تقارير وتحقيقات
تفاصيل.. ليلة دامية من محارق الهولوكست الصهيونى فى غزة
عبير سليمان
حرق مستشفى الأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبى جنوب القطاع.. ومجازر مروعة فى الشمال
الاحتلال يعيد سيناريو تاريخه الأسود ويواصل دفن الفلسطينيين أحياء
إسرائيل حبست المحتجزين فى أقفاص الدجاج وتركتهم يموتون جوعاً فى العراء
تسابق الصهيوينة النازية الوقت برئاسة مجرم الحرب اليمينى المتطرف بنيامين نتنياهو لإنجاز أى انتصار يائس على الأرض ضد المقاومة الفلسطينية وسط ضغوط دولية لإنهاء حرب إبادة الشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة.
صعدت قوات الاحتلال محارقها ومجازرها فى اليوم 73 لحرب الإبادة وحرقت قسم الولادة والأطفال بمجمع ناصر الطبى بخان يونس جنوب القطاع ما أدى إلى استشهاد العشرات ودفن آخرين تحت الأنقاض، وسقوط العديد من مصابين فيما أعدمت بدم بارد أسرة مسيحية داخل الكنيسة الارثوذكسية بغزة.
وفشلت طواقم الإسعاف فى الوصول إلى الضحايا بسبب شدة نيران القصف الوحشى وارتفعت حصيلة الشهداء والمصابين لقرابة الـ80 ألفاً بينهم 96 صحفياً بارتقاء الزميلين حنان الطقشان وأسرتها والزميل المعلق الصوتى عبدالله علوان، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.
واستهدف الاحتلال بعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعى مناطق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ومناطق خان يونس جنوب القطاع، حيث تجرى اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الذى يحاول منذ أكثر من أسبوعين، التقدم على المحاور الشرقية والشمالية لمدينة خان يونس جنوباً.
كما استشهد المئات فى مناطق جباليا شمال قطاع غزة معظمهم من الأطفال جراء الغارات الإسرائيلية التى استهدفت أحياء ومربعات سكنية خلال الساعات الـ24 الماضية. واستهدف الاحتلال بشكل مكثف عدداً من المنازل والمربعات السكنية فى جباليا، وطال القصف منازل لعالتى البرش وعلوان وسليمان، حيث ارتقى العدد الأكبر من الشهداء. ورصد الزميل الصحفى أنس الشريف، حجم المجزرة التى ارتكبها الاحتلال، وكان العدد الأكبر من ضحاياها من الأطفال.
كما واصل الاحتلال الصهيونى جرائمه المروعة وارتكب سلسلة من المحارق والمجازرمجزرة فى مستشفى الشفاء فى مدينة غزة، حيث أغارت الطائرات الحربية على مبنى الجراحات التخصصى فيما أدى إلى استشهاد العشرات من النازحين داخل المبنى، وإصابة آخرين بجروح.
وتواصل قوات الاحتلال محاصرة المجمع الطبى، بعد أن أخرجته عن الخدمة منذ أسابيع، فيما تواصل إطلاق النار على من يتحرك فى داخله، حيث يوجد آلاف النازحين.
وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش إن الاحتلال أجبر كوادر مستشفى العودة والمرضى والمرافقين على النزول لساحة المستشفى وسط مخاوف من ارتكابه مجزرة على غرار ما حصل فى مستشفى كمال عدوان.
وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية عن جريمة نكراء ارتكبتها قوات النازى الصهيونى، وأوضحت الصحيفة أن عدداً من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من قطاع غزة منذ بداية الحرب لقوا مصرعهم خلال وجودهم فى مركز احتجاز إسرائيلى.
وقالت كان الفلسطينيون المعتقلون من غزة مقيدو الأيدى ومعصوبو الأعين طوال ساعات اليوم فى معسكر الاعتقال وأضافت أن 71 غزياً عرضوا أمام قاضٍ من أصل المئات الذين اعتقلوا فى غزة وداخل مستوطنات الغلاف. واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين فى قطاع غزة خلال توغلها البرى.
ونقلت إدارة سجون الاحتلال الأسير مروان البرغوثى من سجن (عوفر) وعزلته منذ ما يزيد على أسبوع، ورفضت الإفصاح عن مكان عزله.
وزعم هرتسى هاليفى، رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الاحتلال، اعتقال أكثر من ألف شخص خلال الحرب فى غزة. وواصل ادعاءاته مخاطباً قواته داخل القطاع الذى يتعرض للقصف، أنه عندما يلقى المقاتلون «أسلحتهم ويرفعون أيديهم، فإننا نعتقلهم، ولا نطلق النار عليهم». وقال هاليفى فى مقطع مصور وزعه الجيش «قد حصلنا على كثير من المعلومات الاستخباراتية من الأسرى، لدينا بالفعل أكثر من ألف».
قالت هيئة شئون الأسرى، إن استمرار تكتم الاحتلال الإسرائيلى على مصير المعتقلين الذين اعتقلهم من غزة هو بمثابة غطاء على الجرائم التى يرتكبها الاحتلال فى حقهم.
وتحدثت هيئة شئون الأسرى عن أنه توجد معطيات متزايدة تدل على ارتكاب الاحتلال جرائم «مروعة» بحق معتقلى غزة فى معسكر سديه تيمان.
وأضافت الهيئة أنها تمتلك أدلة تؤكد احتجاز قوات الاحتلال لأسيرات فلسطينيات من غزة فى سجن الدامون، مشيرة إلى أن من بينهم مسنات وفتيات صغيرات. ووجهت نداء عاجل لدول العالم والمؤسسات الحقوقية، من أجل الضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلى غزة ووقف جريمة الإخفاء القسرى. وأكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أن إسرائيل تحتجز معتقلين من غزة فى معسكر سديه تيمان فى ظروف شديدة القسوة فى أماكن كأقفاص الدجاج فى العراء ودون طعام أو شراب لفترة طويلة، وطالب بتحقيق دولى عاجل فى تصفية إسرائيل مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم.
ويأتى تصعيد الاحتلال لمجازر الإبادة الجماعية التى يرتكبها بالقصف والنيران، بالتوازى مع تشديد إجراءاته لتجويع أهالى القطاع، فيما وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» فى تقرير لها سياسة التجويع بأنها جريمة حرب.
وقالت المنظمة، إن الحكومة «الإسرائيلية» تستخدم تجويع المدنيين أسلوباً للحرب فى قطاع غزة المحتل، ما يشكل جريمة حرب، وأكدت أن جيش الاحتلال، يتعمد منع إيصال المياه، والغذاء، والوقود، بينما يعرقل عمداً المساعدات الإنسانية، ويبدو أنه يجرف المناطق الزراعية، ويحرم السكان المدنيين من المواد التى لا غنى عنها لبقائهم، ووصل وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن إلى المنطقة، فى ظل تزايد المخاوف من توسع الحرب الدائرة فى غزة وتشمل جولة الوزير الأمريكى كلاً من البحرين وقطر وإسرائيل، فى مسعى للضغط على إسرائيل لتحديد جدول زمنى لإنهاء الحرب أو انتقالها إلى مرحلة أخف حدة، وسط خلاف مع تل أبيب التى تريد الاستمرار لأشهر، بغرض القضاء على حركة حماس.
جهود مصرية شاقة ضمن مفاوضات «عض الأصابع» لإنهاء العدوان
تواصل مصر جهودها بمشاركة قطر والولايات المتحدة لوقف الحرب فيما وصف مراقبون ومصادر خاصة لـ«الوفد» تلك المرحلة بـ«عض الأصابع» فى مناقشات معقدة للواجهة بسبب الخلاف حول نقطتين مهمتين، وهما وقف إطلاق النار، والثانية طبيعة المحتجزين.
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن هناك مفاوضات جديدة جارية، برعاية مصرية قطرية، لاستعادة الرهائن. بعد اعترف الاحتلال، قتله عن طريق الخطأ 4 رهائن كانوا يرفعون راية بيضاء بعد فرارهم من خاطفيهم فى غزة، الجمعة الماضى وأعقبه قتل 4 آخرين بنيران صديقة أيضاً.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس»، فيما تسعى إلى استعادة الرهائن، وتعهد نتنياهو بمواصلة الضغط العسكرى المكثف على «حماس» فى غزة، وقال: «التعليمات التى أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذى دونه ليس لدينا شىء».
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الموساد، ديفيد برنياع، حصل على «الضوء الأخضر» لإجراء صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس»، بعد أن عرض على مجلس الحرب الإسرائيلى فى وقت سابق الخطوط العريضة المحتملة للصفقة.
وحصل رئيس الموساد على موافقة المجلس على المضى قدماً فى هذا الأمر عبر الوسطاء من مصر وقطر، عقب تأكيدات مصادر مصرية وقطرية بشأن انفتاح كل من المقاومة والاحتلال على مفاوضات بشأن هدنة جديدة.
ونقلت الهيئة عن مسئولين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن برنياع من المقرر أن يلتقى رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، مرة أخرى، لتقديم اقتراح من جانب إسرائيل، وذلك فى أعقاب لقاء جمع الجانبين فى العاصمة النرويجية أوسلو.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن رئيس الموساد سيرافقه الجنرال نيتسان أعلون، الذى يقود جهود الاستخبارات للعثور على المحتجزين فى قطاع غزة.
وكان مجلس الحرب فى إسرائيل، وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفض إرسال رئيس الموساد إلى قطر، بداية الأسبوع، رغم عرضه السفر.
وأوضح مسئولون أن إسرائيل طالبت الوسطاء بصياغة أسس الصفقة «وفق مبادئ المطالب الإسرائيلية»، فيما يصر الجانب الإسرائيلى على إطلاق سراح الأسيرات، والتأكيد على استئناف الحرب بعد انتهاء الصفقة.
وكشف مسئولون لهيئة البث الإسرائيلية «مكان»، أن هناك اتجاهاً لتوسيع الفئة الإنسانية من الأسرى لتشمل كبار السن والمرضى من الفلسطينيين ومن المتوقع أيضا أن توافق إسرائيل على إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين من ذوى الأحكام الكبيرة. وتنظر إسرائيل فى إمكانية إطلاق سراح سجناء أمنيين فلسطينيين يوصفون بأنهم «رفيعو المستوى»، كانت ترفض إدراجهم فى صفقة التبادل السابقة.
وكشفت المصادر عن أن مصر وقطر اللتين تفاوضتا فى السابق على «هدنة إنسانية مؤقتة» لمدة أسبوع وإطلاق سراح محتجزين، أصرتا على زيادة المساعدات وفتح معبر كرم أبوسالم قبل البدء فى أى مفاوضات.
وعلى الرغم من فتح المعبر بالفعل إلا أن المساعدات تتأخر بسبب عمليات التفتيش التى تفرضها إسرائيل.
وقالت مصادر لموقع «أكسيوس»، وصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكيين إن لقاء رئيس الوزراء القطرى ورئيس الموساد الإسرائيلى، هو أول اجتماع بين مسئولين قطريين وإسرائيليين رفيعى المستوى منذ انهيار الهدنة التى توسطت فيها مصر وقطر بمشاركة أمريكية، فى 1 ديسمبر، بعد استمرارها 7 أيام. وقال مصدر لـ«أكسيوس»، إن اللقاء هو «مجرد بداية»، متوقعاً أن تكون العملية «طويلة وصعبة ومعقدة».
أهالى الرهائن يعتصمون أمام مقر حكومة «نتنياهو» والشعوب تواصل الضغط لوقف الحرب
بدأ أمس أهالى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس اعتصامهم بدءاً من غد أمام مقر الحكومة الاحتلال للمطالبة بإنجاز الصفقة الثانية لتبادل الأسرى، ووقف الحرب فى غزة فيما يصوت أعضاء مجلس الأمن الدولى خلال ساعات على مشروع قرار يدعو إلى «وقف فورى ودائم للأعمال القتالية فى غزة».
ويواصل طوفان الغضب الشعبى اجتياحه لمدن وعواصم العالم محاصراً الحكومات لوقف الحرب على قطاع غزة، وانطلقت وسط العاصمة البلجيكية بروكسل أكبر مسيرة للتنديد باستمرار إبادة الشعب الفلسطينى.
تواصلت المظاهرات فى بريطانيا وإسبانيا وعدة مدن أمريكية وأوروبية وشارك الآلاف فى مظاهرات فى ساحة «الجمهورية» بوسط العاصمة الفرنسية باريس للمطالبة بوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة ووقف العمليات العسكرية، وذلك فى ظل استمرار حرب الإبادة الصهيونية الجماعية على القطاع.
واحتشد المتظاهرون فى الساحة فى مسيرات بدعوة من عدة منظمات وتجمعات سياسية ونقابية مختلفة داعمة للشعب الفلسطينى، وأيضاً أحزاب سياسية فرنسية.
ورفعوا الإعلام الفلسطينية ولافتات للمطالبة بوقف فورى ودائم لإطلاق النار ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة، ووضع حد للإبادة الجماعية التى يتعرض لها الفلسطينيون فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وخاصة فى غزة. وردد المتظاهرون هتافات داعمة للفلسطينيين مثل «أوقفوا الإبادة الجماعية» و«أطفال غزة أطفال فلسطين، الإنسانية هى من تغتال»، و«إسرائيل قاتلة».
وحذر وزير الدفاع البريطانى السابق بن والاس من أن تكتيكات إسرائيل فى قطاع غزة «ستؤجج الصراع لمدة 50 عاماً أخرى» وتخاطر بدفع «الشباب المسلم إلى التطرف» فى جميع أنحاء العالم.
وقال والاس فى مقال بصحيفة ديلى تلغراف إنه لا يدعو إلى وقف إطلاق نار «ما لم تكن حماس مستعدة لهذا النهج» وهو الأمر الذى يتطلب «أن تقوم الحركة بتغيير ميثاقها» وأضاف الوزير قائلاً «ما أقوله هو أن إسرائيل بحاجة إلى وقف هذا الأسلوب الفظ والعشوائى للهجوم، وعليها أن تحارب حماس بطريقة مختلفة».
وأشار إلى أن افتقار الجيل الجديد من الساسة الإسرائيليين إلى الحكمة» دفعهم إلى أن يتصرفوا وكأنهم «ثور فى متجر صينى»، وهم ينتقلون من أزمة إلى أخرى.
وأكد تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية، وجود «علامات عدم الارتياح» التى تظهر فى الولايات المتحدة إزاء «سلوك إسرائيل وافتقارها إلى التخطيط لمستقبل غزة»، موضحاً أن «الشكوك تساور أقوى مؤيدى إسرائيل كذلك» فى الغرب.
وأضاف التقرير أنه «عندما بدأت إسرائيل هجومها على حماس تمكن بنيامين نتنياهو من الاعتماد على الدعم الثابت للرئيس الأمريكى جو بايدن، ولكن مع استمرار القصف وارتفاع عدد القتلى فى القطاع، فإن الشكوك تساور حتى أقوى مؤيدى إسرائيل».
وقال إنه «فى الأسبوع الماضى، انتقد الرئيس الأمريكى جو بايدن علناً نتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة التى يقودها، منتقداً بشكل خاص القصف العشوائى لغزة، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلى يجب أن يتغير». وبحسب الصحيفة، تعكس تعليقات بايدن القلق المتزايد فى واشنطن بشأن سلوك «إسرائيل» فى الحرب، وتكشف التعليقات أيضاً عن مخاوف أوسع نطاقاً بشأن رئاسة نتنياهو ونفوذ المتطرفين فى ائتلافه الحاكم.
وأشار التقرير إلى أن «الغرب كان متحداً إلى حد كبير فى دعمه لإسرائيل منذ الهجوم الذى شنته حماس.. لكن عدداً متزايداً من الدول تريد إنهاء حملة القصف، بينما تتوقع الولايات المتحدة أن تنتقل إسرائيل إلى مرحلة أكثر استهدافاً من الحرب»، قائلةً إنه «كلما قاوم نتنياهو النصيحة الأمريكية، زاد خطر عزلة إسرائيل».