شتاء بأجواء صيفية.. تغيرات مناخية تربك دواليب المواطنين

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير التموين ومحافظ الغربية يتفقدان فرع الشركة العامة لتجارة الجملة بقرية شبشير ويشيدان رئيس الوزراء يتابع مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وزيرة التنمية المحلية تلتقى وفداً من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وزيرة التخطيط تُشارك في فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة وزير التموين ومحافظ الغربية يتفقدان مخبز شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا مدبولي يوجه برفع كفاءة وتطوير الوحدات المبنية على أرض مطار إمبابة وزير الخارجية يلتقى رئيس وزراء الكويت الاستثمار يبحث مع المشروعات الصغيرة التعاون المشترك رئيس الوزراء يتابع أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير وزير العمل يتفقد مصنعي الأمل الشريف وحكيم مصر باكو للبلاستيك تأجيل حفل رابح صقر في موسم الرياض الزمالك يعلن غياب شيكابالا وناصر والسيد عن مواجهة الكونفدرالية

تقارير وتحقيقات

شتاء بأجواء صيفية.. تغيرات مناخية تربك دواليب المواطنين

الطقس
الطقس

"حارًا جافًا صيفًا دافئًا ممطرًا شتاءً".. قديمًا ما كانت تقع هذة الجملة على مسامعنا، حتى تغير الطقس في مصر حيث أصبح طقس متقلب ترتفع فيه درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في فصل الخريف وتتجاوز معدلاتها الطبيعية، ومن المتوقع أن تشهد مصر خلال الفترة القادمة التي تتزامن مع حلول شهر رمضان تباينا في الضغط الجوي في مصر مما سيكون له تأثير كبير على البلاد، وسط تحذيرات شديدة من الأرصاد الجوية.

وأرجعت خرائط الطقس ذلك التباين طبقا لمرور كتل هوائية مختلفة في خواصها، حيث ستتأثر عدة مناطق في مصر بكتل هوائية دافئة مصدرها الصحراء الغربية، ثم تعبر ليحل محلها كتل هوائية باردة مصدرها القارة الأوروبية، وحذرت خرائط الطقس من أنه خلال شهر مارس سيكون هناك نشاط للرياح السطحية المثيرة للرمال والأتربة، ثم انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار الغزيرة أحيانا، وقد تكون رعدية، ومن المتوقع تكون الشبورة المائية على الطرق السريعة والزراعية والقريبة من المسطحات المائية خلال الساعات الأولى من نهار رمضان.

وخرجت دراسة علمية جديدة نشرت في مجلة Scientific Reports، تحذر من أن هناك احتمال بنسبة 90% أن يسجل صيف عام 2024 رقما قياسيا جديدا في متوسط درجات الحرارة، ووفقا للعلماء يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة حدة ظاهرة النينيو المناخية، التي تتحكم في الطقس والتيارات الهوائية فوق المحيط الهادئ.

وقال العلماء: "أظهرت حساباتنا أن احتمال تسجيل درجات حرارة عالمية جديدة، فضلا عن احتمال تسجيل درجات حرارة صيفية مرتفعة بشكل قياسي في العديد من مناطق العالم، يتجاوز 90%، إذا كانت ظاهرة النينيو هذا العام معتدلة أو قوية.

وحسب الدراسة التي أجريت بمشاركة فريق دولي من علماء المناخ، بقيادة البروفيسور كونجوين تشو من الأكاديمية الصينية لعلوم الأرصاد الجوية، فإنهم يتوقعون أن تحافظ ظاهرة النينيو على قوتها وقد تشتد في عام 2024، ما قد يؤدي إلى تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأظهرت حسابات العلماء أن درجات الحرارة في العالم ستكون أعلى مما كانت في منتصف القرن العشرين بمقدار 1.03-1.2 درجة مئوية، وأن هذا الارتفاع سيشمل العديد من المناطق الجنوبية من الهند وبنجلاديش قبالة ساحل خليج البنغال، وبحر الصين الجنوبي، والبحر الكاريبي، بالإضافة إلى مناطق كثيرة قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا وألاسكا وشمال غرب أمريكا الجنوبية، وستحدث في بعض هذه المناطق، موجات حر تستمر 150- 250 يوما، ما سيشكل خطورة على صحة البشر ويهدد حياة النباتات والحيوانات المحلية.

وأرجع خبراء الأرصاد الجوية أسباب تغير الطقس في مصر إلى عدة أسباب، حيث أكد محمد طنطاوي رئيس مجلس إدارة جمعية حماية البيئة، أن المناخ هو الحياة والمناخ له عدة عناصر وظواهر جوية تؤثر على الإنسان وحياته ككل على الكرة الأرضية وهذا التأثير ليس بكمية أكسجين نتنفسها أو ثانى أكسيد كربون ينطلق من استخدام الوقود الأحفورى، بل أن هناك أشياء عديدة تمس الحياة على كوكب الأرض من ضمنها الظواهر الجوية التى تتأثر بها سطح الكرة الأرضية سواء كانت هذه الظواهر الجوية متمثلة فى أمطار غزيرة ورعدية أو شبورة كثيفة تصل لحد الضباب تؤثر على الطرق، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التى تؤثر على البنية التحتية والمباني السكنية.

وتابع"طنطاوي"، أن التغيرات المناخية بدأت في الظهور من خلال الموجات الشديدة الحرارة التى تحدث فى أفريقيا، ويوضح سبب التحول بأن المناخ كان يتغير في مصر على المدى الطويل وبشكل بطيء، لكن السنوات الأخيرة شهدت زيادة درجات حرارة الهواء القريب من سطح الأرض نتيجة تزايد الإشعاع طويل الموجة العائد إلى سطح الكوكب بمعدل أكبر من المغادر منها، مع التزايد المستمر لغازات الاحتباس الحراري بالجو نتيجة الحرق غير المسبوق للوقود الأحفوري وتجريف الغابات التي كانت تمتص بعضا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا حدث نتيجة الغازات الدفيئه التي زادت نتيجه الاستخدام المسرف في المصانع من بدايه الثوره الصناعيه الاول، التي ادت الي رفع درجه حراره بمقدار 1.2، مما ادي الي تغيرات غير مسبوقه، وكلما زادت درجه حراره الارض اكثر من ذلك، أدي الي تغيرات اكثر واختلاف في الطقس في فترات زمنيه قصيره، حيث ظهرهنا تداخل في فصول السنه، لافتًا إلى أن اللجنه الحكوميه الدولية المعنية بالتغيرات المناخيه، حذرت من ارتفاع درجه حراره الارض اكثر من 1.5، وهذا يمكن ان يودي الي كوارث مناخيه، لذا طالبت دول العالم وخاصه الدول الصناعيه الكبري، من تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بتقليل استخدام الوقود الاحفوري من نفط وفحم والتوسع في استخدام الطاقه المتجدده النظيفه كالطاقه الشمسيه وطاقه الرياح وطاقه المساقط المائيه وطاقه الهيدوجين، وذلك للحفاظ علي كوكب الارض من ذوبان الجليد في القطبين، والفيضانات والجفاف وتصحر الارض والاعاصير وغيرها من مظاهر التغير المناخي.

وتابع الخبير أن هذا يتم بين دول العالم والأمم المتحده، في اتخاذ قرارات ملزمة للدول الصناعيه، بتخفيض استخدام الوقود الاحفوري في الصناعه، اتفاقية باريس في 2015 وبروتوكول واتفاقية كيوتو في اليابان 1997، لذا من وجهة نظري التزام بتخفيض الوقود الاحفوري بالنسب المطلوبه، للحفاظ علي ثبات درجة حرارة الارض وعدم الارتفاع المستمر لدرجة الحراره، مشيرًا إلى أنه مع وجود الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتحالفات الدولية مع كل طرف، والتي تؤدي بدورها إلى استخدام وقود أحفوري اكثر في صناعه الاسلحه والمعدات الثقيلة والطائرات وغيرها من الصناعات التي تخدم الحرب، لذا يجب الحد من التغيرات المناخية إلا مع السلام الدولي، وهذا لن يتحقق وذلك لعدم الالتزام بالتعهدات الدولية والقرارات والتوصيات الصادرة من مؤتمر الذي يقام سنويًا.

ومن جانبه، أشار أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق والخبير في التغيرات المناخية، أن التغيرات المناخية باتت شئ طبيعي بل وبات العالم أجمع يستشعر بهذا التغير المناخي، ومنها مصر فعلى سبيل المثال مصر منذ حوالي ٤ أو خمس أعوام ظهر هذا التغير في ارتفاع درجات الحرارة في شهر فبراير، وبات طبيعيا ومع نهاية فبراير وبداية مارس تبدأ عودة درجات الحرارة لطبيعتها، ولكن في العام الماضي والحالي استمرت الارتفاع في درجات الحرارة وقد تصل ل ٣٢ درجة، ولكنها تنخفض مرة أخرى وسيعود الشتاء مرة أخرى وتبدأ الظواهر الجوية في نشاط الرياح وسنرى أمطار خفيفة خاصة على السواحل الشمالية، وهذا ما يحدث حاليا منذ الأسبوع الماضي، وتنخفض درجات الحرارة هذا الأسبوع ولكن بنسبة بسيطة ومن الممكن أن تصل إلى ٢٠ أو ٢١ درجة، وأيضا السواحل من الممكن أن تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ١٩ درجة، ولكن السواحل الشمالية نلاحظ فيها وجود أمطار خفيفة هي وشمال سيناء، ثم سنبدأ في فصل الربيع على نهاية مارس، وفي شهر رمضان ستكون درجات الحرارة جيدة ولن يوجد ارتفاع في الدرجات، وأنصح المواطنين بعدم تخفيف الملابس حتى إشعار من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بتخفيف الملابس.

وفي سياق مختلف، أوضح المهندس حسام محرم، المستشار الأسبق لوزير البيئة، أن ظاهرة التغيرات المناخية، تعد من أخطر الظاهرة التي تواجه البشرية في العصر الحديث حيث أنها تهدد الكثير من مقومات الحياة البشريهدة على كوكب الأرض وفي مقدمتها استدامة الموارد الطبيعية التي تقوم عليها الحياة الإنسانية والتي تمثل عصب الحياة الاقتصادية والأمن الغذائي والكثير من المقومات الأخرى لدول وشعوب العالم، وهو ما سيؤدي الى إضطراب في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية واضطرار جماعات وكتل عمرانية للهجرة جزئيا أو كليا، مما سيؤدي إلى إضطرابات سياسية وإجتماعية وبالتالي سياسية في العديد من دول العالم وهو ما سماه البعض باللجوء المناخي.

ومن أهم التداعيات المناخية هو حدوث تغيرات واضطرابات في أنماط الطقس والمناخ والكوارث الطبيعية كالأعاصير، والفيضانات والسيول في العديد من مناطق العالم، حيث يتسبب تغير معدلات درجات الحرارة وتغير معدلات هطول الأمطار إلي تداعيات على الإنتاج الزراعي وخصوبة الأراضي وكمية الإنتاج وهو ما سيؤدي إلى مجاعات ونقص وسوء تغذية في كثير من بقاع العالم.

وقد توافق المجتمع الدولي على خطورتها، خاصة بعد القمم المناخية الأخيرة وفي مقدمتها قمة شرم الشيخ، بغض النظر عن الاختلاف في أسبابها وطرق التعامل معها إلى أن الجهد الدولي في التعامل مع ملف دعم الدول النامية المتضررة من هذه التغيرات المناخية لم يصل بعد إلى الدرجة التي تواكب مع خطورة التغيرات المناخية وتسارع مظاهرها وتداعياتها.

وتعد مصر من بين الدول المتضررة من هذه الظاهرة خاصة فيما يتعلق بإختفاء بعض الأجزاء المنخفضة من الشواطئ الشمالية نتيجة إرتفاع منسوب سطح البحر بسبب ذوبان الجليد وأيضا احتمالية إختفاء أجزاء من دلتا النيل والتي تضم نسبة كبيرة من الأراضي الأكثر خصوبة في مصر والتي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب كثير من التداعيات التي ستهدد الإقتصاد والمجتمع في مصر.

لذلك فقد أعدت مصر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية لتضع الإطار الإستراتيجي لتوجيه جهود كافة مؤسسات الدولة وقطاعات الأعمال وقطاعات المجتمع المختلفة لمواجهة هذه الظاهرة في مصر والتعاون مع المجتمع الدولي في المسارات المتفق عليها لمواجهة هذه الظاهرة خاصة في ظل وجود تضارب مصالح بين الكتل المختلفة في العالم فيما يتعلق بالإلتزامات التي تترتب على المواجهة.