أيسر الربيعي تكتب: ما بين البيك والبيكيا ...!!!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
جهاز الرياضة للقوات المسلحة يستقبل وفد عسكرى أردنى ضبط تشكيل عصابي لتزوير المحررات الرسمية بالقليوبية اتحاد المبدعين العرب يشارك بمنتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت بالرياض وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع البحيرة بـ”نيو مارينا” رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع طاقة الرياح بخليج السويس باستثمارات 600 مليون دولار وزير البترول يشهد توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية لتطوير مصانع أبوقير للأسمدة الكاف يمنح الرئيس السيسي جائزة الإنجاز المتميز لعام ٢٠٢٤ وزير الزراعة يوجه بتطوير حديقة الأسماك بالزمالك المخرج أحمد البوهي: مهرجان فنون الأداء الجسر بين المحلية والعالمية انطلاق اجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا في الأردن رئيس الوزراء يفتتح محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية بأسوان الرئيس السيسي يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة

مقالات

أيسر الربيعي تكتب: ما بين البيك والبيكيا ...!!!

الكاتبة - أيسر الربيعي
الكاتبة - أيسر الربيعي

نشأنا وتربينا على أسس لا تقبل المساس ، تربينا أن نصمت حين يتحدث الكبار .. أن نستمع لذوي الخبرة كلٌ في مجاله .. كنا أطفال نلهو لكننا كنا حريصون على التأدب في حضور أحد أقرباؤنا ، الأكبر سناً ، في حضور المدرس أو أي ضيف طارئ للبيت أو الفصل الدراسي .. تنتصب قاماتنا في إجلال و توقير .. لعَلَم الوطن .. ليس كقطعة قماش ملونة .. بل للقيمة التي ترفعها وتمثلها.

كنا ننحدر من أسر مختلفة الثقافة والمستوى المادي .. يختلف آباؤنا بمهنهم ومفرداتها .. تختلف أمهاتنا في طرق تربيتهن ومستوى تعليمهن ، لم نكن نسخ متطابقة ، لكن دوما هناك قيم موحدة بحدود تنسق وتهذب سلوكنا بشكل تلقائي .

كما إني أذكر فيما أذكر .. أنه كان للفنان هالة من التقدير المجتمعي ، وننظر له بعين الإنبهار ، فهذا الذي كرًس حياته لرسالة السمو الروحي والوجداني والأخلاقي وللتأريخ المجتمعي عبر فلسفته .. سَهُلت أو تمنعت .. فناً تشكيلياً وموسيقى ودراما .. حتى إن بعضهم كان لهم من الأثر أقوى من قادة سياسيين أو مسئولين دولة ، كمثال كوكب الشرق أم كلثوم , حيث أقر لها الزعيم الوحدوي جمال عبد الناصر بأنها أفلحت بما لم يستطع إليه سبيلا .. بجمع الشعب العربي من المحيط إلى الخليج في وقتٍ معلوم شهرياً .

بل إن بعضهم اكتسب رتبة البكوية في العصور الملكية ، ومنهم من نال أوسمة تقدير من عائلات ملكية عريقة عالمياً تقديراً لرسالتهم السامية في إعلاء الذوق وتغذية الرقي في المنتج الإنساني المرتبط منذ بدء الوجود بالفنون, وفي خضم تلاطمات المستحدثات الدخيلات .. أو ربما في جلسات الدخان الأزرق ، اختلط الأمر على أحدهم ، فتصوّر أن صوت المنادي بائع الروبابيكيا .. طرباً !!

فطار في أحلامه الزرقاء وتصورٍه فناناً يجيد الخبط على أي معدن ، ويفوق صياحه صوت حوادث الطرق وصوت احتكاك حديد الروبابيكيا الصدئ .. و بدأ يصدق هذا الكابوس الذي عَلِق فيه .. بل وغاص في ظلامه أكثر محاولاً فرضه علينا مدّعياً من غيبوبته الزرقاء .. أنه فناً علينا تقبله !!

بل و الأدهى والأمرّ .. أصبح المسكين يقذف بهلوساته على الصروح الفنية .. ولا عجب .. فإن عُرف الأقزام .. تكسير القامات .. لتتساوى الرؤوس ..

لكن .. هيهات .. ففي دم شعبنا .. تنبض الحضارة .. وشعبنا قيد الحياة