حمل المراهقات.. بين الأمومة القسرية والإجهاض ”غير الآمن” مأساة تتكرر في صمت
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير الخارجية والهجرة يجتمع بقطاع الأمريكتين بالوزارة وزير الأوقاف يزور ماسبيرو لتدشين كرسي الإمام الليث بن سعد قطار «ديسيرو» السريع.. نقلة نوعية في مجال النقل بالسكك الحديدية المصرية ​استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال شرق غزة الأمم المتحدة: توثيق 54 اعتداءً على المرافق الصحية في الضفة منذ يناير الماضي مخاطر وفوائد الصيام لمرضى القلب.. ونصائح للحفاظ على الحياة محافظ قنا: تطبيق القانون في ملف التصالح وإزالة التعديات خلاف ومقاطعة.. محمد سامى يُثير الجدل بعد تصريحاته حول محمد رمضان أحمد حاتم يكشف عن أجره في فيلم أوقات فراغ إخلاء سبيل سائق سيارة المدارس بواقعة كمبوند الفردوس بأكتوبر حقيقة استقالة أحمد دياب من رئاسة رابطة الأندية إصابة شخص في انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل شقةٍ بالإسكندرية

تقارير وتحقيقات

حمل المراهقات.. بين الأمومة القسرية والإجهاض ”غير الآمن” مأساة تتكرر في صمت

امرأة حامل
امرأة حامل
امرأة حامل

يعد حمل المراهقات قضية شائكة تحمل في طياتها أبعادًا صحية ونفسية واجتماعية معقدة، فبينما تعاني الفتيات من تحديات الأمومة المبكرة، يظل الإجهاض "خاصة الغير آمن" تهديدًا يفاقم معاناتهن، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 45% من حالات الإجهاض في العالم غير آمنة، وتتركز النسبة الكبرى في البلدان النامية ، كما أننا نسلط الضوء على قصص واقعية، ونستعرض آراء الأطباء والمتخصصين حول تداعيات الحمل المبكر والإجهاض، في محاولة لفهم هذه الأزمة التي تمس حياة الكثيرات.

قالت الدكتورة سامية الحسيني أخصائية النساء والتوليد في الجمعية المصرية لطب الأطفال ، انه يوجد الحالات التي يفصل فيها الطب إجهاض الجنين منها إذا كانت الأم تعاني من مرض مزمن أو أحد أمراض القلب المزمنة ، وبالتالي يؤثر الحمل على صحتها أو يكون هناك خطر عليها وعلى صحتها ويكون الإجهاض محدد بحالات معينة وأيضا في حالة وجود تشوهات بالجنين " عيب خلقي" تتعارض مع إكمال الحمل أو اجهاضه .

وأشارت سامية الحسيني ، أنه يوجد عمر محدد وحالات محدده للجنين يمكن للطب اجهاضه فيها وهي حالة التشوهات الخلقية للجنين كلما اكتشفناها مبكراً كلما كان أفضل ، والعمر الأمثل هو أول ٤ أشهر أو ما يوازي ١٦ أسبوع ، أي قبل سن "الحياة للجنين " واضافت أن يزداد خطر الإجهاض التلقائي لدي النساء المصابات بأمراض مزمنة ، مثل السكري الغير منضبط ، ومشكلات الرحم أو عنق الرحم وقد تتسبب هذه الأمراض في زيادة خطر التعرض للإجهاض التلقائي ، وأيضا التدخين وتناول الكحوليات وتعاطي العقاقير غير المشروعة

وذكرت الحسيني، أن هناك أعراض شائعة للإجهاض تتمثل في آلام شديده أسفل الضهر، فقدان الوزن، اختفاء أعراض الحمل "عدم الإحساس بالجنين" ، نزول ماء أو دم الرحم، النزيف المهبلي ويجب التواصل مع الطبيب في حال إذا شعرت الأم بأي من هذه الأعراض لمحاولة السيطرة على الحالة ومنع الإجهاض.

و قالت هالة عصام السيد ممرضة في مستشفي الصفا بشبين القناطر القليوبية، أن أعراض الإجهاض مثل حالات الولادة من الممكن أن تصل إلي نزيف حاد، وأن المقبلين علي الإجهاض في هذه الفترة أعدادهم كبيرة بسبب الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد وغلاء الأسعار، وعدم القدرة علي المصاريف التي تتطلبها الولادة .

وأضافت أنه يوجد عدد من السيدات تقوم بتناول وسائل منع الحمل بشكل خاطئ مما يؤدي إلي حمل المرأة، فتكون مضطرة علي إجهاض الجنين وأن النسبة الأكبر التي تقبل علي الإجهاض تكون بسبب تقاعد رب الأسرة عن العمل، وأن النساء هم من يقوموا بالعمل للصرف على المنزل والأولاد الآخرين فيكون من الصعب إبقاء الجنين .

وتابعت هالة أن الإجهاض التي تقوم به السيدات يؤثر علي الطفل التالي في الكثير من الحالات مثل يكون الجنين ثابت وبحالة صحية جيدة وقامت الأم بإجهاضه هذا يؤثر على الأم والجنين التالي بشكل مباشر ويؤثر على بطانة الرحم ومن الممكن في المرة التالية أن تجهض الأم بشكل طبيعي بدون تدخل طبي وأيضا إذا قامت بعمل مجهود زائد عن الحد تتأثر أيضاً الأم ، ويوجد أمراض إذا حملت السيدة يجهض الجنين بشكل تلقائي وبدون أسباب منها داء القطط .

وأشارت هالة أن أصعب حالات الإجهاض التي تم استقبالها في المستشفى تكون لفتيات صغار السن التي تكون غير قادرة علي تحمل آلام الحمل والسيدات كبار السن قد تعدو عمر الأربعين فيكون التخوف من ولادة أطفال مشوهيين أو ذات عيوب خلقية وأطفال من ذوي القدرات الخاصة .

في حين قال الدكتور أحمد السبكي صيدلي أن تناول حبوب منع الحمل بكثرة علي المدي البعيد ، يؤثر علي المرأة وقد يسبب لها عدم القدرة علي الإنجاب مرة أخرى والضرر الأساسي من حبوب منع الحمل أنه يؤثر علي الرحم ويؤدي إلي الإصابة بأنواع عديدة من مرض السرطان ، وهذا يحدث بسبب تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمونات.

وأشار أن هناك أنواع من الأدوية تسبب الإجهاض مثل إستخدام مضادات الفطريات " الفلوكونازول" عن طريق الفم أثناء الحمل ، ويزيد من مخاطر الإجهاض والأدوية التي تحتوي علي هرمون" الاستروجين" بدون" البروجسترون" ويكون احتمالية الإصابة بسرطان الرحم كبيرة ، مضيفاً أن هناك أنواع من الأدوية التي تسبب تشوه الجنين أو الإجهاض مثل مضادات الفطريات ، علاج حب الشباب ، وأدوية مضادات الاكتئاب وبعض المسكنات.

وقال الدكتور علاء غندور استشاري التحليل والتأهيل النفسي: يمكن أن يكون الحمل المبكر مزعزعا للاستقرار، وتعاني فيه الحالة من اضطراب حقيقي في الهوية وحالات الضيق وعدم الاستجابة للانتقال لهذه المرحلة الكبيرة من الأمومة ، لذلك قد تجد الأم الشابة صعوبة في إدارة حياتها في سن المراهقة ودورها كأم وخاصة إذا كانت تواصل تعليمها سيكون الأمر معقدا حتما ، ما لم تتلق المساعدة من عائلتها .

وأضاف الغندور أن نظرة المجتمع بالنسبة لهؤلاء المراهقات الحوامل تختلف كثيراً من النظرة السلبية للأم المراهقة، حيث لها أصلها في وجود قاعدة تتعلق بسن الإنجاب المثالي، كثيرا ما نسمع أنه يجب أن تكون قد أكملت تعليمك ، وأن تكون تحت سن قانوني مناسب لإنجاب طفل يكون من عمر ٢٥ عام، تتم محاكمة الفتيات دون سن 20 بنفس الطريقة التي تحاكم بها النساء البالغات من العمر 35 عاما اللاتي لم ينجبن طفلا بعد ،ولكن أيضا للمجتمع بشكل عام، وتعاني العديد من الفتيات المراهقات على عدم اللطف الذي يتعرضن له، أفاد البعض أنهم تعرضوا للإهانة في الشارع أو أن طبيبهم نظر إليهم بشفقة عندما شخص حملهم.

وقال الدكتور مصطفى محمود أستاذ واستشاري أمراض النساء والتوليد: يمكن اعتبار حمل المراهقات في خطر إذا تم اكتشافه متأخرا أو تم تجاهله عمدا أو ببساطة لم يتم اكتشافه ، وفي جميع الحالات الثلاث، لن تكون المتابعة كافية ولن تتمكن الفتيات من إجراء اختبارات الفحص الإلزامية أو تلقي المشورة من أخصائي صحي، لذلك قد يعانون من نقص التغذية أو زيادة الوزن المفرطة أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. وغالبا ما تؤدي هذه السلوكيات بالمخاطر لبعض المراهقات إلى تفاقم الحالة، و لحسن الحظ ، فإن حمل فتاة سليمة تدرك أمومتها المستقبلية يمكن أن يسير بشكل جيد .

واضاف أيضا أن الأم الشابة التي لا تتلقى رعاية ما قبل الولادة وتتبنى سلوكا مصحوبا بالمخاطر مثل (التبغ والمخدرات والكحول وسوء التغذية وما إلى ذلك) يعرض طفلها لمضاعفات مختلفة، ومن المشاكل الرئيسية: (العديد من حالات الخداج ،الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من نقص التغذية ،انخفاض الوزن عند الولادة،تأخر النمو داخل الرحم وزيادة خطر التشوهات).

كما تعكس تجارب العديد من الفتيات المعاناة التي يواجهنها بسبب الزواج المبكر وما يترتب عليه من تحديات، خاصة عند حدوث الحمل في سن صغيرة: هاجر.م ، التي تزوجت في عمر 14 عامًا، لم تكن مستعدة لمسؤوليات الزواج، وعانت من مشكلات صحية أثناء حملها الأول، انتهت بطلاقها وهي لا تزال في سن المراهقة، بينما ولد طفلها وهو يعاني من مشكلات صحية.

أما سماح.ا ، فوصفت زواجها في عمر 13 عامًا بأنه "أسوأ قرار"، إذ حرمت من طفولتها وعانت من حالات حمل متكررة لم تكتمل، حتى فقدت في النهاية القدرة على الإنجاب.

وفي المقابل، وجدت شيماء. ع ، التي تزوجت في سن 18 عامًا، دعمًا من زوجها أثناء الحمل رغم صعوباته، مما ساعدها على تجاوز الأزمات دون فقدان الجنين.