اقتصاد
الدولار في عهد ترامب
محمود إسماعيلصعد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى سدة الحكم في عام 2017 ،لكن اثارت قرارات الرئيس على الدولار .
الرئيس الملياردير والذي تبلغ ثروته حوالي 3 مليارات دولار وفقا للويكيبيديا لا تخلو تصريحاته من الجدل خصوصا عندما يوجه حديثه للدول المؤثرة او المنافسين وحتى داخليا في نزاعاته مع صحف ومواقع عالمية.
لم يستطع ترامب إنهاء الصراع بشكل نهائي مع كوريا الشمالية حتى الان وكذلك مازالت أزماته مع ايران وروسيا تتفاقم مع التصريحات المتبادلة هنا وهناك.
وبالرغم من ذلك شهدت العملة الامريكية الدولار استقرارا واضحا مع دخول ترامب عامه الثاني في البيت الأبيض كما شهدت البورصة الامريكية حالة من الاستقرار والانضباط.
لكن تبقى تصريحات ترامب المثيرة للجدل محط الانظار عالميا خصوصا عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي وأسعار النفط. قد اثار الجدل مجددا بتصريحاته الغير منضبطة تجاه السعودية الحليف الاستراتيجي لأمريكا في الشرق الاوسط والمنتج الأول للنفط في العالم كما أنه لا يزال غير قادرا على انهاء الازمة الايرانية او حتي الكورية الشمالية.
من أشهر تصريحات ترامب الغير مسؤولة تجاه السعودية وملكها عندما قال في احدى مؤتمراته الشعبية "لقد ابلغت الملك السعودي وهو صديقي، قد ابلغته انه عليه ان يدفع، نحن نحمي السعودية وعليهم ان يدفعوا... لابد ان يدفعوا المزيد."
بسبب سياسات ترامب تجاه السعودية التي يراها كثيرون انتهازية في جوهرها، اتجهت المملكة مؤخرا الى الغريم الروسي وبدأت في توقيع الاتفاقات الاقتصادية وتوسيع دائرة العلاقات السعودية الروسية. هذا هو الأمر الذي يراه الاقتصاديون خسارة كبيرة للولايات المتحدة.
من السياسات الخارجية الى السياسات الداخلية، تظهر العديد من الأدلة على هبوط قوي محتمل للعملة الامريكية، من ابرز هذه الشواهد استمرار الارتفاع الحاصل في مستويات التضخم الامريكية حيث وصل الى المستوى الاعلى له منذ 6 سنوات عند 2.8% سنويا. ذلك في منتصف 2018 مع غموض الموقف بشأن معدلات الفائدة. وكل هذه الاسباب ترجح الهبوط المحتمل للعملة الامريكية في العام الجديد 2019
من الناحية الفنية يظهر مؤشر الدولار الأمريكي وقد وصل الى مستويات كبيرة من الارتفاع ووصلت العملة الامريكية الى مستويات مقاومة أمام معظم العملات وهو ما ينبئ ايضا باقتراب دخول الدولار الأمريكي في اتجاهات هبوطية في الفترة المقبلة.
اعتمادا على كل ما تم ذكره من الشواهد الاقتصادية والسياسية لإدارة ترامب في البيت الأبيض، ترجح التوقعات بأن يكون العام الجديد 2019 هو عام يهبط فيه الدولار الأمريكي بقوة امام سلة العملات كما انه متوقع ايضا ان ينتاب الاقتصاد الامريكي تأثيرات سلبية جراء ذلك مع استمرار أزمات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية القائمة.