الأسمنت كويس.. «سلامتك لا تهمنا »

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
”اتحاد القبائل” ينظم فاعلية كبرى لتعزيز الوحدة الوطنية وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات ”سكن لكل المصريين” بعددٍ من المدن الجديدة وزير الصحة يؤكد اهتمام الدولة بتنشيط السياحة العلاجية رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد توقيع بروتوكول بين الهيئة وشركة ”إنجيج كونسلتينج” للاستشارات وزير الخارجية يلتقي عددا من السياسيين وممثلي المجتمع المدني السوداني خلال زيارته لبورسودان مصرع شخص وإصابة أخرين أثر سقوط سقف مسجد تحت الإنشاء وزير الدولة للإنتاج الحربي يتفقد (مصنع 99 الحربي) لدعم الإنتاج العسكري التلفزيون السوري: انفجار سيارة جراء عدوان إسرائيلي على طريق مطار دمشق الدولي وزير خارجية مالي: نرغب في الاستفادة من خبرات معهد الدراسات الدبلوماسية لنقل التجربة المصرية لباماكو الإفتاء: الرقية بالقرآن الكريم جائزة من كل مرض وزير الإسكان يتفقد مصنع المحركات بالهيئة العربية للتصنيع ”الإسكان”: استكمال حملات إزالة الإشغالات وغلق الأنشطة المخالفة بمدن السادات و15 مايو والعاشر من رمضان

مقالات

الأسمنت كويس.. «سلامتك لا تهمنا »

الكاتب الصحفي علي زرزور
الكاتب الصحفي علي زرزور

هل وصل بنا الحال أن نهتم بالحجر قبل البشر؟ أن يكون إنقاد حياة الإنسان والاهتمام بسلامته ليس من أولوياتنا؟ أن تكون الكتل الأسمنتية وأعمدة الطرق أهم من حياة البشر؟

كانت الدهشة والاستغراب تعترينى وأنا أستمع إلى مهندس جيولوجى صديقي وهو يحكي عن تعرض إحدى بناته إلى حادث اصتدام بسيارتها وهى خريجة صيدلة، فاتصلت بوالدها لتخبرة، فطالبها بالإتصال بالنجدة وهو فى طريقة إليها، فقامت الإبنه بتنفيد طلب والدها واتصلت بالنجدة، سألها متلقى البلاغ "الأسمنت كويس؟" أكثر من مرة وهو يتلقى بلاغها، فلم تفهم عما يتحدث فعاودت الاتصال بوالدها بابا هو فين الأسمنت اللى فى العربية؟ بتاع النجدة بيسألنى هو الأسمنت كويس، أخبرها والدها أن الأسمنت الذي يسأل عنه متلقى البلاغ أسمنت الطريق، أى الكتل الأسمنتية التى تحدد جانب الطريق أو فى منتصفه، كتل من الأسمنت لم أراها إلا فى مصر فقط، فسألت والدها ويعمل طيب، هو بيسأل عليه ليه ؟ فأجابها علشان لو كسرتى الأسمنت هتدفعى غرامة أو تتحبسى، صرخت فى وجهه، إنت بتسلمنى ياحج طيب ليه قلت لى اتصلي؟ على العموم ربنا ستر العربية هى اللى انكسرت والاسمنت كويس إدفع بقى يا حج وصلح العربية فأجاب والدها فداكى 100 عربية سلامتك أهم .

الحكاية الثانية، شاب خريج علوم يعمل مندوب مبيعات بشركة أدوية من صعيد مصر، فى طريق عودته من القاهرة وبالتحديد أمام محافظة المنيا على الطريق الصحراوي الشرقي الجديد أو ما يسمى بطريق الجيش، انفجر اطار السيارة الأمامى فأدى لاصتدام السيارة بجانب الطريق وانقلابها، وتم إبلاغ النجدة وعند وصولها قامت بتغريم صاحب السيارة غرامة لكسرة الأسمنت، الغرامة قبل أن يتأكد من سلامة الراكب وسيارته، حتى وإن كان القانون يفرض ذلك فإن الإنسانية والبشرية والأديان والعرف والتقاليد والرجولة تقتضى أن نهتم بالبشر وسلامتهم وحياتهم قبل "الحجر"، قبل أن نسأل عن الأسمنت، إسأل على السلامة قديماً كانت تحت عبارة ( هدى السرعة سلامتك تهمنا ) الآن أصبحت هدى السرعة سلامة الأسمنت تهمنا، بالرغم من أن المسافر على تلك الطرق يدفع ضريبة عند ترخيص سيارته تسمى بضريبة تسيير، وكارتة لاستخدام الطريق ووثقية تأمين إجباري .

كل هذه الضرائب والرسوم من المفترض أنها تغطى تلك الحوادث بل من المفترض أن يعوض تأمينياً من يتعرض لحادث، خصوصاً أنها ليست بإرادته، فلا يوجد عاقل يخاطر بحياته ويصدم بالطريق أو بعمود على جانب الطريق طواعية، دائما ما نشاهد فى الأفلام الأجنبية عندما يتعرض أحد لأى مشكلة ويقوم بطلب الطوارئ فإن متلقى البلاغ يطمئنه أولا ويطالبه بالهدوء وإبقاء الخط مفتوحاً إن أمكن وأن النجدة فى الطريق اليه، وأن يحافظ على سلامته باللجوء إلى مكان آمن لحين وصول النجدة.

فى بلادنا تظل تصف لمتلقى بلاغك كيف يصل إليك، وفى كل مرة تعاود الاتصال وفى النهاية قد لا يصل إلا بعد انتهاء الحالة الطارئة ومشهد سماع سرينة سيارة الشرطة فى الأفلام العربية فى نهاية الفيلم قد يكون تجسيد للواقع الآن .