الشارع المصري يستعد لرمضان 2025.. بين فرحة الاستقبال وتحديات الغلاء
جريدة الدفاع العربي
جريدة الدفاع العربي
رئيس مجلس الإدارة:محمود علىرئيس التحرير: شريف سليمان
وزير الخارجية والهجرة يجتمع بقطاع الأمريكتين بالوزارة وزير الأوقاف يزور ماسبيرو لتدشين كرسي الإمام الليث بن سعد قطار «ديسيرو» السريع.. نقلة نوعية في مجال النقل بالسكك الحديدية المصرية ​استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال شرق غزة الأمم المتحدة: توثيق 54 اعتداءً على المرافق الصحية في الضفة منذ يناير الماضي مخاطر وفوائد الصيام لمرضى القلب.. ونصائح للحفاظ على الحياة محافظ قنا: تطبيق القانون في ملف التصالح وإزالة التعديات خلاف ومقاطعة.. محمد سامى يُثير الجدل بعد تصريحاته حول محمد رمضان أحمد حاتم يكشف عن أجره في فيلم أوقات فراغ إخلاء سبيل سائق سيارة المدارس بواقعة كمبوند الفردوس بأكتوبر حقيقة استقالة أحمد دياب من رئاسة رابطة الأندية إصابة شخص في انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل شقةٍ بالإسكندرية

تقارير وتحقيقات

الشارع المصري يستعد لرمضان 2025.. بين فرحة الاستقبال وتحديات الغلاء

ياميش رمضان
ياميش رمضان
ياميش رمضان

مع اقتراب شهر رمضان 2025، يعيش الشارع المصري أجواءً مميزة تجمع بين الروحانيات والبهجة، رغم التحديات الاقتصادية التي أثرت على استعدادات الأسر ، الأسواق تعج بالحركة، والزينة تملأ الشوارع، والمساجد تستعد لاستقبال المصلين في الشهر الفضيل.

ومع ذلك، يشهد هذا العام ارتفاعًا في أسعار السلع الأساسية مقارنة بالعام الماضي، ما دفع الكثير من الأسر إلى الترشيد في المشتريات أو البحث عن البدائل الأرخص. ورغم ذلك، لا يزال الإقبال على شراء الياميش والمكسرات حاضرًا، وإن كان بكميات أقل مما اعتاد عليه المصريون في السنوات السابقة.

تحديات اقتصادية: ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية

ومن الناحية الاقتصادية، قالت الدكتورة علياء المهدي، الخبير الاقتصادي، إن ارتفاع الأسعار يرجع إلى عدة عوامل معقدة، أبرزها التأثير المباشر للتضخم العالمي وارتفاع أسعار الاستيراد نتيجة الاضطرابات الاقتصادية الدولية، مما أدى إلى زيادة تكلفة نقل وشحن السلع.

وأضافت أن تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار ساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار السلع الأساسية، خاصة المستوردة مثل المكسرات والفواكه المجففة، حيث تعتمد مصر على الاستيراد لتلبية جزء كبير من احتياجاتها الرمضانية، ومع انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين، أصبح التوازن بين العرض والطلب أكثر صعوبة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية.

وأشارت إلى أن زيادة تكاليف الإنتاج المحلي، بما في ذلك ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والخامات، أثرت أيضًا على أسعار السلع المصنعة محليًا، مما جعل بعض البدائل المحلية أقل قدرة على المنافسة من حيث الأسعار، وبالتالي قلّصت الخيارات المتاحة أمام المستهلكين.

وأكدت أن الحلول المتاحة حاليًا تتمثل في زيادة المعروض من السلع الأساسية من خلال المنافذ الحكومية مثل معارض "أهلاً رمضان" والمجمعات الاستهلاكية، إضافة إلى تعزيز المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى توفير السلع بأسعار أقل لتخفيف العبء عن الأسر المصرية.

وتضيف أم محمود (ربة منزل)"كل سنة كنا بنشتري المكسرات والياميش بكميات كويسة، لكن السنة دي الأسعار نار! البلح اللي كان بـ 20 جنيه بقى بـ 50، والكاجو واللوز بقوا للفرجة بس.. بس برضه رمضان ما ينفعش من غير حاجات بسيطة نفرّح بيها العيال."

أما الحاج سيد (صاحب محل عطارة في العتبة)، فيؤكد أن الأسعار ارتفعت، لكن الإقبال لا يزال موجودًا، وإن كان أقل من السنوات السابقة:

"الناس بتسأل أكتر ما بتشتري، كل واحد بيحاول ياخد الحاجة اللي تكفيه بس.. السنة اللي فاتت كانوا بيشتروا 3 أو 4 كيلو ياميش، السنة دي نص كيلو بالعافية."

ويضيف محمد الحسين، أحد التجار بسوق العتبة "الأسعار زادت، لكن الناس برضه بتحب تفرّح أولادها في رمضان، بيشتروا اللي يقدروا عليه، وبعضهم بيستبدل الياميش بالمكسرات المحلية."

موائد الرحمن بين التكافل والتحديات

كما تعتبر موائد الرحمن من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في رمضان، لكنها تواجه هذا العام تحديات كبيرة أيضًا بسبب ارتفاع تكلفة إعداد الوجبات. ومع ذلك، يواصل المتبرعون وأصحاب الخير إقامة الموائد، وإن كان بعدد أقل أو بوجبات مخفضة التكاليف.

وقال عم محمد، الذي ينظم مائدة في حي فيصل"السنة دي التانية على وضع الغلاء والوضع الصعب ويمكن اتضاعفت، لكن الناس مش هتتخلى عن فعل الخير، بنحاول نجهز الوجبات بأقل تكلفة عشان نكفي أكبر عدد ممكن."

زينة رمضان والفوانيس.. فرحة رغم الظروف

لا تزال الفوانيس تزين الشوارع، خاصة في المناطق الشعبية، حيث يحرص الأطفال على شراء الفوانيس التقليدية المصنوعة من الصفيح، رغم انتشار الفوانيس البلاستيكية المستوردة. كما بدأ الأهالي في تزيين الشوارع بالأضواء والزينة الورقية، مما يضفي أجواءً احتفالية على الأحياء.

الاستعدادات في المساجد لرمضان 2025.. قبلة الروح والقلوب العطشى للإيمان

المساجد تستعد لاستقبال جموع المصلين خلال التراويح والتهجد، مع تنظيم دروس دينية مكثفة خلال الشهر الكريم. وتركز وزارة الأوقاف على تجهيز المساجد وتوفير أئمة لإلقاء الدروس اليومية التي تركز على روحانيات رمضان وأهمية التكافل الاجتماعي.

رمضان في مصر.. موسم من المحبة والتكاتف

على الرغم من الصعوبات الاقتصادية، يظل شهر رمضان موسمًا استثنائيًا في مصر، حيث تتجلى مظاهر الفرح والتلاحم الاجتماعي ، وبفضل تكاتف الأسر والمجتمع، يحرص الجميع على الاحتفال بالشهر الكريم بروح من المحبة والرضا، متمنين أن يكون شهر خير وبركة على الجميع.