علي جمعة: المنهج الذي بيننا وبين الخلق مبني على العفو والصفح

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
افتتاح مصنع جديد لشركة ”ليوني” للضفائر الكهربائية للسيارات بمدينة بدر ووضع حجر الأساس لمجمع صناعي كبير كمبوديا تتهم تايلاند بانتهاك وقف إطلاق النار وتؤكد حقها في الدفاع عن النفس برلماني: لقاء الرئيس السيسي بالمشير حفتر محطة محورية لدعم استقرار ليبيا وحماية الأمن القومي المصري مفتي الجمهورية: فصل الشتاء ”ربيع المؤمن” وفرصة ذهبية للعبادة والقربات خبير بيئي يحذر: تخزين كميات ضخمة من المياه وراء زيادة الزلازل في إثيوبيا منى زكي تكشف كواليس تجسيد دور أم كلثوم في فيلم ”الست” وحفاوة أسرة الراحلة خبير مناخ: مصر تشهد أجواء شتوية مبكرة وتساقط أمطار في مناطق غير معتادة وكيل الأزهر يهنئ وزير الشباب على رئاسته للجنة اليونسكو للتربية الرياضية ضبط عنصر جنائي بالإسماعيلية بحوزته 1.25 طن مواد مخدرة بقيمة 85 مليون جنيه فيلم ”جاي كيلي” لجورج كلوني وآدم ساندلر يحصد 5 ترشيحات في جوائز الجولدن جلوبز وزير الكهرباء والسفير البريطاني يناقشان تعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة الإفتاء: لا يجوز أداء الصلاة قبل وقتها والصلاة على الطريق جائزة عند الضرورة

دين

علي جمعة: المنهج الذي بيننا وبين الخلق مبني على العفو والصفح

علي جمعه
علي جمعه

قال د. علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك منهجا ينبغي أن نتبعه في علاقتنا مع الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح. قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التاوصل الإجتماعي فيسبوك، إنه أمرٌ في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبرٍ وتجرُّع مرارة. كيف تعفو عمن آذاك؟ وكيف تتجاوز عن مَن اعتدى عليك؟ وكيف تغفر لمن شتمك أو سبَّك بلا مبرر؟ وكيف يكون ذلك إذا كنت على الحق، وهو على الباطل؟.

روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: "هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ فقال ﷺ : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال ، وسلم عليّ. ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتامرني بأمرك ، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (جبلَي مكة). فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي ﷺ فقال: إن دوسًا قد هلكت؛ عصت وأبت، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم."

وعن جابر رضي الله عنه قال: "قالوا: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ ثقيفًا."

مما سبق يتضح لنا أن الإسلام يدعو إلى خلق العفو والصفح، وليس إلى الانتقام أو حب إنزال العقاب بالآخرين. فقد كان النبي ﷺ رحمةً للعالمين، يدعو لهم بالهداية. والدعاء لمن ظلمك مقامٌ عالٍ وخلقٌ رفيع، لأنه يتجاوز حدود العفو والسماح إلى الرغبة في الخير لهم ولكل الناس.

هذه هي أخلاق النبي الكريم ﷺ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن نسير عليه في تعاملنا مع الناس. وإن كان ذلك عظيمًا وشاقًا، فإنه واجب، لأنه يضعنا في نزاع مع أنفسنا. ومع ذلك، فإن الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله أمانة في أعناقنا.

فاجعلوا العلاقة التي بينكم وبين الخلق مبناها الصفح، والعفو، والمغفرة، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، ويغفر لنا، ويوفقنا، ويجعلنا في محل نظره سبحانه وتعالى.