سنوات من المعاناة والتهميش عاشها سكان قرى غرب الإسكندرية، قبل أن تسطع في قراهم شمس «حياة كريمة» معلنة نهاية ظلام لطالما ظل جاثما على القرى وأهلها، لسنوات طوال، معيدًا الأمل إلى القلوب، والتفكر إلى العقول.

تنوعت الملامح على وجوه المواطنين في مركز برج العرب القديم، وخلال رحلة «بوابة الأهرام» إلى برج العرب القديمة، لم ترصد سوى الارتياح والامتنان والفخر يرتسمون على وجوه سكان القرى، بعد أن عاشوا أحلامًا طال انتظارهم لها، تعرف على أنها مقومات أساسية لعيش «حياة كريمة».

«حياة كريمة» غيّرت وجه برج العرب
«بنعيش حياة كريمة بعد تطوير حقيقي غيّر وجه المدينة»، يتحدث عماد فؤاد نصر الله، أحد سكان قرية بهيج، بفرح عن التغيير الكبير الذي شهدته مدينة برج العرب.

ويؤكد أنه لم يكن يتوقع أن تنتهي المشروعات بهذه السرعة لتقديم خدماتها إلى المواطنين، من رصف إلى إنارة إلى خدمات حكومية، وهو ما سهل على المواطنين حياتهم في غرب الإسكندرية.

فرق كبير بعد «حياة كريمة»
يشارك عبد النبي متولي، أحد سكان برج العرب، عماد فؤاد فرحته، مؤكدا شعوره بفرق كبير في حياته اليومية، بفضل مشروعات «حياة كريمة».

ويقول إن مشروع مجمع الخدمات الحكومية ساهم بشكل كبير في مساعدة سكان المنطقة؛ لتقديم جميع الخدمات الحكومية في مكان واحد، فضلا عن زيادة أعداد المدارس وحل أزمة تكدس الطلاب في الفصول.

الحياة صعبة قبل «حياة كريمة»
«الحياة قبل حياة كريمة كانت صعبة» بمرارة يتذكر مصطفى محمد عبد الظاهر، أحد سكان الساحل بمدينة برج العرب، ما كانت عليه المدينة قبل تنفيذ مشروعات حياة كريمة الخدمية.

ويتابع: كنا نعاني من بُعد المسافات عن الجهات الخدمية والصحية، فضلا عن نقص الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي والغاز والإنترنت والكهرباء.

«دلوقتي الوضع اتغير وبقى في أحسن شكل» يضيف عبد الظاهر، ويصف شعوره تجاه مشروعات «حياة كريمة» بأنها «بمثابة مصدر النفس والإحساس بعودة الروح للجسد بعد ما كانوا فقدوا الأمل في التغيير».

خدمات صحية متميزة في قرى «حياة كريمة»
«العيادات الطبية كانت بعيدة عني وبتكلفني وقت وفلوس كتير» تحكي حنان علي، إحدى سكان مدينة برج العرب، عن معاناتها قبل مشروعات «حياة كريمة» من صعوبة الوصول إلى العيادات الصحية؛ حيث إن الأمر كان يتطلب منها مجهودًا ووقتًا طويلا.

«الوضع اتغير دلوقتي» تتابع حنان علي؛ قائلة: أصبحت الوحدات الصحية منتشرة في جميع أرجاء القرى، وتعمل على فترتين صباحية ومسائية، في الكشف وصرف الدواء، بالإضافة إلى تقديمها خدمات طبية متنوعة في كل الأقسام، بأسعار رمزية تناسب الجميع.

وتؤكد «مستوى الخدمات الصحية فوق الممتاز»، وأن الحصول على العلاج وصرف الأدوية يجري بسهولة، مع وجود أطباء مهرة في مختلف التخصصات.

«حياة كريمة» تطبيق عملي لشعار «مصر بتتغير»
من جهته، يؤكد اللواء طه زهير، رئيس مركز ومدينة برج العرب القديم، لـ«بوابة الأهرام» أن مبادرة «حياة كريمة» تُعد واحدة من أعظم إنجازات العصر الحديث، لما لها من تأثير عميق في تحسين حياة المواطن البسيط.

ويضيف «زهير» أن المبادرة لم تقتصر على مشروع واحد، ولكنها امتدت لتشمل خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب النقية، الكهرباء، الغاز الطبيعي، شبكات الاتصالات، بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات ثقافية ورياضية وحكومية.

ويقول: إن «حياة كريمة» ليست مجرد مشروع تنموي، بل هي رؤية متكاملة لتغيير حياة الملايين من المصريين نحو الأفضل، وتجسد بشكل عملي شعار «مصر بتتغير».

«حياة كريمة» قرار حكيم من الرئيس
ويضيف رئيس مركز ومدينة برج العرب القديم، أن استمرار تنفيذ المشروعات رغم التحديات والظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها العالم ومصر على وجه الخصوص، يعكس رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإصراره على إحداث تغيير حقيقي في حياة المواطنين، دون تفرقة بين محافظة وأخرى.

ويؤكد أن المشروعات القومية، استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، قائلاً: «الأجيال المقبلة ستجني ثمار هذه المشروعات الوطنية المهمة، التي وضعت أسسًا راسخة لمستقبل أكثر إشراقًا لمصر».

193 مشروعًا لـ«حياة كريمة» على أرض برج العرب

ويوضح رئيس مركز ومدينة برج العرب القديم، تنفيذ 193 مشروعًا متنوعًا يخدم 9 قرى بمركز ومدينة برج العرب؛ شملت المشروعات إنشاء 4 مجمعات للخدمات الحكومية، بواقع مجمع خدمي في كل قرية أساسية، إلى جانب 5 وحدات صحية، و5 نقاط إسعاف موزعة استراتيجيًا لتغطية جميع المناطق.

كما تم إنشاء 6 مراكز شباب مزودة بأحدث الأجهزة الرياضية، و3 مكاتب ومراكز للتضامن الاجتماعي لدعم وتأهيل ذوي الهمم.

ويتابع «زهير»، أن التطوير امتد ليشمل البنية التحتية، من خلال إنشاء شبكات مياه جديدة وخطوط طرد، وتنفيذ أعمال رصف الطرق الداخلية، فضلًا عن تحديث شبكات الاتصالات بتقنيات حديثة، لتسهيل وصول خدمات الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء برج العرب.

ومن بين المشروعات التي جرى إنشاؤها محطات لمعالجة مياه الشرب وأخرى للصرف الصحي، مما يضمن توفير خدمات أساسية بجودة عالية.

ويؤكد أن المشروعات أحدثت نقلة نوعية وطفرة في مدينة برج العرب، التي أصبحت ضمن مصاف المدن الجديدة، بما يحقق رؤية شاملة للتنمية المستدامة.

سكان برج العرب تجني ثمار «حياة كريمة»
ويشير رئيس المركز إلى قرب الانتهاء من جميع مشروعات مبادرة «حياة كريمة» بمدينة ومركز برج العرب، مؤكدًا الأثر الإيجابي الكبير الذي تركته المشروعات في حياة سكان المنطقة، وأنها حظيت باستحسان واسع من قاطني المدينة، نظرًا لما قدمته من خدمات أساسية كانت تمثل تحديًا يوميًا للسكان لسنوات طويلة.

ويقول إن سكان برج العرب استشعروا القيمة الحقيقية لهذا المشروع القومي؛ حيث أعاد لهم الأمل بحياة أفضل، وسهّل الوصول إلى الخدمات التي حُرموا منها لفترات طويلة.