مقالات
خربشات نثرية في عالم الرجولة الوهمية
باريس/ بقلم: الدكتورة نسرين عبودفي ليلةٍ ليلاء نبهها شعورها لحدوث..
أمرٍ ما ... ظلمٍ ما ... خيانةٍ ما .!
فكَّرتْ برهةً وشرد تفكيرُها لثوانٍ وساعات
قالت: هو رجل والرجل قلما من لم يخن أو حتى يفكر بالخيانة
تساءلت في نفسها: جلدت نفسها لسنين وسنين في عادات وتقاليد بالية، في طاعة الزوج وفي العطاء بلا حدود، في التغاضي والتغاضي، بحجة أن أي رجل مرجوعه لداره لقرب زوجته.
ولكن هي غير مقتنعة الآن بكل هذه الترهات الكاذبة الساذجة التي ضحكوا فيها على عقولنا في زمنٍ مهترء متعفن بقيمٍ واهية عاتية افتراضية.
أهذا هو الرجل الذي لطالما حلمتُ به عندما تخيلتُ فارسَ أحلامي ؟
رجلاً يحمل كل معاني الرجولة وليس كل معاني الخساسة .!
رجلٌ شرقيُ لا ينظر فقط للمرأة على أنها مجرد مادة .. سلعة أو إناء لإفراغ شهواته الحيوانية التي ورثها من مجتمع رث يحمل جميع المتناقضات في آنٍ معا..!
مجتمع يحرم كل شيء على المرأة .. حتى قضية الميراث غير مسموح بالنقاش بها بحجة الشرع .
عن أي شرع تتحدثون؟ وعن أي دينٍ رث عفن تتظاهرون وتتبجحون، إذا الدين سمح لكم بأربعة وبما ملكت لكم أيمانكم ؟
رجلُ في الصبح عبادة .. وفي رمضان صيام .. وفي لياليه الافتراضية والواقعية يصبح كازانوفا، متخلياً عن كل مورثاته البيئية والاجتماعية الهرمة، مقابل ماذا ؟
مقابل أن يفرغ شحناته الذكورية، في إمراةٍ تبيع جسدها مقابل المال، ومن ثم يأتي هذا الرجل العفن والأحمق ليتحدث وينظر عليك بالحلال والحرام .
هل نظرت لنفسك قبل التنظير على الآخرين ؟
هل رأيت نفسك كم أنك إنسانُ وضيع وضعيف تخلى عن كلِ معالم رجولته الوهمية مقابل بضع دقائق يقضيها في حضن بنات الهوى ؟
لقد انحططت أيها الشبه رجل .. نصف رجل إلى مصاف المخنثين والمعطوبين عقلياً.
ها أنا ذا بعد اليوم سأنام قريرة العين ولن اندم على أي شيء .. فقط على عمري .. على زهرة شبابي . على إخلاصي ووفائي .
لأنني كنت تلك الأنثى الوفية الصادقة المخلصة في زمنٍ ندر فيه الوفاء وقلت فيه معالم الرجولة والفروسية.
لن أعش بعد اليوم لا تحت جلبابه ولا جلباب أي رجل
سأكرث حياتي فقط لنفسي لقيمي لولدي .. بعيداً عن أي كلام معسول .. أو كلام منقول وأفعال شبه إنسانية، لا.. بل كارثية مثيرة للغثيان وبالبرهان سيشير إليها في يومٍ ما بأصابع البنان .. يا أيها الشبه إنسان !
وكما يقول بيت الشعر:
إذا أنتَ أكرمت الكريم ملكته .:. وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمرد
واقتبس هذا الأبيات لأبي نواس وكم هي معبرة في زمن ضاعت فيه كل قيم الرجولة وشيم الكرام :
دع عنك لومي فإنّ الّلوْم إغرَاءُ .:. وداوني بالتي كانت هي الداءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة .:. حفِظْتَ شَيئًا وغابَتْ عنك أشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأَ .:. حَرجًا فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ