العالم
بيدرو سانشيز يسلط الضوء في القمة الاجتماعية الثلاثية على أهمية الحوار الاجتماعي كمحرك لتقدم المشروع الأوروبي
كتب: محمد شبلفي إطار الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي تعقدها إسبانيا خلال هذا الفصل الدراسي، شارك رئيس الحكومة بالوكالة، بيدرو سانشيز، في القمة الاجتماعية الثلاثية، وهي منتدى للحوار بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ممثلة من قبل رؤسائهم والشركاء الاجتماعيين الأوروبيين. وبهذه المناسبة، كان الموضوع الرئيسي للقمة الاجتماعية الثلاثية هو "وضع دعائم اقتصاد أوروبي مثمر للعمال والشركات".
وحضر هذا الاجتماع، الذي انعقد في بروكسل، أيضًا رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، والشركاء الاجتماعيون الأوروبيون لـ BusinessEurope، الاتحاد الأوروبي للنقابات، أو رابطة الشركات مع الخدمات ذات المصلحة العامة (SGI)، من بين أمور أخرى. وبالمثل، شارك في هذا المنتدى، في إحدى طاولات العمل، وزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي والنائبة الثانية لرئيس الحكومة، يولاندا دياز.
خلال كلمته، سلط الرئيس سانشيز الضوء على قيمة الحوار الاجتماعي بالنسبة لحكومة إسبانيا، وأوضح أنه الطريقة الأكثر صلابة للمضي قدمًا، لأنه يساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مع تعزيز أسس كل معيار من معايير السياسة العامة الذي يتواجد فيه. وشدد في هذا السياق على ضرورة تعزيز القمة الاجتماعية الثلاثية، وشدد على أهمية جعل هذا المنتدى مستقبلا فضاء استراتيجيا لاتخاذ القرار على المستوى الأوروبي.
سلط بيدرو سانشيز الضوء على الدور الحاسم الذي لعبه الحوار الاجتماعي في السنوات الأخيرة في إسبانيا لتعزيز أجندة إصلاحية طموحة وتعزيز سياسات العمل والمعاشات التقاعدية والمساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية. وأكد أنه تم التوصل إلى الاتفاقيات الاجتماعية الكبرى مع النقابات ومنظمات الأعمال، وهو ما يحولها اليوم إلى توافقات أكثر قوة واستدامة بفضل العمل المنجز مع الشركاء الاجتماعيين.
أورسولا فون دير لاين وتشارلز ميشيل وبيدرو سانشيز ويولاندا دياز
وبهذا المعنى، أشار رئيس الحكومة بالنيابة صراحة إلى أربع اتفاقيات رئيسية ناتجة عن الحوار الاجتماعي: ERTES، التي سمحت للشركات بمواجهة "الصدمة" الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا؛ - زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 47% منذ عام 2019 إلى ما يقارب 60% من متوسط الأجر؛ التدابير المتخذة بشأن المساواة بين الجنسين، والتي ساهمت في تقليص فجوة الأجور بمقدار 5 نقاط منذ عام 2018؛ وأخيرا، إصلاح العمل. وفيما يتعلق بهذا الأخير، أكد بيدرو سانشيز أنه منذ دخوله حيز التنفيذ، انخفض معدل البطالة بمقدار 2.1 نقطة، أي أكثر من أي اقتصاد آخر من أكبر خمسة اقتصادات في الاتحاد الأوروبي. وشدد على أن هذا الإصلاح كان له تأثير كبير للغاية في ثلاثة مجالات: تقليص العمالة المؤقتة بسبع نقاط، وتقليص تشغيل الشباب بأكثر من 30 نقطة، وانخفاض البطالة طويلة الأجل بنسبة 25%.
علاوة على ذلك، أكد استعداد إسبانيا للقيام بذلك مواصلة تعزيز البعد الاجتماعي للفصل الدراسي الذي تتولى فيه بلادنا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي. فالتوازن بعد نقطة المنتصف إيجابي في مجالات عديدة، كما ذكر الرئيس. وعلى وجه التحديد، أشار بيدرو سانشيز إلى اعتماد توصية المجلس بشأن تنمية الاقتصاد الاجتماعي، أو القرار المتعلق بالمبادئ التوجيهية لسياسات التوظيف في الدول الأعضاء. علاوة على ذلك، على المستوى التشريعي، سلط الضوء على استعداد إسبانيا لبذل كل الجهود اللازمة لمحاولة تعزيز وإغلاق الاتفاقيات مع البرلمان الأوروبي بشأن التوجيه بشأن ظروف العمل في العمل على المنصات، فضلاً عن لائحة التنسيق بشأن هذه المسألة. الضمان الاجتماعي أو التوجيه الخاص ببطاقة الإعاقة الأوروبية.
وبالمثل، سلط بيدرو سانشيز الضوء على الحاجة إلى تعزيز ركائز الاقتصاد الأوروبي، وضمان عدم إمكانية معالجة التحول الرقمي والبيئي المزدوج إلا من خلال ضمان حصول العاملين والعاطلين عن العمل وكذلك الشركات على المهارات اللازمة. وتحقيقا لهذه الغاية، فقد سلط الضوء على أهمية تأهيل العمال، خاصة في القطاعات التي تشهد تحولا حاليا والتي لديها إمكانات عالية لخلق فرص العمل. وأشار في هذا السياق إلى الملفات الصناعية التي يتم التفاوض بشأنها في ظل الرئاسة الإسبانية، مثل قانون صافي الانبعاثات الصفرية وقانون المواد الخام الحيوية، والتي تحافظ على التركيز على توفير المهارات الكافية للقوى العاملة.
خلال هذا الاجتماع، تم أيضًا تناول الوضع الاقتصادي للاتحاد الأوروبي والطريقة التي يجب أن تتحرك بها أوروبا نحو الاستقلال الاستراتيجي ومرونة اقتصاداتنا، مع الاستمرار في تعزيز البعد الاجتماعي الأوروبي. وبالإضافة إلى ذلك، ناقشوا أهمية تحسين وإعادة تدريب مهارات العمال، وأشاروا إلى الصعوبة الحالية التي تواجهها أوروبا عندما يتعلق الأمر بملء المناصب الشاغرة. وتدعم بيانات يوروستات أن ما يقرب من 3 من كل 100 وظيفة موجودة في هذا الوضع. وفي مواجهة هذا التحدي، أكد رئيس الحكومة بالنيابة، أنه من الضروري زيادة الدعم للعاملين، مع إيلاء اهتمام خاص لذوي المهارات المنخفضة، وكذلك الشباب والمهاجرين والعاطلين عن العمل.
رئيس الحكومة الاسبانية - الأمين العام لاتحاد نقابات العمال الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي، المفوض الأوروبي للعمل والحقوق الاجتماعية والمدير عام من BusinessEurope
وأخيرا، أشار بيدرو سانشيز إلى السنة الأوروبية للمهارات، وهي مبادرة أعلنتها رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، خلال كلمتها خلال المناقشة حول حالة الاتحاد في عام 2022. وقام بتقييم مدى ملاءمة هذا المشروع مع التذكير بأن هذه الفلسفة تستجيب على وجه التحديد لمجموعة واسعة من الإصلاحات التي أطلقتها حكومة إسبانيا بمشاركة الحكومتين المركزية والإقليمية. وفي هذا السياق، تم وضع تدابير مثل قانون التعليم الجديد أو قانون الجامعات أو قانون التدريب المهني، مما أدى إلى زيادة عدد الطلاب بنسبة 23٪، ومضاعفة نسبة العاملين في عمليات التدريب، إلى 20٪.
وأشار بيدرو سانشيز إلى أن إحدى أولويات الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي هي تعزيز المزيد من العدالة الاجتماعية والاقتصادية. وبهذا المعنى، فقد سلط الضوء على اعتماد توصية المجلس لتطوير الاقتصاد الاجتماعي أو القرار المتعلق بالمبادئ التوجيهية لسياسات التشغيل في الدول الأعضاء، دون إغفال الاستنتاجات الهامة بشأن الصحة العقلية والعمل غير المستقر، أو بشأن الاجتماعية حماية العاملين لحسابهم الخاص.
وشدد الرئيس أيضًا على أن المهارات هي اليوم المفتاح لضمان مستقبل أفضل في مجال العمل، وأنه لتجنب الآثار السلبية المحتملة للتحول الرقمي والبيئي في قطاعات وأقاليم معينة، سيكون من الضروري مواصلة التقدم جنبًا إلى جنب. التعاون مع منظمات الأعمال والنقابات، وهم الحلفاء الرئيسيون في توقع وكشف الاحتياجات من المهارات في أسواق العمل.