منوعات
شعراء نصر أكتوبر ”كلام من دهب”
أسماء عبداللهيحتفل الشعب المصرى بمرور 50 عاماً على ذكرى نصر أكتوبر العظيم عام 1973، وهو يوم العزة والكرامة لجميع المصريين، وفى كل ذكرى للنصر نستعيد أمجاد الجنود الخفية من الشعراء والملحنين الذين ساهموا فى تخليد أعمالهم وكلماتهم السحرية الوطنية التي (دغدغة) مشاعر الملايين، ومازالت تدغدغ قلوب المستمعين علي مر الزمان وعبر مختلف الأجيال، أغاني حماسية حُفرت داخل الوجدان واستمرت حتي الآن رمز من رموز الأحتفال بكلمات تقشعر لها الأبدان وألحان تحيي بداخلك ما مضى، بينما كانت البندقية تستخدم للدفاع عن أراضينا واستردادها من المغتصب المستبد، كان الشاعر هو القلم الذى عبر عن مشاعرنا وما يدور فى أعماق نفوسنا، فرددنا حروفه وكأننا كتبناها بأرواحنا.
لذلك نقدم لكم بعض الشعراء والملحنين الذين ذهبوا ولكن أعمالهم مازالت تشعل قلوبنا:
الشاعر محسن الخياط
_ الشاعر محسن الخياط التى لاتزال كلماته باقية وترددها الملايين فى الوطن العربى من مشرقه إلى مغربه دون أن تعرف مؤلفها أو كاتبها، نسج الخياط مجموعة من كلمات أشهر أغنيات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الوطنية مثل: "سكت الكلام والبندقية اتكلمت"، ولحن الكلمات الموسيقار بليغ حمدى وغناها عبدالحليم حافظ أثناء معارك الاستنزاف وعندما اندلعت المعارك يوم 6 أكتوبر 1973 لتحرير سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى بدأت الأغنيات الوطنية تدعم كفاح مصر حتى تحقق النصر العظيم، وأغنية "لفى البلاد يا صبية بلد بلد"، ذهب الخياط إلى منزل عبدالحليم حافظ فوجده نائماً فانتظر حتى استيقظ وأسمعه الكلمات فأعجب بها، وعلى الفور اتصل عبدالحليم حافظ بالإذاعى وجدى الحكيم مسئول إنتاج الأغانى وقال له: أرجو استخراج تصريح دخول للإذاعة للشاعر محسن الخياط لأننى سوف أحضر لتسجيل أغنية، ولحن محمد الموجى الكلمات وغنى عبدالحليم (لفى البلاد يا صبية بارك الولاد يا صبية ولد، ولد).
الشاعر عبد الرحيم منصور
_الشاعر عبد الرحيم منصور الذي امتلك موهبة مميزة بكتابة الشعر العامي القريب من الناس، واستخدم مرادفات الشعب المصري في أغنياته، ما جعل أغنياته تحقق نجاحا كبيرا.
ساهم فى الغناء الوطنى بأغنيات عظيمة،: «ظل يكتب طوال فترة حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973، كانت غنائياته المميزة فى (عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة..باسمك يا بلادى تشتد العزيمة) لشادية، وأغنية (وأنا على الربابة بغنى ما املكش غير انى اغني واقول تعيشي يامصر) لوردة، وغنى عبدالحليم حافظ له (قومى عليكى السلام يا أرض أجدادى) وغنت المجموعة (بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله .. بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله) لحن بليغ حمدى التى وثقت عبور الجيش المصرى فى أكتوبر 1973.
الشاعرة نبيلة قنديل
_الشاعرة نبيلة قنديل هي أولى شاعرات الأغنية في تاريخ مصر، التي لمست كلماتها وجدان عامة المستمعين بكل يسر وانسجام وذلك السبب الرئيسي الذي جعلها أيقونة الشعر بوقت ضئيل، ما يميزها عن غيرها تلك البساطة والسهولة في التقاط الموضوعات وانتقاء الكلمات المعبرة في لحظات أو مناسبات معينة.
صعدت نبيلة قنديل إلي سماء المجد بأغانيها الوطنية التي ابكت الكثيرين أثناء أجواء الحروب التي مرت بها مصر، منها أغنية "رايات النصر"، وقتها كانت نبيل في شهر رمضان تعد السحور بيد، وباليد الأخرى تكتب كلمات الأغنية مرات عديدة، فجاءت بأغنية "رايحين شايلين في إيدنا سلاح"، الأغنية التي طلبها يوسف شاهين لفيلمه العصفور، وجاءت عبقريتها كونها تحمل النصر قبل حدوثه بالفعل في حرب أكتوبر 1973.
فى نفس الفترة أبدعت نبيلة قنديل بأعظم أغانيها، التي مازالت تتردد بأذهان الجميع "أم البطل"، الأغنية الوحيدة التي ترثي فيها أم لابنها الشهيد، ولأن كلماتها دائماً تخرج من القلب، جاءت تلك الأغنية بذلك الشكل أيضًا، وذات يوم كانت نبيلة تحضر عزاء ابن صديقتها المقربة شريفة فاضل الذي استشهد خلال فترة الحرب، وقتها تأثرت نبيلة بحزن النجمة المصرية وحُرقتها على فقدان نجلها، والتي لم يكن على لسانها سوى كلمة واحدة "ابني حبيبي".
طلبت المطربة شريفة فاضل بعد 3 أشهر من صديقتها، الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأن حينها معظم الأغنيات كانت تغنى للمقاتلين، سألتها نبيلة: هل أكتبها عن أم شهيد؟ اجابتها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا.
دخلت نبيلة غرفة ابن صديقتها الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، التى أعربت شريفة فاضل عن حزنها أثناء استماعها لها، قائلة: هزتنى بشدة، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطرة: "بيضربوا بيك المثل"، رأيتها غير مناسبة، لكنها تمسكت بها، كان زوجها، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية، وفى اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب "بابا شارو"، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الاستديو.
الشاعر محمد حمزة
_الشاعر محمد حمزة لم يكن شاعرًا غنائيًا فقط بل عمل صحفيًا وناقدًا فى روز اليوسف وصباح الخير وكتب شعر الفصحى فى بداياته حتى أنه أصدر ديوان شعر فصحى عام 1970 وطبع منه 3 آلاف نسخة لكنه تحول بعد ذلك إلى العامية التي وجد نفسه فى كتاباتها وأبدع فيها.
وكتب أغنية يا حبيبتي يا مصر (يابلادى يا احلى البلاد يا بلادى فداكى انا والولاد يا بلادى بلادى يا حبيبتى يا مصر يا مصر) لشادية، لحن العظيم بليغ حمدي.