الغاز للمنازل بدون مقدم أو فوائد وزير الخارجية ينقل رسالة الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولي

مقالات

أيسر الربيعي تكتب: ما بين البيك والبيكيا ...!!!

الكاتبة - أيسر الربيعي
الكاتبة - أيسر الربيعي

نشأنا وتربينا على أسس لا تقبل المساس ، تربينا أن نصمت حين يتحدث الكبار .. أن نستمع لذوي الخبرة كلٌ في مجاله .. كنا أطفال نلهو لكننا كنا حريصون على التأدب في حضور أحد أقرباؤنا ، الأكبر سناً ، في حضور المدرس أو أي ضيف طارئ للبيت أو الفصل الدراسي .. تنتصب قاماتنا في إجلال و توقير .. لعَلَم الوطن .. ليس كقطعة قماش ملونة .. بل للقيمة التي ترفعها وتمثلها.

كنا ننحدر من أسر مختلفة الثقافة والمستوى المادي .. يختلف آباؤنا بمهنهم ومفرداتها .. تختلف أمهاتنا في طرق تربيتهن ومستوى تعليمهن ، لم نكن نسخ متطابقة ، لكن دوما هناك قيم موحدة بحدود تنسق وتهذب سلوكنا بشكل تلقائي .

كما إني أذكر فيما أذكر .. أنه كان للفنان هالة من التقدير المجتمعي ، وننظر له بعين الإنبهار ، فهذا الذي كرًس حياته لرسالة السمو الروحي والوجداني والأخلاقي وللتأريخ المجتمعي عبر فلسفته .. سَهُلت أو تمنعت .. فناً تشكيلياً وموسيقى ودراما .. حتى إن بعضهم كان لهم من الأثر أقوى من قادة سياسيين أو مسئولين دولة ، كمثال كوكب الشرق أم كلثوم , حيث أقر لها الزعيم الوحدوي جمال عبد الناصر بأنها أفلحت بما لم يستطع إليه سبيلا .. بجمع الشعب العربي من المحيط إلى الخليج في وقتٍ معلوم شهرياً .

بل إن بعضهم اكتسب رتبة البكوية في العصور الملكية ، ومنهم من نال أوسمة تقدير من عائلات ملكية عريقة عالمياً تقديراً لرسالتهم السامية في إعلاء الذوق وتغذية الرقي في المنتج الإنساني المرتبط منذ بدء الوجود بالفنون, وفي خضم تلاطمات المستحدثات الدخيلات .. أو ربما في جلسات الدخان الأزرق ، اختلط الأمر على أحدهم ، فتصوّر أن صوت المنادي بائع الروبابيكيا .. طرباً !!

فطار في أحلامه الزرقاء وتصورٍه فناناً يجيد الخبط على أي معدن ، ويفوق صياحه صوت حوادث الطرق وصوت احتكاك حديد الروبابيكيا الصدئ .. و بدأ يصدق هذا الكابوس الذي عَلِق فيه .. بل وغاص في ظلامه أكثر محاولاً فرضه علينا مدّعياً من غيبوبته الزرقاء .. أنه فناً علينا تقبله !!

بل و الأدهى والأمرّ .. أصبح المسكين يقذف بهلوساته على الصروح الفنية .. ولا عجب .. فإن عُرف الأقزام .. تكسير القامات .. لتتساوى الرؤوس ..

لكن .. هيهات .. ففي دم شعبنا .. تنبض الحضارة .. وشعبنا قيد الحياة