الدكتورة/ نادية مصطفى تكتب: الصين تنجح في إفشال خطة بايدن للإيقاع بها في دوامة الحروب ..!

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
أبو الغيط يفتتح الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة.. الأحد قائمة غيابات الأهلي قبل مواجهة الاتحاد السكندري بالتزامن مع العيد القومى.. سلطنة عُمان تواصل تحقيق إنجازات التنمية الشاملة نصائح للحفاظ على بطارية هاتفك أثناء السفر وزير الدفاع الأمريكي: نشن هجمات ضد الحوثيين للدفاع عن أنفسنا حجز المؤلف بشير الديك فى العناية المركزة يسرا تتصدر الترند بعد ظهورها الأول في مهرجان القاهرة السينمائي قناة السويس تضع حجر الأساس لمشروع إروغلو إيجيبت للملابس الجاهزة بالقنطرة غرب الموافقة على تعديل أحكام قانون الكهرباء رقم 87 لسنة 2015 إنشاء منطقة حرة خاصة باسم شركة ”إل تي لخدمات الجينز” الوزراء يوافق على اتفاقيتين لشراء الطاقة باجمالى 1200 ميجاوات إصابة 10 أشخاص في حادث مروري بطريق أسيوط الغربى

مقالات

الدكتورة/ نادية مصطفى تكتب: الصين تنجح في إفشال خطة بايدن للإيقاع بها في دوامة الحروب ..!

الدكتورة - نادية مصطفى
الدكتورة - نادية مصطفى

نجحت الصين في افشال استراتيجية الرئيس الامريكي بايدن ، وقطع الطريق عليه في بحثه عن الذرائع والمبررات التي كان سيحاول توظيفها في تصعيد أزمته معها، والدخول بها في نفق مظلم كعادته في افتعاله وإدارته للأزمات الدولية التي يكون طرفا مباشرا فيها.

كانت إثارته لمشكلة تايوان والحرب الأوكرانية في ذروة اشتعالها حماقة سياسية ما بعدها حماقة، وكان من الممكن أن يورط العالم كله فيها معه... فهو لم يكتفي بالجبهة الروسية التي فتحها علي نفسه وعلي شركائه الأوروبيين في الناتو والاتحاد الأوروبي ، وعلي العالم بأسره بالحرب الأوكرانية التي ما زالت علي اعتقادي بانه كان بالإمكان تجنبها اذا ما كان قد أعطي دبلوماسية المفاوضات مع الطرف الروسي فرصة كافية من الحوار وتبادل الآراء والافكار حول الحلول والبدائل والخيارات ، وبعدها لم يكن أحد ليلومه أو ليحمله بالذنب عن حرب لم يألو جهداً في محاولته من موقعه كرئيس أمريكي تفاديها وتجنيب العالم لها.

ولكنه تعامل مع المشكلة الروسية الأوكرانية بعقلية الحرب الباردة القديمة بمفاهيمها البالية وبأساليبها العقيمة التي برهنت علي إفلاسها وعدم جدواها، وهذا يفسر لنا لماذا اختلف رد فعل الرئيس الروسي بوتين من سياسات بايدن إزاء أوكرانيا عن ما تصرف به مع إدارتي الرئيسين أوباما وترامب رغم اختلاف توجهاتهما الحزبية ، فمعهما كانت الأمور ساكنة وهادئة نسبيا ، لكنها مع بايدن توترت واشتعلت وتطورت الي الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا الآن، وأخطر ما في الأمر هو تصور بايدن أنه كما استطاعت أمريكا إسقاط الاتحاد السوفيتي القديم من الداخل ، فإنه يمكن الوصول بروسيا بوتين الي نفس النهاية ولكن بشكل مختلف هذه المرة ، فاسقاطها من الداخل لم يعد ممكنا ، وإنما يمكن أن يتحقق ذلك باستنزاف قوة روسيا الإستراتيجية المتعاطمة في صراعات ممتدة مع جيرانها ، بالتزامن مع تغليظ العقوبات الاقتصادية عليها لخنقها وتجفيف الدماء في شرايينها الإقتصادية ، واجبارها علي تبديل اولوياتها وتقليص ادوارها والتراجع من مكانتها كقوة عالمية الي قوة إقليمية في أحسن الأحوال، وعلي هذا الأساس بني حساباته وتوقعاته وراهن علي المسار الجديد الذي بدأ في التحرك فيه معها.

وبنفس عقلية الحرب الباردة القديمة اياها، تحول إلي التنين الصيني في عملية جر شكل قاصداً منها استنزافه من خلال إقحامه في صراع مسلح ممتد مع تايوان ، مع محاولة ملئ المحيطين الهندي والهادئ ومنطقة بحر الصين الجنوبي بالأحلاف والقواعد والأساطيل ومنظومات الصواريخ وتسخين الأجواء وافتعال الأزمات وإطلاق التهديدات ، لإجبار الصين علي التحول عن مسيرتها الاقتصادية التي تسابق بها الزمن ، الي استراتيجية تسلح باهطة التكاليف لاستهلاك مواردها وطاقاتها ، وقلب أولوياتها ، وبما يضعها في النهاية خلف الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين وليس قبلهم كما هو حادث الآن، وهذا هو وهان بايدن علي خصمه الصيني الذي يجعله لا ينام الليل.

إذاً فالخطة الأمريكية تجاه الصين كبيرة وخبيثة وخطيرة في دوافعها وأهدافها ، وفي آليات تنفيذها ، فهي خطة تقوم في أساسها علي تجنب الصدام العسكري المباشر مع الصين ، وتحويل مسار احتوائها باتجاه الحرب الاقتصادية غير المعلنة وغير المباشرة علي مدي أطول، ولهذا جاءت أزمة تايوان الأخيرة والتحركات الأمريكية النشطة في بحر الصين الجنوبي كمحطات أولي علي طريق المواجهة الجديدة مع الصين، والتي ستتيح إجبارها علي تحويل مواردها من الإنفاق علي مشاريعها الاقتصادية الي الانفاق علي دفاعها العسكري والذي قد يكلفها تريليونات الدولارات.

هذه الدوافع الأمريكية لا تخفي علي الصين ، فهي أذكى من أن يجري خداعها أو توريطها في ما يغرقها في مستنقع لا تستطيع الخروج منه ، ولهذا عمدت الي التهدئة ومحاولة خفض التوتر ، ونزع فتيل العنف من الموقف ، لتفويت الفرصة علي بايدن وإدارته ، وقد نجحت في ذلك بصورة كبيرة حتي الآن، وهو يتحول الآن إلي الشرق الأوسط في رهان جديد لكن هذه المرة ضد إيران ، أما عن فرص نجاحه في ما يسعي اليه، فلهذا حديث آخر بمقال آخر...