العالم
بيدرو سانشيز يشارك في المجلس الأوروبي ببروكسل.. وتلتزم إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا ومالطا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
كتب: محمد شبلشارك رئيس الحكومة الاسبانية, بيدرو سانشيز, في اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، حيث تم مناقشة جوانب مثل زيادة الدعم لأوكرانيا، والحاجة إلى تعزيز الأمن والدفاع الأوروبيين أو الأزمة في غزة، من بين أمور أخرى. كما تم تناول قضايا أخرى ذات أهمية، مثل تخفيف الأعباء البيروقراطية لمساعدة المزارعين على أن يصبحوا أكثر قدرة على المنافسة، أو إحراز تقدم في عملية توسيع الاتحاد الأوروبي وإصلاحه، أو إدارة الهجرة.
وسلط رئيس الحكومة الاسبانية الضوء على الاستنتاجات القوية التي توصل إليها المجلس الأوروبي بشأن غزة. وبهذا المعنى، أكد بيدرو سانشيز أنها "استنتاجات تعكس الموقف الذي تدافع عنه إسبانيا منذ اندلاع النزاع" وأنها "تدعو بوضوح إلى وقف إطلاق النار، وفتح الممرات البرية، وعدم الهجوم على وتبدأ رفح، بمواصلة دعم عمل الأونروا في القطاع وفي المنطقة ككل، والترويج لمؤتمر سلام يؤدي إلى حل الدولتين.
وقد دافع بيدرو سانشيز عن أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع وضمان السلام الدائم. ولهذا السبب، وعلى هامش المجلس، نظم رئيس الحكومة صباح اليوم لقاءً مع رؤساء وزراء سلوفينيا وإيرلندا ومالطا تم فيه التعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يسهم في نجاحها. لعملية السلام.
وقد أعرب المجلس الأوروبي عن قلقه العميق، سواء إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة وتأثيره غير المتناسب على السكان المدنيين، وخاصة الأطفال، أو إزاء خطر المجاعة الوشيك الناجم عن عدم كفاية دخول المساعدات إلى غزة. وفي هذا الصدد، اتفق الزعماء الأوروبيون على حث الحكومة الإسرائيلية على عدم القيام بعملية برية في رفح، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
والجانب الآخر الذي تناوله الزعماء الأوروبيون هو الإصرار على زيادة الدعم لأوكرانيا، مع إنشاء صندوق خاص للبلاد بقيمة 5 مليار يورو في إطار مرفق السلام الأوروبي. وعلى نحو مماثل، تم الترويج لتسع عقوبات ضد روسيا واستخدام عائدات الأصول المجمدة لدعم الشعب الأوكراني، في حين يجري إحراز التقدم في الاتفاقيات الأمنية الثنائية التي تعمل عليها العديد من الدول الأعضاء.
وشدد رئيس الحكومة على أن "بوتين لم ينتصر في الحرب كما كان ينوي. لكنه لم يخسرها أيضا". وبهذا المعنى، فقد سلط الضوء على الحاجة إلى زيادة الدعم لأوكرانيا على الفور لمنع الجبهة الأوكرانية من التعرض للانتكاسات. وشدد على أنه "يجب أن نتجنب ذلك بأي ثمن. لأن ما هو على المحك هو مصداقية وأمن ورفاهية جميع الأوروبيين".
وفي هذا السياق، تناول الزعماء الأوروبيون الحاجة إلى التعزيز والتحديث وتنظيم صناعة الأمن والدفاع الأوروبية، وهي قضية أخرى تمت مناقشتها في إطار المجلس الأوروبي. وقد دارت المناقشة حول مدى إلحاح الرد على الحرب في أوكرانيا، على المدى القصير، وتعزيز قدرة الاستجابة الأوروبية، على المدى الطويل. وشدد رئيس الحكومة فور وصوله إلى المجلس الأوروبي على أن "أوروبا مشروع سلام ولضمان ذلك السلام ومساحة الحقوق والحريات، نحتاج إلى زيادة قدرتنا على الردع وأمننا ودفاعنا، حتى يكون هناك سلام". ولا توجد إغراءات لجزء من الأنظمة الاستبدادية التي تشكك وتضعف مساحة الحقوق والحريات والديمقراطية، وهي أوروبا".
والاتحاد الأوروبي ملتزم بزيادة استعداده وقدراته لتتناسب مع احتياجاته وطموحاته في سياق التهديدات والتحديات الأمنية المتزايدة. وقد ذكر بيدرو سانشيز أن هذا التعزيز "لا يهدف إلى تطوير اقتصاد حرب أو تصعيد الصراع، بل على العكس من ذلك: ضمان حصول مشروع السلام الذي يتمثل في أوروبا على أدوات الردع اللازمة".
وشدد رئيس الحكومة على أن الصحة والطاقة، وسياسات المناخ، والتحول الرقمي، وكذلك الأمن، هي من المنافع العامة الأوروبية، والتي تحتاج إلى تمويل وطني وأوروبي أيضًا.
سلط بيدرو سانشيز الضوء على الإنجازات التي حققها الاتحاد الأوروبي وقدرته على الاستجابة للتحديات الكبيرة التي واجهها المشروع الأوروبي، مثل الشراء المركزي للقاحات أثناء الوباء، أو الموافقة على صناديق الجيل القادم أو أزمة الطاقة نتيجة لحرب بوتين، التي رافقها إصلاح سوق الكهرباء، سبقه الحل الإيبيري بقيادة حكومة إسبانيا وحكومة البرتغال. وشدد على أن "هناك تشكيكًا في الأمن الأوروبي من قبل دولة ثالثة، وهي في هذه الحالة نظام بوتين في روسيا. ويجب أن نفعل الشيء نفسه مع صناعة الدفاع والأمن".
دعم المزارعين الأوروبيين
كما تناول المجلس الأوروبي المبادرات المختلفة التي أطلقتها المؤسسات الأوروبية لمعالجة الوضع الذي يعيشه القطاع الزراعي. وبهذا المعنى، أكد رئيس الحكومة دعمه لجميع المزارعين الأوروبيين وسلط الضوء على طلب المفوضية الأوروبية تخفيف الأعباء البيروقراطية لمساعدة المزارعين على أن يصبحوا أكثر قدرة على المنافسة.
أكد القادة الأوروبيون على أهمية وجود قطاع زراعي مرن ومستدام لتحقيق الأمن الغذائي والاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي. وبالمثل، شدد بيدرو سانشيز على ضرورة الاستماع إلى طلبات واهتمامات القطاع ومواصلة العمل على اعتماد تدابير قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل ترافق المزارعين في انتقالهم إلى زراعة أكثر استدامة وتنافسية، مما يعزز مكانة المزارعين. المزارعين في السلسلة الغذائية، على وجه الخصوص، لضمان دخل عادل لهم.
التمديد والإصلاحات
كما تناول الزعماء الأوروبيون الإصلاحات التي يتعين على الاتحاد الأوروبي أن ينفذها، فضلاً عن الاستعدادات لتوسيع الاتحاد الأوروبي. وسلط رئيس الحكومة الضوء على إعلان غرناطة، الذي تم اعتماده في ظل الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وأعرب عن التزام إسبانيا بالحاجة إلى الإصلاحات الداخلية التي يجب على الاتحاد الأوروبي القيام بها للمضي قدمًا بالتوازي مع التوسع.
اتفق الزعماء الأوروبيون على بدء مفاوضات الانضمام مع البوسنة والهرسك، في حين رحبوا بالتقدم الذي أحرزته أوكرانيا ومولدوفا في دفع الإصلاحات الضرورية على طريقهما إلى الاتحاد الأوروبي، وتقييم الجهود الجارية في جورجيا بشكل إيجابي.
لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
وفي إطار المجلس الأوروبي، حضر رئيس الحكومة مأدبة غداء مع الأمين العام للأمم المتحدة وزعماء أوروبيين آخرين. وفي هذا الإطار، نقل سانشيز إلى غوتيريش دعم إسبانيا الساحق للأمم المتحدة وقيادتها، وثمن جهوده لإنهاء الصراع في غزة لتحقيق السلام المستدام.
وبالمثل، أعرب عن شكره للعمل الذي تقوم به الأونروا والذي يلعب دورا حيويا في الاستجابة الإنسانية في غزة وفي استقرار المنطقة، وشدد على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي تمويل الأونروا بشكل مناسب. وشدد أيضًا على أهمية تجنب المزيد من التصعيد الإقليمي والتوصل إلى حل.
الحل النهائي للصراع، بدءاً بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ومنع الهجوم على رفح بأي ثمن.
الذكرى الثلاثون لاتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية
كجزء من رحلته إلى بروكسل، شارك بيدرو سانشيز يوم الجمعة في اجتماع للمجلس الأوروبي مع رؤساء وزراء أيسلندا وليختنشتاين والنرويج بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية المنطقة الاقتصادية الأوروبية، التي تم إنشاؤها في عام 1994. بهدف توسيع نطاق أحكام السوق الداخلية لتشمل دول رابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA).
تضم المنطقة الاقتصادية الأوروبية الحريات الأربع للسوق الداخلية: السلع؛ الخدمات ورأس المال والأشخاص، فضلاً عن السياسات ذات الصلة والمترابطة بشكل صارم، مثل المنافسة والنقل والطاقة والبيئة وقانون العمل، من بين أمور أخرى.
قمة اليورو
وقد شارك رئيس الحكومة في قمة اليورو التي تجمع رؤساء دول أو حكومات دول منطقة اليورو بالإضافة إلى رئيس قمة اليورو ورئيس المفوضية الأوروبية.
وشدد بيدرو سانشيز على أهمية القواعد المالية الجديدة التي تسمح بإجراء الاستثمارات اللازمة لدعم النمو طويل الأجل دون التخلي عن التقدم الاجتماعي الذي تم تحقيقه. وبهذا المعنى، دافع رئيس الحكومة عن ضرورة بناء اتحاد حقيقي لأسواق رأس المال، والذي يسمح باستثمار مدخرات المواطنين الأوروبيين في أوروبا.