أخبار
سفارة إسبانيا بالقاهرة تحتفل بالعيد الوطني للدولة الأسبانية.. والسفير يوجه كلمة
كتب: محمد شبلاحتفلت أمس سفارة إسبانيا بالعيد الوطني للدولة الأسبانية في وجود كوكبة من السفراء والدبلوماسيين ورجال الصحافة والإعلام، في جو مليئ بالبهجة والسرور، وقدم سفير إسبانيا قال فيها :
معالي الوزراء، السادة السفراء، سيداتي وسادتي، أهلًا وسهلا بكم. مساء الخير ومرحبا بكم. يسعدنا أن نرحب بكم للاحتفال باليوم الوطني لأسبانيا. هو يوم يتزامن مع الحدث التاريخي الذي تمثل في وصول البعثة الأسبانية بقيادة كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا.
ومن هنا نسلط الضوء على وحدة الأمة الأسبانية ورسالتها من أجل التعريف بنفسها في الخارج تحت راية السلام والتعاون.
بالنسبة لجميع ممثلي أسبانيا في الخارج، يعتبر اليوم الوطني دائمًا مناسبة خاصة، ولكن هذه المرة يكتسب أهمية أكبر لأنها المرة الأولى التي نحتفل فيها بهذه المناسبة بعد وصولي للقاهرة كسفير جديد، وبلا قيود خاصة بفيروس كورونا، وعلى الرغم من أنني في الواقع قدمت إلى مصر منذ بضعة أسابيع فقط، إلا أنني لم أكن بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأكد من عمق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين بلدينا، والتقارب التاريخي والثقافي والإنساني الوثيق الذي يربطنا كدول متوسطية.
وتعمل أسبانيا ومصر على تطوير علاقات مثمرة للغاية منذ عقود، لكننا نعتقد أنه لا يزال بإمكاننا عمل المزيد، وفي العديد من المجالات، لتقوية روابطنا الاستراتيجية. تعد مصر دولة رئيسية، نظرًا لبعدها كقوة إقليمية أساسية لاستقرار شرق المتوسط والشرق الأوسط، ومنارة سياسية وثقافية للعالم العربي.
كما أنها دولة منغمسة في برنامج طموح خاص بالتنمية الاقتصادية، وترغب أسبانيا وشركاتها في المشاركة فيه بشكل أكثر نشاطًا، وبالتالي المساهمة في النهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لصالح الشعب المصري بأكمله، وهناك إمكانات نمو كبيرة للشركات الأسبانية، والعديد منها لها وجود بالفعل في البلاد، في قطاعات مهمة لمصر مثل النقل والبنية التحتية والطاقة المتجددة والزراعة والمياه والصحة، إلا إن إمكانات النمو هذه لا تقتصر على المجال الاقتصادي فقط، وصلت العلاقات السياسية والدبلوماسية إلى وئام كبير في العامين الماضيين، وازداد عدد الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بشكل ملحوظ ، وبلغت ذروتها من خلال الزيارة المثمرة التي قام بها رئيس الحكومة السيد/ بيدرو سانتشيث، للقاهرة في ديسمبر الماضي، تلتها زيارة إلى أسبانيا في شهر إبريل الماضي لوزير الخارجية المصري السيد/ سامح شكري.
وإنني على ثقة من أن هذا الاتجاه سيستمر وسيتم تعزيزه في المستقبل، وهناك نية ثابتة لأسبانيا في أن يتم تمثيلها على أعلى مستوى سياسي في قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27 ، ونحن نثق ثقة عظيمة في قدرة القيادة المصرية على انجاح الاجتماع الدولي بشرم الشيخ وأن يتم اختتامه باتفاقيات ملموسة وقابلة للتحقيق والتي يمكن التحقق منها لمواجهة التحدي المتزايد الحتمي، المتمثل في تغير المناخ من أجل مصلحتنا، وقبل كل شيء مصلحة الأجيال القادمة.
ويعد تغير المناخ مثالاً ممتازًا للتعاون بين مصر وأسبانيا في القضايا العالمية، ولكن هناك أيضًا أمثلة أخرى مهمة جدًا أود تسليط الضوء عليها، وفي الوقت نفسه، الإعراب عن شكري علنًا للسلطات المصرية على التعاون المتميز الذي يربطنا، على الصعيد الثنائي وفي الإطار الأورومتوسطي، مثل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، و يجب دائمًا مواجهة هذه التحديات من خلال أقصى درجات الاحترام لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تشكل جزءًا من جدول أعمال شامل وعالمي للتنمية، تقع على عاتق كل واحد منا مسئولية تطويرها في بلداننا، محاولين دائمًا التقدم في تعزيزها وضمانها. وفي هذا السياق، نهنئ ونرحب بانطلاق الحوار الوطني في مصر، وإعادة إطلاق لجنة العفو الرئاسي.
ويعد هذا المفهوم -مفهوم المسئوليات المشتركة الأكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يواجه المجتمع الدولي منذ بداية العدوان المسلح على أوكرانيا من قبل نظام فلاديمير بوتين، واحدة من أكبر الأزمات منذ عقود، وأن هذا الغزو لدولة ذات سيادة هو انتهاك صارخ لأبسط القيم والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، وتُدين كل من أسبانيا والاتحاد الأوروبي بشكل جلي الضم غير القانوني للأراضي الأوكرانية دونيتسك ولوهانسك وزابوريزهيا وخيرسون بعد إجراء الاستفتاءات "الكاذبة" في 23 و 27 سبتمبر، ونحن نعلن عن تضامننا مع سلطات وشعب أوكرانيا، ونعرض اليوم علمها الوطني هنا جنبًا إلى جنب مع علم أسبانيا والاتحاد الأوروبي ومصر، كرمز لدعمنا الثابت لسيادتها وسلامتها الإقليمية.
وقبل أن أختتم كلمتي، أود أن أذكر بشكل خاص وودي جميع الأسبان، وإلى كل من يتشاركون معنا اللغة الإسبانية كلغة مشتركة، مثل أصدقائنا الإيبروأمريكيين، كما أود أن أذكر بشكل متميز العديد من المصريين الناطقين بالإسبانية، الذين ساهموا كثيرًا في تحسين معرفة وصورة أسبانيا في مصر وتعزيز الصداقة الأسبانية المصرية.
أيضًا أوجه بضع كلمات شكر لفريقي بأكمله من السفارة على تعاونهم، وبالطبع للشركات الراعية التي لولا دعمها المادي لما كان ممكنًا تنظيم هذا الحفل.
أختتم كلمتي وأتمنى لكم جميعًا عيدًا وطنيًا سعيدًا لأسبانيا، وأن تستمتعوا بالسهرة معنا.
شكرا جزيلا