شئون عربية
أمين عام مساعد حزب الإصلاح الموريتاني: ”العلاقات المصرية الموريتانية ممتازة.. وأوافق على تأسيس مجلس أمن عربي”
أجرى الحوار / محمد شبلأم كلثوم محمد المصطفى - أمين عام مساعد حزب الإصلاح الموريتاني , صحفية وإعلامية متميزة وناشطة سياسية فاعلة في مجال العمل الخيري, عملت في مجال الإعلام مذ كان عمرها 16 عام بالإذاعة ثم التلفزيون كهواية , وبعد حصولها على الثانوية العامة شعبة رياضيات اتجهت إلى الأدب , لتحصل بعد ذلك على الليسانس بشعبة الآداب المعاصرة .
التحقت بالعمل النقابي عام 2005 من خلال رابطة الصحفيين الموريتانيين , حظيت بالعمل من خلاله مع عمالقة الفكر والسياسة وصناع الرأي والمحتوى ومنهم, الأستاذ صلاح الدين حافظ والأستاذ إبراهيم نافع , نقيب الصحفيين الأسبق, والأستاذ مكرم محمد احمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق, بالإضافة إلى أسماء كثيرة تعلمت منها في مسيرتها العملية.
شغلت عدة مواقع منها :-
أمين عام مساعد اتحاد الصحفيين العرب من عام 2008 حتى عام 2016 لدورتين متتاليتين.
عضو منتدى الإعلام والبيئة فترة من الزمن
كبير منتجين بالتليفزيون الموريتاني
وكان لـ جريدة " الدفاع العربي" معها هذا الحوار:
في البداية نريد أن تحدثينا عن اختيارك كأمين عام مساعد لحزب الإصلاح الموريتاني ؟
حسب ما صرح به الحزب أنها ثقة ممنوحة, وأتمنى ذلك لأن الحزب في إستراتيجيته العامة يمنع الثقة للمرأة في صناعة القرار , وأيضا يدفع بها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية أيضاً , وعندما يتفق البعض أن هناك مقاييس تتوافر في شخصية ما وهذا دليل على مبدأ ديمقراطي بحت للتنواب على منحها الثقة .
هل تم ترشيحك من إحدي الشخصيات لهذا المنصب ؟
لا.. هذا من اختيار الحزب , نحن مجتمع قبلي ولا زالت القبيلة موجودة فيه ولها دورها كحاضنة اجتماعية , ولكن حزب الإصلاح بكل جدية وأمانة بعيداً عن المزايدات يبذل جهد كبير في أن تكون الاختيارات القيادية للحزب بعيدة عن الدور التقليدي للحراك السياسي , سواء في وسط القبيلة أو الجانب الاقتصادي لأنه حزب ثوابت وقيم وطنية من منطلق الانتماء وعلى ذلك الأساس يختار دائما ً قياداته ويمنحهم الفرصة وعندما تأتي الفرصة لتجديد الطيف السياسي للحزب يكون ذلك, وأنا لا أستطيع أن أقول أنني من فئة الشباب , الحمد لله , ولكني أقول أنني من فئة النساء التي يحاول الحزب أن يخلق لها فرصة للخدمة العامة وعرض التجربة .
هل الحزب يعمل على تمكين المرأة ؟
بلا شك , الحزب يؤمن بدور المرأة في المجتمع , وأن لها الحق في العمل السياسي والاجتماعي والخدمي , كما أنه يعمل على إتاحة الفرصة للمرأة في كافة المجالات باعتبارها جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني .
الحزب أعلن في مؤتمره الأول بأن الأولوية للشعب , بماذا كان يرمي الحزب بهذا التصريح ؟
لكي يؤكد أن المبادئ ليست شعارات , وأن كل ما يلتزم به الحزب هو ثوابت وليست شعارات , حيث تعود المواطن بصفة عامة بأن الأحزاب السياسية لها الدور الكبير في أوقات معينة ويكون اهتمامهم بالمواطن اهتمام تقليدي في أغلب المناسبات , وحزب الإصلاح هنا يؤكد أن الأولوية للشعب في كل شيئ , بمعنى أن دخول القيادات السياسية في البرلمانات أو مجلس النواب من أجل خدمة المواطن وليس من أجل تحقيق مكاسب شخصية للحزب أو من أجل تواجد سياسي يحقق به الحزب مآرب خاصة , وإنما من أجل خدمة الشعب , كل الكوادر الموجودة في الحزب هي من فئات لها خلفيات فكرية معينة , اكتسبوها من منطلق إيمانهم بأن الإنسان يجب أن يكون له دور في تعمير الأرض وعلى هذا الأساس أن هذا التعمير لن يأتي اعتباطا ولن يأتي من فراغ إلا إذا كان في إطار حاضنة تؤهل على ذلك .
ماذا لو تعارضت مصلحة الحزب مع مصلحة الشعب والصدام مع الحكومة ؟
إذا تعارضت مصلحة الحزب مع مصلحة المواطن من أجل إرضاء الحكومة طبعا يكون الحزب في هذه الحالة قد خان ثوابته ولم يؤدي الأمانة , واذا حصل العكس يكون الحزب في تصنيف حزب, وهذا لن يكون .! لأن الحزب في ثوابته كما سبق وأسلفتم "أن الأولوية للشعب" وهذا ميثاق الرئيس / محمد ولد الشيغ الغزوني, وهذا هو السبب الرئيسي لوجوده في السلطة خدمة للوطن والمواطن, وهناك توافق في المبادئ العامة للحزب وكل المنتسبين له , وأيضا قيادة الدولة برئاسة الرئيس/ محمد الغزواني .
هل كان الحزب معارضاً للحكومة السابقة ؟
نعم كان الحزب معارضا للحكومة السابقة , وقد كان الاختلاف مع الحكومة السابقة من منطلق سوء الإدارة والتسيير, وطبعا بمفهوم آخر للحكامة عند القيادة السابقة , لأن محمد ابن عبد العزيز كان يمركز الدولة في شخصه هو فقط , وغيب مؤسسات الدولة بحيث أصبحت لا دور لها في اتخاذ القرارات , وأصبح بذلك هو كل الدولة , والدليل أنه لما تعارضت مصالحة مع قرارات مجلس الشيوخ قام بحل مجلس االشيوخ وذهب الا أبعد من ذلك بتحطيم مبني مجلس االشيوخ الذي بني أيام الاستقلال وجعله ساحة عمومية أمام الرئاسة .
والحزب لعب دورا كبيراً كحزب معارض في ظل حكم النظام السابق , ويشهد على ذلك قبة البرلمان والرأي العام في موريتانيا, ولكن معارضته لم يستطع أن يقدم بها أو يحقق بها شيئ على أرض الواقع في ظل النظام القمعي السابق ولكنه كان موجود في الإطار المتاح له , وتعرضت قيادة الحزب للكثير من الضغوط ومحاصرتهم , وكان رئيس الحزب الحالي في ذلك الوقت برلماني .
هل عانيتي كامرأة من هذه الضغوط , وهل تم اعتقال قيادات الحزب ؟
نعم عانيت من ذلك , وكل من كان له دور في المعارضة اعتقل أو تم إبعاده أو مطاردته أو تلفيق قضية ما للبعض من القيادات , ولم يكن ذلك على مستوى حزب الإصلاح فقط وإنما كل من كان له دور معارض سواءً أحزاب سياسية أو شخصيات عامة أو مثقفين , حتى رجال الأعمال تم طردهم بمذكرات قضائية لا أساس لها من الصحة .
دعينا نتحدث عن الاقتصاد الموريتاني وما أنهك الشعب في ظل الإضرابات التي شهدتها البلاد مؤخراً ؟
هناك موارد اقتصادية كثيرة , وما أنهكها هي المصالح الذاتية , مثلا: في حكم الرئيس السابق تمت صفقات كثيرة جداً للاستفادة الشخصية , مما أثر بالسلب على الاقتصاد وتدني مستوي المعيشة بالبلاد , وكانت النسبة المخصصة من الذهب تكاد أن تكون صفر , وعندما أتى النظام الحالي قام بمراجعة الموارد القومية التي يترتب عليها تحديات كبيرة , وتم بالفعل مراجعة ذلك مع أكبر شركة للذهب بالعالم , وبالفعل تم التوصل للحصول على نسبة أعلى للدولة من الناتج القومي لموريتانيا , وكانت هناك شركة هندية كانت قد حصلت على رصيف بميناء نواكشوط بدون أدنى عائد للبلاد , وأريد أن أوضح أن أكبر مصدر للدخل في موريتانيا من الحديد , ويتم تصديره للعديد من دول العالم , حيث قامت فرنسا بإنشاء أكبر مصنع للحديد بموريتانيا .
أين كان دور مجلس النواب في التصدي لمثل هذه التجاوزات ؟
عندما قام المجلس بالتصدي لذلك تم حل المجلس وهدم المبني نفسه كما أشرت قبل ذلك , وكل من خالف النظام السابق كان مصيره الى زوال , ومن المضحك أن أحد النواب المؤيدين طالب بأن تكون موريتانيا مملكة .
هل تمت محاسبة الرئيس السابق عما تسبب فيه من فساد ؟
نعم , وتم حبسه ويحاكم على كل ما تسبب فيه من انهيار للدولة وتدني مستواها أمام الدول الأخرى , وملفات الفساد كثيرة , وبعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي طالب المحامين اللذين يقومون بالدفاع عنه بإخلاء سبيله , وهو الآن في فرنسا للعلاج كما يزعمون , وسوف يمثل أمام القضاء قريباً لمحاكمته على كل هذه الجرائم .
حزب الإصلاح الموريتاني يطلق عليه حزب الأغلبية, هل الحزب يسعى للحصول على مكاسب سياسية ترتقي للوصول إلى من منصب رئيس الجمهورية ؟
ثوابت الحزب وضوابطه تسمح لأي شخص سواءً من داخل الحزب أو من خارجه أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية , وهذا حق يكفله له الدستور , والحزب لا يمانع في ذلك , والحزب ينادي في كافة مؤتمراته بأن كل من لدية القدرة على قيادة البلاد ولديه قاعدة جماهيرية تصل به إلى سدة الحكم أهلا وسهلا به والحزب سيكون داعماً له .
إذا كان الحزب حزب الأغلبية لماذا لم يصل لسدة الحكم ؟
ليس الهدف لدينا الوصول لسدة الحكم , بقدر ما هو خدمة المجتمع , وكان هدفنا في السابق التخلص من قبضة الرئيس السابق / محمد ابن عبد العزيز , وكان ذلك هو المبدأ العام عند جميع الأحزاب .
ما مدى التوافق على الرئيس الحالي ؟
هناك الكثير من المعايير, هو رجل قام بخدمة البلاد من خلال موقعة في رئاسة الجيش , وخبرته جعلت هناك توافق عليه , ولم يؤخذ عليه أي تجاوزات أو فساد طوال حياته العسكرية , وقام بتطوير المؤسسة العسكرية التي كان يقودها , وأصبح العسكري الموريتاني يستطيع الحصول على شهادات عالية جداً , والإنسان الذي استطاع أن يضبط مؤسسة بهذا الحجم رأينا أنه جدير بحكم البلاد.
الأحزاب السياسية غالباً ما تعارض أن يتولى مقاليد الحكم شخص ذو خلفية عسكرية لأنهم لا يجيدون السياسة, هل كان لحزب الإصلاح اعتراض على ذلك ؟
من قال ذلك, المدني هو المشكلة الأساسية في ذلك , وإذا تدبرنا في نظام الحكم في البلاد المجاورة أو الشقيقة , سوف نجد أن الحكم العسكري ناجح جدا وأن الحكم المدني له سلبياته وأخطاءه , على مر التاريخ وفي عصر الفتوحات الإسلامية , سوف نجد أنها جميعا تمت بقيادة قادة عسكريين .
ولكن المعروف أن الإسلام انتشر عن طريق التجارة .!
نعم , ولكن من قام بتوفير الحماية لهذه التجارة ؟ هم القادة العسكريين , وإذا نظرنا إلى النهضة في دول الغرب, فرنسا مثلا : سوف نجد أنها بفضل القيادة العسكرية , والفوضى التي تسود العالم بسبب تسيير المدني وعدم الانتماء , على الأقل العسكري لدية ثوابت, بأن يقدم دمه دفاعاً عن العرض والحفاظ على الأرض .
كيف ترين التقارب المصري الموريتاني بعد التواصل بين السيسي والقيادة السياسية الموريتانية ؟
في المرحلة الحالية هناك تعاون كبير على المستوى التجاري والعسكري , وهناك علاقات جيدة جداً , وهناك تسهيلات الآن في دخول المواطن الموريتاني مصر , ويتم إنهاء إجراءات الدخول في زمن قياسي , ولقد لمست ذلك بنفسي , في السابق كان لابد من عمل تقارير في المطار تستغرق ما يزيد على الساعة ونصف , ولكن الآن أصبحت التسهيلات ممتازة , وهذا يؤكد أن جواز السفر الموريتاني في ظل تقارب القيادة السياسية المصرية مع موريتانيا أصبح له امتيازات خاصة .
هناك مشكلة شائكة وهي تأييد حزب الإصلاح الموريتاني لجمهورية الصحراء العربية , وهذا يسبب مشكلة مع دول الجوار, نريد توضيح لذلك ؟
إذا أردنا أن نتكلم عن سياسة موريتانيا , فهي دولة ذات سيادة ولها الحق أن تمارس سيادتها على أرضها وتتخذ مواقفها الداعمة لدول الجوار وفقا لما تراه , ودائما كانت سياستها في الوسط في موضوع الصحراء العربية , وهناك دولتين في هذا الصراع وهما الجزائر والمغرب , وهم أشقاء عرب , وعندما يكون هناك اتفاق أممي بأن هذه المجموعة تستحق أن يكون لها حكم ذاتي فلا تستطع موريتانيا أن تقف أمام ذلك , وهناك قرارات داعمة وقرارات رافضة أيضاً .
ترى المغرب والجزائر بأن اقامة جمهورية الصحراء العربية يتعارض مع مصلحة الأمن القومي لهم, فلماذا قامت موريتانيا بدعم القرار؟ وهل هناك بُعد للأمن القومي الموريتاني بإقامة جمهورية الصحراء العربية ؟
لا أعتقد أن موريتانيا قامت بالموافقة الرسمية على ذلك, وإنما هو الموقف الداعم تماشياً مع رؤية المجتمع الدولي لذلك , وحسب الاتفاق فالموضوع يعود في المرتبة الأولى للمغرب والجزائر , وعندما يتفقا على إقامة جمهورية الصحراء العربية لا يهدد أمن المنطقة , سوف يتم الإعلان عن ذلك , وستكون موريتانيا داعمة لذلك , لأن وجود هذا الصراع يؤثر بالسلب على حركة التجارة بالمنطقة والتأثير على الوضع الاقتصادي بها .
منطقة الصحراء العربية موقع استراتيجي, يحدها المغرب والجزائر وإسبانيا وموريتانيا من الشمال, من وجهة نظرك من هو أكبر مستفيد من إقامتها وأكبر مستفيد من عدم إقامتها ؟
أنا بعرف شيئ واحد, وهو أن أي منطقة بها صراعات يوجد بها أطماع خارجية تستفيد من هذا الصراع , وبدون عدم الغوص في هذه الأمور , فالقضية لن تحل إلا عن طريق الحوار السياسي واستخدام السلاح ليس حلا لذلك , والحرب ليس بها منتصر ومهزوم " الكل خاسر" , والجلوس على طاولة المفاوضات سوف يقوض المسافة بين الأطراف المتنازعة على هذه المنطقة , والشعب الصحراوي له حرية الاختيار وتحديد مصيره , وله جذور ممتدة في المنطقة بشكل عام , ويجب الاتفاق على خارطة طريق تكون في صالح جميع الأطراف , وبقائها منطقة متوترة يستفيد منه الغرب .
الصراعات العربية أصبحت كثيرة , هل تؤيدين فكرة إنشاء جيش على موحد يقوم بحماية الأمن القومي العربي ؟
حزب الإصلاح من الأحزاب التي لها بعد قومي عربي وتؤيد الوحدة العربية بشكل عام , ونتفق مع الإخوة المصريين والإماراتيين في محاربة ما يسمى بالإسلام السياسي , الذي يضر باستقرار الكيان العربي , وكما قال الدكتور/ عمرو موسى : "عندما نقوم بترتيب البيت من الداخل سوف يكون من السهل علينا حمايته خارجاً " , وأنا أؤيد فكرة الوحدة العربية اقتصاديا وعسكرياً , وعندما تتحد وتتفق مصالها سوف تكون قوة لا يستهان بها .
في نفس السياق, هل تؤيدي فكرة تأسيس مجلس أمن عربي يقوم بحل النزاعات العربية وعدم السماح للتدخل الأجنبي في الشأن العربي ؟
هذه فكرة جميلة جداً وإذا أتيحت لي الفرصة سوف أقوم بطرحها في برنامجي , ولكنه مشروع حالم , وأعتقد أن هذا المجلس إذا تم تأسيسه سوف يقضي على جامعة الدول العربي , ولكني أؤيد تأسيسه تحت مظلة جامعة الدول العربية .
بما أنك في حزب الأغلبية بدولة عربية, هل توافقي على تخصيص نسبة 2% من الناتج القومي لكل دولة عربية لصالح الأمن القومي العربي ؟
ليس لدي مانع في أي شيئ عادل سواءً كان من خلال صناديق تنشأ تساعد في ذلك بهذا الشكل , بالعكس أنا أوافق على ذلك فوراً .
دعينا نتحدث عن فرص الاستثمار بين مصر وموريتانيا ؟
هناك البنى التحتية , والصحة , وجميع المشروعات الخدمية , وموريتانيا أرض صالحة للاستثمار لأنها منطقة واعدة في كل المجالات .