عندما يتحدث المواطن الأسيوطي عن رؤساء الأحياء والمدن في المحافظة يشعر بطعنة في قلبه .. فللأسف يعاني المواطن من تجاهل مستمر وإهمال من قبل رؤساء الأحياء والمدن مما يؤثر سلبا على حياتهم اليومية.

ومن أهم القضايا التي تواجه المواطن الأسيوطي هي سوء إدارة الرؤساء لشؤون الحياة اليومية بدءًا من النظافة والصرف الصحي وانتهاءً بالتجارة العشوائية وانعدام الرقابة على الأسواق .. يعاني المواطنين من طوابير القمامة التي تكون متراكمة في الشوارع مما يؤثر على صحتهم ويعرضهم للأمراض.

وأظهرت نتائج ساتطلاع رأي، وجود استياء من بعض المواطنين تجاه بعض رؤساء الأحياء والمدن، وفي المقابل قدم المواطنون الإشادة والتقدير لجهود بعض رؤساء الأحياء الآخرين في المحافظة وتحديدًا رئيس مركز ومدينة ديروط ورئيس مركز ومدينة القوصية ورئيس مركز ومدينة صدفا.

وفي ضوء استطلاع رأي، بين بعض مواطني أسيوط حول أداء رؤساء الأحياء والمدن بالمحافظة طرأت نتائج مؤلمة وصادمة تشير إلى أن رؤساء الأحياء والمدن بأسيوط صارا نكبة على قلب مصر بغدرهم.

الأداء السلبي لرؤساء الأحياء والمدن من أبرز المشكلات

يُعتبر الأداء السلبي لرؤساء الأحياء والمدن من أبرز المشكلات التي تواجه المحافظة وتؤثر سلبًا على حياة المواطنين وتقدم المدينة بشكل عام، وفي هذا الاستطلاع الذى شارك فيه 2785 مواطناً "76.7% من الذكور 23.3% من الإناث" من المقيمين في جميع أحياء ومدن محافظة أسيوط عبروا عن استيائهم وخيبة أملهم تجاه أداء رؤساء الوحدات المحلية الحاليين.

وأوضحت نتائج الاستطلاع، أن نسبة 28% من المواطنين أكدوا أنهم راضون عن الخدمة المقدمة لهم من قبل موظفي الوحدات المحلية، فيما أشار 39.1% من المواطنين بأنهم راضون إلى حد ما عن طريقة تعامل موظفي الوحدات المحلية معهم، بينما أفاد 32.9% من المواطنين أنهم غير راضين عن الخدمة المقدمة موظفي الوحدات المحلية معهم.

تعد الأحياء والمدن بمحافظة أسيوط من الأماكن التي تواجه تحديات عديدة بدءًا من مشكلات "النظافة وصيانة البنية التحتية وانتشار الجريمة" وغيرها من القضايا الاجتماعية والبيئية التي تؤثر سلبًا على مستوى المعيشة، ولكن يبدو أن رؤساء الأحياء والمدن في أسيوط لا يقومون بدورهم بالشكل اللازم لمعالجة هذه التحديات وتحقيق تطلعات المجتمع.

المواطنين غير راضين عن خدمة تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات

وبين الاستطلاع فيما يتعلق بخدمة تنظيف الشوارع وإزالة النفايات، فمن وجهة نظر المواطنين الذين شملهم الاستطلاع أكد 32.6% من المواطنين رضاهم عن هذه الخدمة، كما أفاد 34.2% من المواطنين بأنهم رضاهم إلى حد ما، مع خدمة تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات من الشوارع في حين أفاد 33.2% من المواطنين أنهم غير راضين عن خدمة تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات التي تقدمها محليات محافظة أسيوط.

كما توصل الاستطلاع إلى أن 34.8% من المواطنين أكدوا رضاهم عن خدمة تفريغ صناديق القمامة بشكل منتظم وأكد 35% من المواطنين أنهم راضون إلى حد ما عن خدمة تفريغ صناديق القمامة بشكل منتظم .. وفي المقابل تبين أن 30.2% من المواطنين غير راضين عن خدمة تفريغ حاويات القمامة العادية.

وفيما يتعلق بخدمة توفير حاويات القمامة بالقرب من منازل المواطنين الذين شملهم الاستطلاع أفاد 50.3% من المواطنين أنهم غير راضين عن هذه الخدمة في حين أفاد 26% من المواطنين أنهم راضون عن خدمة توفير حاويات القمامة قريبة من منازلهم تبين أن 23.6% من المواطنين راضون إلى حد ما عن خدمة توفير حاويات القمامة بالقرب من منازلهم

وفيما يتعلق بخدمة مكافحة البعوض والقوارض أفاد 68.5% من المواطنين أنهم غير راضين عن الخدمة التي تقدمها المحليات في مكافحة البعوض والقوارض بينما أفاد 11.3% من المواطنين أنهم راضون عن خدمة مكافحة البعوض والقوارض و20.1% من المواطنين غير راضين لحد ما عن الخدمة المقدمة لهم

وفيما يتعلق بخدمة المراقبة للأسواق والمنتجات الغذائية أفاد 42.5% من المواطنين أنهم غير راضين عن هذه الخدمة في حين أفاد 21.1% من المواطنين بأنهم راضون كما تبين أن 36.4% من المواطنين أفادوا بأنهم راضون إلى حد ما عن هذه الخدمة

وفيما يتعلق بخدمة القضاء على تعديات الشوارع وتنظيمها بأحياء ومدن محافظة أسيوط أكد 41.7% من المواطنين أنهم غير راضين عن هذه الخدمة وأن المحليات مهملة في هذا الشأن بينما أفاد 20.3% أنهم غير راضين عن المحليات في تقديم خدمة إزالة وتنظيم مخالفات الشوارع أفاد ذلك 20.3% من المواطنين أنهم راضون إلى حد ما عن خدمة إزالة وتنظيم مخالفات الشوارع والشوارع

وفيما يتعلق بخدمة صيانة وتجميل شوارع المدينة أفاد 45.7% من المواطنين أنهم غير راضين عن خدمة صيانة وتجميل الشوارع في حين أفاد 17.7% من المواطنين أنهم راضون عن هذه الخدمة وأبلغ 36.6% من المواطنين أنهم راضون إلى حد ما عن خدمة تجميل وصيانة الشوارع

كما توصل الاستطلاع إلى أن 46.3% من المواطنين قالوا إنهم غير راضين عن خدمة صيانة شبكات صرف الأمطار والصرف الصحي من قبل الوحدات المحلية في حين أفاد 20% من المواطنين أنهم راضون عن هذه الخدمة و33.7% من المواطنين راضون إلى حد ما عن هذه الخدمة

وفيما يتعلق بخدمة توفير وتوصيل المياه لمنازل المواطنين أفاد 42.2% من المواطنين أنهم غير راضين عن خدمة توفير وتوصيل المياه بينما أفاد 22.8% من المواطنين أنهم راضون على الوحدات المحلية في تقديمهم خدمة المياه وتوصيلها للمواطنين.

تعكس نتائج هذا الاستطلاع الرأي الشامل للمواطنين الذين يعيشون في هذه المناطق ويتفاعلون بشكل مباشر مع أداء رؤساء الأحياء والمدن وعلى الرغم من وجود استياء من رؤساء الأحياء والمدن "حي شرق أسيوط وحي غرب أسيوط ومجلس مركز ومدينة ساحل سليم" إلا أنه من الملفت للانتباه أن هناك ثلاثة رؤساء وقعوا في محبة المواطنين بفضل الجهود المبذولة في تحسين الخدمات الأساسية وتنمية المنطقة تحت إشرافهم

من الواضح أن رؤساء المراكز والأحياء لديهم دور حاسم في رفع مستوى الحياة في المناطق التي يتولونها وتحقيق تطلعات المواطنين فيما يتعلق بالتنمية وتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل. وبالتالي ينبغي على الجهات ذات العلاقة أن تأخذ بعين الاعتبار نتائج هذا الاستطلاع لتوجيه الجهود المستقبلية لرؤساء الأحياء والمدن لتلبية احتياجات المواطنين وتعزيز جودة الحياة في محافظة أسيوط بشكل عام

حيث تناول هذا الاستطلاع رأي المواطنين في أداء رؤساء الأحياء والمدن في محافظة أسيوط حيث يبدي المواطنون استياءهم من بعض رؤساء الأحياء والمدن بينما يشيدون بجهود بعض الرؤساء الآخرين

استياء المواطنين من بعض رؤساء الأحياء والمدن

فيما يتعلق بالاستياء فقد عبر المواطنون عن عدم الرضا عن رئيس حي شرق أسيوط بسبب الأداء الضعيف وعدم وجود تحسن في الخدمات المقدمة للمواطنين في تلك المنطقة. كما يعبرون عن عدم الرضا أيضًا عن رئيس حي غرب أسيوط حيث يشتكون من تراجع الخدمات العامة في المنطقة وعدم استجابته لاحتياجات المواطنين

بالنسبة إلى رئيس مجلس مركز ومدينة ساحل سليم فإن المواطنين يعبرون عن إحباطهم وغضبهم بسبب الفساد الإداري وانعدام الشفافية في العمل والقرارات التي يتخذها مما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في هذه المدينة

اشادة المواطنين من بعض رؤساء المدن

على الجانب الآخر يشيد المواطنون بجهود رؤساء مركز ومدينة أخرى في المحافظة حيث يثنون على رئيس مركز ومدينة ديروط لتحقيقه العديد من المشروعات الرائعة في المركز وتطوير البنية التحتية والخدمات العامة. كما يذكرون برئيس مركز ومدينة القوصية ورئيس مركز ومدينة صدفا حيث يعتبرونهما قدوة في العمل الإداري والتنموي حيث يولون اهتمامًا كبيرًا لتحسين الخدمات والبنية التحتية وتطوير الحياة في تلك المناطق

بالنظر إلى جميع التعليقات والأراء التي أبداها المواطنون يتضح أن هناك حاجة ملحة إلى تحسين أداء بعض رؤساء الأحياء والمدن في محافظة أسيوط وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين. يجب أن يعمل الرؤساء على تحقيق شفافية أكبر ومكافحة الفساد الإداري والعمل بجد لتحسين الخدمات العامة وتلبية احتياجات المجتمع، هذه هي الخطوات التي يجب أن تتخذها السلطات المحلية لتحسين الحياة في المنطقة.

أيضًا يشهد المواطنون عدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية في حلقة الاتصال مع رؤساء الأحياء والمدن حيث يعانون من طول الأمد الذي يستغرقه الرد على الشكاوى والمشاكل التي يواجهونها في حياتهم اليومية. هذا يثير الاحباط والاستياء لدى المواطنون الأسيوطيين الذين يشعرون بأنهم غير محل اهتمام السلطات

من الضروري أن يكون لدى رؤساء الأحياء والمدن في محافظة أسيوط رؤية واضحة وخطط عمل فعالة لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. يجب عليهم أن يعملوا على تحسين البنية التحتية للمحافظة وتقديم خدمات التعليم والصحة والنقل بشكل أفضل

علاوة على ذلك يجب تشجيع المشاركة المجتمعية والتواصل الفعال مع المواطنين. يجب أن يقوم رؤساء الأحياء والمدن بتوفير منصات للحوار والاستماع إلى مشاكل المواطنين وتقديم الحلول المناسبة، ينبغي أن يكون لدى المواطنين الأسيوطيين الثقة في قدرة رؤساء الأحياء والمدن على تنفيذ الإصلاحات اللازمة وتحقيق تحسينات حقيقية في حياتهم

ينبغي أن تكون هناك مبادرات حقيقية لتحقيق التقدم في محافظة أسيوط. الخطط وحدها لن تكون كافية لتحقيق التنمية اللازمة.. يجب على الجميع أن يتشاركوا التحدي ويعملوا بجد لتنظيف المحليات في المحافظة وإعادة هيكلتها بطريقة تتيح الفرص الاقتصادية وتعزز التطور الحضري.

تعد المحليات في أسيوط عقبة كبيرة تقف أمام تطوير المحافظة. فهي تعمل كألغام مميتة تؤثر سلبًا على أي جهود لتعزيز التقدم الاقتصادي والتنمية الشاملة. لذلك يجب أن تركز الحكومة على التخلص من هذه الألغام وتطهير المحافظة

من الضروري أن تتخذ الحكومة القرارات الصارمة والتدابير اللازمة لمكافحة الفساد في المحليات وإعادة بناء هياكلها وتعزيز التوجه نحو الشفافية والمساءلة، يجب أن يتم تطبيق سياسات جديدة وتعزيز ثقافة التطهير في المحافظة مع توفير الدعم المالي والتقني اللازم للشباب المبتكر والرياديين، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تركز الجهود على تطوير التعليم والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل اللائقة للشباب،وبالاستثمار في الشباب وتمكينهم يمكن تحقيق نقلة نوعية في محافظة أسيوط وزيادة فرص النجاح والازدهار

وفي ضوء هذه النتائج يجب أن تأخذ الحكومة والمسؤولين في المحافظة على وجه الخصوص بدق جرس الإنذار وتفعيل الإصلاحات اللازمة لحل هذه الأزمة، فمن المهم تدريب وتوجيه رؤساء الأحياء والمدن وتحسين قدراتهم الإدارية والرقابية للتأكد من أنهم يتمتعون بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المختلفة

كما يجب أن يتم التشديد على ضرورة الشفافية والمساءلة في عمل الرؤساء ويجب عليهم الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقانونية والعمل على تحقيق مصلحة المجتمع بأكمله وذلك من خلال تحقيق تواصل أفضل مع المواطنين واستجابة فعالة لمطالبهم.

وفي النهاية لن تتحقق الأماني والخطط التنموية في أسيوط إلا إذا تم التصدي للتحديات التي تتجلى في المحليات ويجب أن يعمل رؤساء الأحياء والمدن في المحافظة على استعادة ثقة المواطنين من خلال إظهار الالتزام والتفاني في خدمتهم، ويجب أن يتعاونوا مع السلطات المحلية والجهات المعنية لتحقيق التطور والازدهار في المحافظة، وبالتالي إعادة إحياء روح المواطن الأسيوطي وإسعاده بمستوى الحياة الذي يستحقه ويجب على الجميع أن يشاركوا في هذا المسعى وأن يعملوا بجد لتحقيق تطور شامل ومستدام في المحافظة.

وإذا كانت نتائج هذا الاستطلاع تعكس الواقع فإنه ينبغي على الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة لتحسين أداء رؤساء الأحياء والمدن وتحقيق تطلعات المواطنين وتعزيز التنمية والاستقرار في محافظة أسيوط وفي جميع أنحاء البلاد.