يُعد التهاب الجيوب الأنفية مرض شائع لدى الكثير، ومع بداية فصل الصيف يُصبح أكثر إزعاجاً للمريض، حيث يمكن أن يؤثر على الأعمال والأنشطة اليومية للشخص المُصاب، ويعتبر علاج التهاب الجيوب الأنفية بسيط، ولكن على الجانب الآخر لابد من الاهتمام بالعلاج تجنباً للمضاعفات التي قد تنشأ نتيجة لتطور الالتهاب بها.

وفي هذا الإطار كان لنا لقاء مع “أ.د. توفيق عبد العاطي الخولي أستاذ الأنف والاذن والحنجرة بكلية الطب جامعة الأزهر”، وحديث متعمق حول التهاب الجيوب الأنفية وأنواعه ومضاعفاته وأهم طرق الوقاية منه، فلنبدأ معاً.

بدايةً نود أن نعرف ما هى الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويفٌ مملوءةٌ بالهواء بعظام الوجه، ويملك كل شخصٍ أربعة أزواجٍ من الجيوب الأنفيّة، كما تُبطَّن الجيوب الأنفية بغشاءٍ ينتج المخاط، عندما تكون الجيوب الأنفيّة بصحةٍ جيدةٍ يكون المخاط سائلًا رقيقًا ويتدفق بحريةٍ، لكن عندما تلتهب الجيوب الأنفيّة، يصبح المخاط سميكًا ولزجًا ولا يتدفق عبر الفتحات الصغيرة التي تؤدي إلى الأنف، فتتراكم السوائل في الجيوب الأنفية مسببةً ضغوطًا وألمًا.

كما يُمكننا القول بأن الجيوب الأنفية تُصنّف وفقًا لمكان وجودها بعظام الوجه إلى أربعة أنواع، النوع الأول هو “الجيوب الأنفيّة الفكية” وهى أكبر الجيوب الأنفية، حيث يقع الجيب الفكيّ العلويّ تحت العينين في عظم الفك العلويّ، وهناك النوع الثاني”الجيوب الأنفيّة الجبهيّة”، أما النوع الثالث فهو “الجيوب الأنفيّة الغرباليّة” والتى تقع بين العينين، والنوع الرابع والأخير هو “الجيوب الوتديّة”.

لاشك أن الجيوب الأنفية لها أهمية كبرى بجسم الإنسان، إذاً فما هى أهمية جيوب الأنفية ووظائفها؟

تؤدي الجيوب الأنفيّة العديد من الوظائف منها: الحفاظ على الهياكل الحساسة بالأنف وعزلها من تقلبات درجة الحرارة السريعة، وتستطيع أن تعمل كواقي ضد أى صدمات يمكن أن يتعرض لها الوجه، وتمتلك وظيفة دفاعية مناعية مهمة، أيضاً تعمل على ترطيب وتدفئة هواء الشهيق، خفض الوزن النسبي للجمجمة.

يُشكل التهاب الجيوب الأنفيّة عائقاً يمنع الجيوب الأنفية من أداء وظائفها، فماذا يعني التهاب الجيوب الأنفية؟ وما هى أسبابه؟

التهاب الجيوب الأنفية هو التهابٌ أو تورمٌ في الأنسجة المبطّنة للجيوب الأنفيّة، ففي الحالة الطبيعيّة تكون الجيوب الأنفية مملوءةً بالهواء، ولكن عندما تُسدّ تملئ بالسوائل فتنمو الجراثيم فيها وتُسبب التهابًا، بالإضافة إلى أن التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن يحدث نتيجةً للأسباب التالية:

1. تورمٌ داخل الأنف بسبب نزلات البرد.
2. انسداد أقنية تصريف الجيوب.
3. اختلافاتٌ بنيويّةٌ تؤدي إلى تضيق هذه الأقنية.
4. أورامٌ حميدةٌ في الأنف.
5. قصورٌ في الجهاز المناعيّ.

هل يمكن أن يتعرض الأطفال لالتهابات في الجيوب الأنفية؟

بالتأكيد نعم، هناك مجموعة من الأسباب والتي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الجيوب الانفية لدى الأطفال وهي:

1. الحساسيّة.
2. العدوة من الآخرين.
3. استخدام اللهايات.
4. تناول زجاجة الحليب أثناء الاستلقاء على الظهر.
5. التعرض لدخان السجائر.

من الأهمية التعرف على أعراض التهاب الجيوب الأنفية، لكى نُسرع بالعلاج المناسب، فما هى أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟

يوضح د.توفيق أنه عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفيّة يُمكن أن يُلاحظ المصاب بعض أو كل من الأعراض التالية:

الصداع.

ألمٌ في الوجه.

الضغط أو الألم في الجيوب الأنفية وفي الأذنين والأسنان.

1. حمى.
2. سيلانٌ أنفي.
3. الشعور بالتهاب الأنف.
4. التهاب الحلق.
5. السعال.
6. تورمٌ في الوجه أحيانًا.

ما هى أنواع التهاب الجيوب الأنفيّة؟ وكيف تؤثر على مُصاب جيوب الانفيه ؟

هناك نوعين لالتهاب الجيوب الأنفية، أولهما: التهاب الجيوب الأنفيّة الحاد:

والذي يحدث نتيجة مُهاجمة الفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات تجويف الجيوب الانفية، مسببةً المزيد من المخاط واحتقان بالأنف وألم في الخدين أو الجبهة أو حول العينين وصداع.

أما ثانيهما: التهاب الجيوب الأنفية المزمن:

ويُعد عمليةٌ مستمرةٌ من التهاب الجيوب الأنفية، ويمكن أن ينتج عن حمى الكلأ، وتؤدي بعض مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح والغبار ووبر الحيوانات الأليفة إلى ردات فعلٍ دفاعيةٍ في الأنف والجيوب الأنفيّة، وتسبب المخاط وتهيج في الأنف وعطاس وحكة.

ما هى مضاعفات التهابات الجيوب الأنفية؟

هناك عدة مضاعفات نادرة وغير شائعة وتعتبر خطيرة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، وقد تتضمن ما يلي:

مشاكل الإبصار: في حالة إذا انتشار التهاب الجيوب الأنفية ووصوله إلى مقلة العين، قد يسبب انخفاض الرؤية أو احتمال الإصابة بالعمى.
حالات العدوى: حيث أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن قد يصابون بالتهاب الأغشية والسائل المحيطين بالمخ والحبل النخاعي (التهاب السحايا)، التهاب في العظام، أو عدوى جلدية خطيرة ولكنها غير شائعة.

حفاظاً على سلامتنا متى ينبغي للشخص المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية زيارة الطبيب؟

ننصح بزيارة الطبيب إذا أُصيب الشخص بالتهاب الجيوب الأنفية عدة مرات، والحالة لا تستجيب للعلاج أو كانت لديه أعراض التهاب جيوب أنفية استمرَّتْ لأكثر من 10 أيام.

بينما هناك بعض العلامات أو الأعراض التي تلزم زيارة الطبيب على وجه السرعة، لأنها يمكن أن تُشير إلى وجود عدوى خطيرة، وهى:

1. الحُمّى .
2. تورُّم أو احمرار حول العين.
3. الصداع الشديد.
4. تورُّم الجبين.
5. التشوُّش.
6. ازدواجية أو تغيُّرات أخرى بالرؤية.

ما هى العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية؟

يوجد العديد من العوامل التي يُمكن أن تزيد من احتمالية خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، لذلك يجب على الشخص أن ينتبه في حالة التعرض لما يلي:

1. انحراف الحاجز الأنفي.
2. السلائل الأنفية.
3. الربو.
4. الحساسية للأسبرين.
5. عدوى الأسنان.
6. عدوى فطرية.
7. الأورام.
8. الإصابة بحُمَّى الكلأ أو نوع آخر من الحساسية.
9. التعرض الدائم للملوثات مثل تدخين السجائر.
10. اضطراب في الجهاز المناعي مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو التليف الكيسي.

وختاماً ما هى أهم طرق الوقاية التي ينصح بها أ.د.توفيق قُرائنا لتجنب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟

وهُنا يُقدم لنا د.توفيق أهم النصائح قائلاً: من الجدير بالذكر أنه يمكن أن نقي أنفسنا من التهاب الجيوب الأنفية من خلال عدة خطوات مهمة، ألا وهى:

تجنب عدوى التهاب الجهاز التنفسي العلوي، بحيث نبتعد عن مخالطة الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو المصابين بعدوى أخرى، أيضاً الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين جيداً قبل تناول الوجبات.

التحكُّم في أنواع الحساسية، وذلك من خلال استشارة الطبيب حفاظاً على الوضع الصحي، وعدم التعرُّض للأشياءِ التي تتسبب في حدوث الحساسية قدر الإمكان.

تجنّب التعرض إلى دخان السجائر والهواء الملوث، حيث ينتج عنهما تهييج رئتيكَ والممراتِ الأنفية وإحداث التهاب.
استخدِم جهازًا مُرطِّبًا للجَو، إذا كان الهواءُ في منزلكَ جافًّا، فقد يساعد إضافةُ الرطوبةِ للهواءِ على منعِ التهابِ الجيوبِ الأنفية، مع التأكد من نظافة المرطب وخلوّه من الفطريات بالتنظيف المنتظم الشامل.

وفي نهاية لقائنا نشكر الأستاذ الدكتور توفيق الخولي على هذه المعلومات القيمة والشاملة حول التهاب الجيوب الأنفية، وندعوك عزيزي القارئ للاهتمام بالعادات الصحية السليمة لكى تنعم بصحة أفضل وحياة سعيدة، وتذكر دائماً أن الصحة تاج فوق رؤس الأصحاء، ولايوجد أثمن منها.