تقارير وتحقيقات
تقرير..الأقباط والمسلمين بـ ”بني سويف” قصة كفاح مشترك لبناء أمة قوية
كتب : محمود الدسوقيتعتبر علاقة المسلمين والمسيحيين بمحافظة بنى سويف نموذجًا يؤكد عمق العلاقة المتينة بين عنصرى الأمة، ومدى التسامح الدينى بينهما، والمواقف بينهما تاريخية، بداية من «عوض عريان»، الذى شيد مسجدًا للمسلمين بـ«حى مقبل»، مرورًا بمشاركة المسلمين للمسيحيين فى بناء كنيسة بمركز الفشن، وصولًا إلى مشاركة الكنيسة الأرثوذكسية بقرية «بنى بخيت»، التابعة لمركز بنى سويف، فى إعادة بناء «إحلال وتجديد» المسجد الكبير بالقرية.
ووقف القمص يعقوب لبيب، راعى الكنيسة الأرثوذكسية، كتفًا بكتف مع الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، خلال افتتاح المسجد، مؤكدًا لكافة وسائل الإعلام أن علاقة الأقباط والمسلمين بالقرية علاقة أخوية تسودها المحبة والتقدير والاحترام.
وقال القمص يعقوب إنه أصر على مشاركة وزير الأوقاف والمحافظ فى افتتاح المسجد الكبير بالقرية، بصحبة العديد من الأقباط الذين علقوا لافتات الترحيب بفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
وأضاف راعى كنيسة القرية «عرضنا على الإخوة المسلمين المشاركة فى بناء المسجد، إلا أن المتبرع رفض مشاركة أى شخص، سواء مسلم أو قبطى، فى التبرع بالأموال لبناء المسجد»، مؤكدًا أن المسجد الذى تم إعادة بنائه وافتتاحه بُنِىَ منذ سنوات عديدة، فى وقت كان عمدة القرية أحد الأقباط، وشارك وقتها فى عملية البناء، مشيرًا إلى أن المسلمين عرضوا عليهم كثيرًا المشاركة فى إعادة ترميم كنيسة القرية.
وأكد أن علاقة المسلمين والأقباط فى القرية تعتمد على روح الفريق الواحد، فالكل شارك فى بناء المدرسة الإعدادية، كما أن الكنيسة أرسلت «أسمنت»؛ للمشاركة فى بناء مصلى داخل المدرسة ذاتها.
وروى راعى الكنيسة مواقف عدة تربطه بمسلمى القرية، منها تسابق المسلمين فى دفع الأجرة له داخل وسائل المواصلات التى تربط القرية بمدينة بنى سويف، وهو يفعل مثلهم ذلك، مؤكدًا غلبة المحبة والتآخى فى تجاوز إحدى المشاجرات التى شهدتها القرية منذ عام، وكان لكبار رجال العائلات من المسلمين والأقباط دور كبير فى تجاوز تلك المحنة، مضيفًا أنه فى العيدين الفطر والأضحى يقوم بالمرور على منازل الإخوة المسلمين؛ لتقديم التهنئة بالعيد وتناول الكعك والبسكويت، ويبادلون الأهالى ذلك بالقدوم للكنيسة فى أعياد القيامة؛ لمشاركة الأقباط الاحتفال بالأعياد.
وأردف القمص يعقوب «لقد تتلمذت على يد مدرسين مسلمين داخل مدارس مدينة الفشن مسقط رأسى، أمثال الأستاذ عبد الهادى مدرس الدراسات الاجتماعية، الذى قابلته منذ فترة قليلة، وأخذنى بالأحضان، وجلسنا نتذكر أيام الدراسة»، متابعا: «كنت فى الشهادة الإعدادية أذاكر فى منزل صديقى أحمد حتى صلاة الفجر؛ ليذهب أحمد وأصدقاؤه المسلمون لأداء صلاة الفجر، وأذهب أنا لشراء الخبز لهم؛ لنواصل بعده المذاكرة».
وأكد راعى الكنيسة أن علاقات المسلمين والأقباط من أهالى القرية نجحت فى إدخال مشروع الصرف الصحى للقرية ورصف الطرق والمشاركة فى تقديم المساعدات للأقباط والمسلمين.