دفعت طموحات إيران البحرية إلى تطوير أسطولين بحريين منفصلين خلال العقدين الماضيين.

الأولى هي القوات البحرية التابعة للحرس الثوري والتي تعمل في الغالب في مضيق هرمز والخليج العربي وخليج عمان. هدفها الرئيسي هو حماية الأصول البحرية الإيرانية والبنية التحتية من الأعمال العسكرية التي تتخذها البحرية الأمريكية.

البحرية الإيرانية الثانية هي قواتها البحرية النظامية ، التي بدأت في بناء قوتها على مدى السنوات الخمس الماضية. وهي مصممة للعمل بعيدًا عن الشواطئ الإيرانية في عمليات الكوماندوز وجمع المعلومات الاستخبارية والحفاظ على حرية حركة السفن التجارية الإيرانية. ومن المفترض أيضًا أن تشكل خط الدفاع الأول ضد سفن البحرية الأمريكية.

البحرية النظامية ، التي تقاتل من أجل شرفها ومهامها تجاه البحرية التابعة للحرس الثوري (والتي تتمتع بميزانية كبيرة) ، بدأت في السنوات الأخيرة في تنفيذ مهام "مظاهرة الوجود" بعيدًا عن إيران ، بما في ذلك عرض إبحار إلى سوريا وإلى المحيط الأطلسي.

تعمل البحرية الإيرانية على تطوير مفهوم وضع نفسها كتهديد مباشر للولايات المتحدة ، من خلال الإشارة إلى أن الإجراءات ليست من جانب واحد: ليست الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القدرة على العمل ضد إيران ، ولكن أيضًا بالعكس ، وعلى أساس منتظم.

في هذا الإطار ، تخطط البحرية الإيرانية لتشغيل قاعدة دائمة في قناة بنما ، في الفناء الخلفي للولايات المتحدة. أعلن قائد البحرية الإيرانية ، الأدميرال شهرام إيراني ، الأسبوع الماضي أنه خلال العام المقبل ، من المتوقع أن تقوم البحرية برحلتها الأولى إلى المحيط الهادئ ، وأن ترسو في منطقة قناة بنما.

هذه ليست الخطوة الأولى التي اتخذتها البحرية الإيرانية في المنطقة. على مدى السنوات الثلاث الماضية أو نحو ذلك ، كانت تعمل في فنزويلا ، وتساعد نظام مادورو من خلال التزويد والنفط والمال والأسلحة. وهي تعمل أيضًا في نيكاراغوا والبرازيل وبوليفيا.

اكتسبت إيران قوة سياسية وعسكرية بفضل الدعم الصيني ومساعدة روسيا في الحرب على أوكرانيا. بالنظر إلى ذلك ، أصبحت طهران أكثر جرأة ، وتتصرف بقوة أكبر في المنطقة القريبة من الولايات المتحدة.

من جانبها ، لم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء لوقف إيران. لقد كان ينثر التهديدات من خلال وسائل الإعلام ، ولكن في الواقع - لا يفعل أي شيء.