في يوم الأحد الموافق 16 يوليو 2023، سيحدث تعامد الشمس "التسامت" الثاني والأخير هذا العام على الكعبة المشرفة في سماء مكة المكرمة.

ووفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الفلكية في جدة، سيحدث هذا التعامد مع عودة الشمس "ظاهريًا" من مدار السرطان جنوبًا إلى خط الاستواء، وسيتوسط خط الزوال، ويصل ارتفاع الشمس إلى حوالي 90 درجة وذلك حين يدق ناقوس أذان الظهر في المسجد الحرام.

وسيحدث هذا التعامد في تمام الساعة 12:26:44 ظهرًا بالتوقيت المحلي (9:26:44 صباحًا بتوقيت جرينتش)، وسيتسبب في اختفاء ظل الكعبة المشرفة.

ويعود سبب حدوث تعامد الشمس على الكعبة المشرفة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية تبلغ 23.5 درجة، ومن ثم ينتقل الشمس "ظاهريًا" بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا، وذلك أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.

ويشهد هذا الحدث مرتين في السنة في جميع المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوبًا، ولكن يحدث في أوقات مختلفة تعتمد على خط العرض لتلك المنطقة، ويتميز بشكل خاص المناطق المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.

يستخدم تعامد الشمس على الكعبة المشرفة في تحديد الاتجاه نحو القبلة، وخاصة في المناطق البعيدة عن مكة المكرمة في الدول العربية والإسلامية، وفي جميع المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.

ويمكن لأي شخص استخدام قطعة من أي نوع تثبت بشكل عمودي ومراقبة ظلها لحظة التعامد، ومن خلال ذلك يمكن تحديد الاتجاه نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية المستخدمة في الهواتف الذكية.

ويتم أيضًا استخدام تعامد الشمس في حساب محيط الكرة الأرضية بطرق غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وتدل هذه الظاهرة على كروية الأرض.

يشار إلى أن تعامد الشمس الأول حدث في هذا العام حدث خلال حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو، وسيحدث مرة أخرى في مايو من العام المقبل 2024.

في المجمل، تعد تلك الظاهرة الفلكية من أهم الأحداث التي تشهدها مكة المكرمة، حيث تُستخدم في تحديد الاتجاه نحو القبلة وحساب محيط الكرة الأرضية بطرق غير رقمية.