ضحايا خلف الشاشات.. كيف يقع الشباب فريسة للابتزاز الإلكتروني؟

رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
حامد حمدان نجم بتروجيت يثير اهتمام الأندية القطرية والزمالك يترقب الصفقة الشتوية إليسا تعلن عن حفلها الغنائي في قبة رادس بتونس 28 ديسمبر بعد غياب 6 سنوات الأرصاد: طقس معتدل نهارًا وبارد ليلًا مع فرص أمطار متفرقة على عدة مناطق دار الإفتاء تحذر من ممارسة “البشعة”: مخالفة للشريعة والعقل الإنساني وفاة الطبيب مصطفي البكل في المنوفية.. رمز للخير والأخلاق الحسنة عمرو الشلمة: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية تعزز الثقة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مصر مصطفى بكري: تشكيل حكومة جديدة بعد يناير بمواصفات تراعي مصالح الشعب المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: قانون 10 لسنة 2018 يمنح الحقوق والتيسيرات ويعزز التمكين عمرو أديب: وفاة الطفل يوسف محمد في بطولة السباحة «قمة الإهمال» وتستدعي إجراءات صارمة خبير سياسي: إعادة الانتخابات في بعض الدوائر تؤكد حرص مصر على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية حمد موسى: مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم صعبة وتضم منتخبات قوية حاتم الطرابلسي ينتقد أرني سلوت ويطالب بالاحترام لمكانة محمد صلاح في ليفربول

منوعات

ضحايا خلف الشاشات.. كيف يقع الشباب فريسة للابتزاز الإلكتروني؟

الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني

يُعد الابتزاز الإلكتروني من أخطر الجرائم السيبرانية التي تهدد المجتمع، حيث يستغل المبتزون التطور التكنولوجي ومنصات التواصل الاجتماعي للإيقاع بضحاياهم، خاصة من المراهقين والأطفال، ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت في حياتنا اليومية، يصبح الشباب أكثر عرضة لهذه الجرائم بسبب قلة الوعي بالمخاطر التي تحيط بهم في الفضاء الرقمي.

قال تامر محمد، مدير عام غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على الشباب، إذ كشفت دراسة أجراها "مركز بيو للأبحاث" أن 45% من المستخدمين الشباب متصلون بالإنترنت بشكل مستمر، بينما يستخدم 97% منهم منصات مثل يوتيوب، فيسبوك، إنستغرام، وسناب شات.

ويضيف أن بعض الشباب يتابعون هذه المنصات أكثر من 100 مرة يوميًا، مدفوعين بالفضول والرغبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل، مما يجعلهم أهدافًا سهلة للمبتزين والمحتالين الإلكترونيين، هؤلاء يستغلون حاجتهم للشعور بالانتماء أو رغبتهم في تقليد المشاهير للحصول على القبول المجتمعي.

كما أوضح تامر محمد أن العديد من الفتيات يتعرضن لضغوط نفسية هائلة بسبب المقارنات الاجتماعية، حيث تبدو المؤثرات والمشاهير بمظهر مثالي عبر الفلاتر وبرامج تعديل الصور، مما يخلق شعورًا بانعدام الثقة بالنفس لدى بعض الفتيات، وبالتالي يستغل بعض المبتزين هذا الضعف عبر وعود زائفة بالشهرة أو النجاح، ليوقعوا الشابات في فخ الابتزاز الإلكتروني، حيث يتم خداعهن لمشاركة صور أو معلومات خاصة يتم استخدامها لاحقًا لتهديدهن واستغلالهن ماليًا أو عاطفيًا.

أما بالنسبة للشباب الذكور، فيوضح تامر محمد أن إدمان ألعاب الفيديو، مثل "فورت نايت"، قد يؤدي إلى غيابهم عن الواقع لساعات طويلة، مما يجعلهم عرضة للاستهداف عبر الإعلانات والمحتوى غير اللائق الذي قد يظهر أثناء اللعب، وفي بعض الحالات، يتعرض بعض اللاعبين لمحتوى إباحي دون قصد، مما يجعلهم فريسة سهلة لمبتزين يهددونهم بكشف معلومات شخصية أو صور خاصة، الأمر الذي قد يدفع البعض لدفع مبالغ مالية أو تنفيذ طلبات غير قانونية خوفًا من الفضيحة.

في حين ، قالت سلوى كمال الأخصائية النفسية، أن الشباب خاصة في بدايات حياتهم المهنية والاجتماعية، يسعون إلى إثبات أنفسهم والاستقلال عن العائلة، مما يجعلهم أكثر عرضة للتفاعل العاطفي والبحث عن القبول والتقدير عبر الإنترنت، ومع تزايد الضغوط المجتمعية والمهنية، قد يجد البعض أنفسهم متورطين في علاقات أو محادثات تؤدي لاحقًا إلى الاستغلال والابتزاز ، كما أن التطور الفكري والعاطفي يجعلهم يسعون لتجربة أشياء جديدة، وقد يكون الفضول عاملاً رئيسيًا في وقوعهم ضحايا للابتزاز الإلكتروني، خاصة عندما يشاركون معلومات شخصية أو صورًا دون وعي بالمخاطر المحتملة.

وأشارت كمال، أن الفضول والرغبة في التجربة قد يدفعان الشباب إلى مشاركة معلومات شخصية أو صور دون إدراك العواقب، ويستغل المبتزون هذه العوامل بعدة طرق، أبرزها التلاعب العاطفي وإيهام الشاب أو الشابة بأنهم محبوبون أو موضع اهتمام، ثم استغلال ثقتهم لابتزازهم عاطفيًا أو ماليًا، وبعد الحصول على صور أو بيانات حساسة، يبدأ المبتز في تهديد الضحية لكسب المال أو تنفيذ مطالب غير أخلاقية، وأيضاً استغلال الرغبة في الاستقلالية و إقناع الضحية بأنه ناضج بما يكفي لاتخاذ قراراته، ما يدفعه إلى مشاركة معلومات قد تُستخدم ضده لاحقًا.

وفي المقابل ، يؤدي التعرض للابتزاز الإلكتروني إلى آثار نفسية خطيرة على الشباب، تشمل القلق والاكتئاب نتيجة الشعور بالذنب والخوف من العواقب، فقدان الثقة بالنفس بسبب الشعور بالانتهاك والضعف أمام التهديدات، وأيضاً العزلة الاجتماعية خوفًا من مواجهة الآخرين أو تعرضهم للإحراج، والتغيرات السلوكية مثل الغضب المفاجئ أو الانطواء أو حتى التفكير في إيذاء النفس ، وعلى الأهل أن يدركوا أن التفاهم والحوار هما المفتاح لحماية أبنائهم من مخاطر الإنترنت.

وفي ظل التحولات الرقمية، يصبح من الضروري خلق بيئة آمنة وداعمة للمراهقين، بحيث يكونوا قادرين على مواجهة تحديات الإنترنت، والتعامل مع المواقف الصعبة، والتصدي للابتزاز الإلكتروني بثقة ووعي.